فيما سبق، تحدّثنا عن خطورة الولوج المستمرّ في تغليب الذّكاء الذّهني (أو التّفكّري) ضمن عالمنا “التّقني” الحالي. كما تحدّثنا عن خطرٍ آخر مرتبطٍ به بالضّرورة حسب رأينا. إنّه خطر الذّهاب بعيداً، أكثر فأكثر، في اعتبار أنّه يمكن استبدال أو ترجمة أو استنساخ “الإنسان” من خلال “مفهومٍ/مفاهيمٍ عن الإنسان”، لا سيّما مع توسّع وهيمنة موجة الذّكاء الاصطناعي المتوقّعة.
أمّا في هذا الجزء الرابع والأخير من سلسلتنا حول نقد موجة الذّكاء الاصطناعي تلك، فسوف نحاول مقاربة الموضوع العام نفسه لكن من زاوية فريدة برأينا. وسنقوم بذلك مع الاستعانة بأحد شيوخ الفلسفة الوجوديّة في الغرب المعاصر: أقصد الفيلسوف والأديب الفرنسي غابرييل مارسيل (ت. ١٩٧٣ م)[1].
أمّا الزّاوية المقصودة آنفاً فهي زاوية: الخلط بين الإنسان كوجود، وبين الإنسان كوظيفة (أو كدور). وتتعالى مقاربة هذا الخلط[2] عند مارسيل حتّى تُصبحَ مقابلةً فلسفيّة وعرفانيّة بين مسألتَين أو بين حالتَين يعيشهما الإنسان: التّعامل مع المشكلة (Le problème) والتّعامل مع السّرّ (Le mystère).
فهل الهدف من حياة الإنسان: أن يبقى يدور في دوّامة حلّ المشاكل التي لا تنتهي (على ما يظهر لنا حتّى الآن في هذا العالم)، وأن يبقى عند هذا المستوى الذّهني والتّقني البحت؟ أم أنّ الهدف هو أعمق وأرقى: أي أن يميل هذا الإنسانُ عينهُ – وبالأخص – إلى مقاربة أسرار الوجود (كطبيعة الوجود نفسه مثلاً، أو كظهور الوجود على الموجود، أو كالحياة، أو كالمحبّة وما إلى ذلك من أسرار) والوعي بوجودها.. حتّى ولو لم يتوصّل إلى “حلّها”؟ هل قدرنا هو أن نبقى مسجونين في دوّامة: المشكلة ١ / الحل ١ – ثمّ: المشكلة ٢ / الحل ٢… ثمّ: المشكلة n / الحل n… ثمّ إلى ما لا نهاية من مشاكل وحلول؟
العالم الحالي يريد منك أن “تكون” (To be): وظيفة. ولكنّك لست أيّ وظيفة من الوظائف. أنتَ أنتَ: أي تجلٍّ للوجود (Manifestation of Being). إنّ الغرق في الخلط ذاك بين الوجود والوظيفة، ثمّ نسيان إنّنا أصلاً قد نكون واقعين في هذا الخلط: هو من أحد الأسباب الرّئيسيّة لانكسار العالم الرّاهن
غابرييل مارسيل (ت. ١٩٧٣م): وجوديّة.. لكن مؤمنة (ومسيحيّة)
طبعاً، وبخلاف مارتن هايدغر وجان بول سارتر، فإنّ غابرييل مارسيل صاحب فلسفة وجودّية ولكنّها: مؤمنة. أي إنّه من المؤمنين بأنّ هناك “إلهاً” أو “وعياً كونيّاً” متعالياً يقف وراء سرّ الوجود. يمكننا أيضاً اعتبار مارسيل من مدرسة روحيّة مسيحيّة تميل إلى التّصوّف (بمعنى Mystique)، لأنّه مؤمن بالعوالم الغيبيّة وبالأبعاد الرّوحيّة، بالإضافة إلى إيمانه بالدّور المركزي للمحبّة في الوجود (وفي العلاقة مع الله – والعلاقة بين الموجودات – بطبيعة الحال). ونحن – أيضاً: بطبيعة الحال – نعتبر أنفسنا أقرب إلى مارسيل منه إلى هايدغر وسارتر، لا لتعصّبٍ مؤمنٍ وإنّما لاعتبارنا أنّ: من أسرار الوجود (L’Être) المتعلّقة به أزليّاً.. وعيُهُ (Sa Conscience) الكامل[3].
