ديكارت Archives - 180Post

حضارة-اسلامية.jpg

التّاريخ: مساء الإثنين الواقع في ٢٩ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٤. المكان: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلاميّ (بيروت). الموضوع: التّحدّيات التي تواجه الفكر الإسلاميّ المعاصر. الدّعوة تلقيتها من الصّحافي والكاتب الأستاذ الحبيب الحاج قاسم قصير. وقد سُررتُ أشدّ السّرور بفرصة كهذه لزيارة هذا المركز الفكريّ الرّاقي واللّقاء مجدّداً بالحاج قاسم طبعاً، وبالعالِم الجليل، والباحِث الرّفيع، والمدرّس المهنيّ: سماحة الشّيخ محمّد زراقط.

Artificial-intelligence-AI-cant-turn-it-off-again.jpg

رأينا في ما سبق من هذا المقال، كيف أنّ التّبنّي المتطرّف لـCogito الفيلسوف الفرنسي الكبير رينيه ديكارت ("أنا أفكّر، إذن أنا موجود")، إلى جانب الإطار الفلسفي المرتبط بهذا التّبنّي المتطرّف عينِه، أدّى ويؤدّي في الأغلب: إلى نتائج سلبيّة عميقة التّأثير على الفرد ـ الإنسان وعلى مجتمعه في عالمنا المعاصر. وقد تساءلنا في ختام الجزء السّابق: إلى أيّ حدّ، وبعد مرور كلّ هذه القرون منذ بدايات عصر الأنوار الأوروبي، أصبح الـCogito ـ في الأعمّ الأغلب أيضاً ـ فلسفةَ المبالغة في التّفكّر (وما يعنيه ذلك من مبالغة في التّحليل Analyse والحُكم Jugement الذّهنيَّين، مع الاستعانة بالأفكار Idées وبالمفاهيم Concepts).

104220662_153250-.jpg

يُروى، أنّ سفيراً عربيّاً قال للجنرال شارل ديغول، يوماً: "فرنسا دولةٌ عظيمة لأنَّ الثورة الفرنسيّة صنعتها". فأجابه ديغول: "لا، لم تصنعها الثورة، بل صنعها ديكارت". وكان الرئيس الفرنسي يريد أن يلفت، بالتأكيد، إلى أنَّ الثورة الفرنسيّة (1789-1799)، إنّما كانت نتاجاً وتتويجاً لعصر الأنوار وثورته الثقافيّة. ومَن أوقد شعلة تلك الثورة التنويريّة، هو رينيه ديكارت الفيلسوف والعالم الفيزيائي الشهير الملقَّب بـ"أبو الفلسفة الحديثة".