يبدو أننا لا نتعلم، أو ربما لا نريد أن نتعلم، بل أشك أن البعض منا قد انسجم مع لعبة التظاهر بعدم التعلم، فربما هى بالفعل لعبة مربحة للبعض!
يبدو أننا لا نتعلم، أو ربما لا نريد أن نتعلم، بل أشك أن البعض منا قد انسجم مع لعبة التظاهر بعدم التعلم، فربما هى بالفعل لعبة مربحة للبعض!
لا يستطيع أحدٌ في لبنان أن يتولّى أيّ منصبٍ في الإدارة العامّة، ما لم ينجح في اختبارٍ خاصّ. فهو مُلزَم بأن يحوز "شهادة حسن سلوك" من ركنٍ فاعل في السلطة السياسيّة والطائفيّة. شهادة، تقتصر على نيل رضى "هذا الركن" واطمئنانه إلى أنّ الطامح للمنصب، لن ينتهج سياساتٍ أو يتّخذ قراراتٍ يُمكن أن تُهدّد، يوماً، مصالح الركن المذكور.
من يقرأ الصحف الإيرانية التي تزخر بها أكشاك الصحف والمجلات صباح كل يوم، يلمس بشكل واضح تلك المساحة النوعية والنسبية لمساحة الحرية المتوفرة لكافة الاتجاهات السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية لعرض رأيها أو موقفها حيال الأحداث والتطورات الإيرانية.
إنّ الأخبار الواردة من هنا وهناك، حول قضيّة المرجع الشّيعي العراقي المقيم في حوزة "قم" الإيرانيّة المرموقة، العلّامة السّيد كمال الحيدري، تقع بلا أدنى شك ضمن الأخبار المزعجة بالنّسبة إلى كلّ عقل عربيّ-مُسلم حرّ ومتنوّر (شيعيّا كان أو غير شيعيّ). بل أكاد أجزم بأنّها أخبار أكثر من مزعجة، إن صحّت، خصوصاً من وجهة نظر من يعرف تراث الحيدري وحجم إسهاماته وأهميّة الدّور الذي يلعبه فكره النّقدي في الجوّ الإسلامي عموماً والجوّ الشيعي خصوصاً. إنّها، إن صحّت طبعاً، أخبار مزعجة ومؤلمة حقيقةً.
في كتابه "مقال في المنهج"، يورد الفيلسوف ديكارت عبارته الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود". استحضر مقولته هذه، ونحن في لبنان نعيش في خضم معركة انتخابية كشفت لنا عن المزيد من الفراغ ووهن الاحزاب، التي ما فتئت تتفنن في القمع الظاهر.. والمقنع.