الوجودُ عندنا واعٍ منذ الأزل، ولا نأخذ باعتقاد أنّ الوعي مسألة طارئة على الوجود أو أنّها نتيجة صدفة متأخّرة (قد تكون طرأت مع تطوّر بعض الموجودات).
فحتّى ولو اتّفقنا مع الشّيخ الوجودي[4] الغربي الأكبر (هايدغر) – أو مع سارتر – حول كثيرٍ من المواضيع، تبقى مقاربة المسألة الأكثر تعالياً وأهميّة، أي مسألة السّرّ (ومسألة العلاقة مع السّرّ)، موضع تقاربٍ حتميٍّ – وأقوى – مع الشّيخ الوجودي المسيحي غابرييل مارسيل.
فيما يلي نغوص في موضوعنا إذن، مع الاستعانة بطروحات هذا الفيلسوف الكبير والرّاقي والعاشق. ولكنّنا نذكّر القارئ العزيز بأنّ الاستعانة لا تعني التأييد الأعمى ولا التّبنّي الكلّي ولا النّقل الحرفي. وإنّما نعرضُ المسائل والأفكار من دون أن ننسى التّمييز – حيث ينبغي – بين رؤيتنا نحن وبين رؤية الفيلسوف أو المفكّر الذي نستعين به. فقد نلتقي في الأعمّ الأغلب، خصوصاً مع الوجوديّين المؤمنين، وقد لا نلتقي أحياناً.. وما ذلك إلّا من حسن الأمور.
العالَم المهووس بحلّ المشاكل التّقنيّة.. عالَمٌ منكسر ومريض!
مع مارسيل، يمكننا أن ندّعي بأنّ عالَماً مهووساً – في الأعم الأغلب – بحلّ المشاكل التّقنيّة وبالتّفكير الذّهني-التّقني، هو ليس فقط عالَماً غافلاً كما رأينا، وإنّما أيضاً: هو عالَمٌ منكسِرٌ ومريض. نفكّر على الدّوام ولا نعرف ما المقصد النّهائي من كلّ هذا التّفكير (في أغلب الأحيان)، ونغطس في أمواج التطّوّرات التّقنيّة دون أن نعرف ما المعنى الحقيقي وراء كلّ ذلك. عند مارسيل، كما عند هايدغر وسارتر بشكل أو بآخر: مصيبتنا الكبيرة هي في أنّنا نخلط بين وجودنا (وهو من باب سرّ الأسرار) وبين وظيفتنا. العالم الحالي يريد منك أن “تكون” (To be): وظيفة. ولكنّك لست أيّ وظيفة من الوظائف. أنتَ أنتَ: أي تجلٍّ للوجود (Manifestation of Being). إنّ الغرق في الخلط ذاك بين الوجود والوظيفة، ثمّ نسيان إنّنا أصلاً قد نكون واقعين في هذا الخلط: هو من أحد الأسباب الرّئيسيّة لانكسار العالم الرّاهن.
من الواضح جدّاً القرب بين كثيرٍ من أفكار ومفاهيم غابرييل مارسيل وبين أفكار ومفاهيم تيّار الفلسفة الوجوديّة بشكل عام (أو تيّار: أنّ وجود الإنسان سابقٌ على ماهيّته). ولكنّ لفلسفة غابرييل مارسيل إضافاتٍ وميّزاتٍ كبيرة وقيّمة. فمن المعتاد مثلاً أن تُقابَل نظرة مارسيل الواحديّة والمبنيّة على المحبّة غير المشروطة (Amour Inconditionnel) إن صحّ التّعبير، مع نظرة سارتر المبنيّة على الفرديّة وربّما على نوعٍ من الفردانيّة (ومن مثاله قول سارتر المنسوب إليه في المشهور: “جهنّمُ هي الآخرون!”).
لكن، علينا برأيي أن نضع مدرسة مارسيل في إطارٍ متميّزٍ عن غيرها من المدارس الوجوديّة، وبشكل أوسع. ولنركّز في هذا السّياق على المواضيع التّالية:
أولاً؛ الوجوديّة: لكن المندرجة ضمن نظرة روحيّة إلى الوجود، مع ما يتضمنّه ذلك من إيمان باستمرار حياة النّفس بعد الانتقال من هذا العالم الجسماني؛
ثانياً؛ الوجوديّة: لكن القائمة على دورٍ مركزيٍّ للمحبّة غير المشروطة في العلاقة بين الوجود والموجود، وبين الموجود والموجود (وضمنه: بين الإنسان والإنسان)؛
ثالثاً؛ الوجوديّة: مع ميلٍ إلى نظرةٍ واحديّة للوجود (ضمن باب نظريّات “وحدة الوجود”، لكن مع بعض الاحتياطات الضّروريّة وهذا بحثٌ آخر)؛
رابعاُ؛ وضمن سياق ونتائج النّقاط السّابقة: نحن طبعاً أمام فلسفة وجوديّة تدعو – إن صحّ التّعبير – إلى العيش مع (Avec) الآخر لا إلى جانبه. أي أنّها تدعو إلى التّضحية وبذل النّفس في سبيل التّعاون مع الآخرين جميعاً (راجع مفهومه الشّهير حول الـDisponibilité)؛
خامساً؛ أيضاً ضمن سياق ونتائج ما سبق: نحن بالتّأكيد أمام فلسفة وجوديّة تركّز على الارتقاء الرّوحي (راجع مفهومه حول الـTranscendance). إنّنا نتحدّث بالطّبع عن تعالٍ أو ارتقاءٍ من الزّاوية الوجوديّة، لكن أيضاً من الزّاويَتَين المعرفيّة والعمليّة.
برغمَ أنّهما يلتقيان حول كثيرٍ من المواضيع العامّة، وبرغم أنّهما كانا يلتقيان – على ما يُحكى في الأوساط المثقّفة الباريسيّة – ويتناقشان (لا سيّما في المقهى الشّهير عند شارع سان جيرمان، والمعروف حاليّاً باسم Les Deux Magots).. لكن لا يمكننا إلّا القول – وبرغم كلّ شيء: “إنّ مارسيل ليس كسارتر”. ليس فقط بسبب ميول هذا الأخير اليساريّة (بخلاف الأوّل طبعاً)، ولا لميوله الإلحاديّة (أيضاً بخلاف الأوّل).. ولكن، بالأخص، بسبب نظرة مارسيل الرّوحيّة – والمتعالِية روحيّاً – في جوهرها، والدّينيّة في كثيرٍ من جوانبها. وهي النّظرة القائمة، أيضاً في جوهرها كما رأينا: على الوعي الواحديّ الرؤية والأفق، وعلى المحبّة والتّعاون غير المشروطَين.
عندما يطغى “حلّ المشكلة” على “مقارَبة السّرّ”: أو مرض عصرنا العظيم!
يعتبر مارتن هايدغر[5] أنّ عصرَ الأنوار الأوروبي قد غلّبَ ما يسمّيه بالعقل الموضوعي (راجع ما تقدّم عن ديكارت والدّيكارتيّة). أمّا عالَم التّقنيّة الحالي، فهو يغلّب برأيه ما يسمّيه بالعقل الأدواتي أو التّقني (راجع ما سبق الحديث عنه أيضاً، من قِبَلنا، فيما يخصّ العلاقة بين “العَقلَين” المذكورَين). أمّا نحن، وفي سياق سلسلتنا هذه حول نقد موجة الذّكاء الاصطناعي، ودون الخروج عن الفكرة الأساسيّة العامّة لهايدغر: فيمكننا اعتبار أنّ عصر الأنوار قد غلّب ما سمّيناه بالعقل المفكّر، في حين أنّ عالمنا الرّاهن يُغلّب العقل التّقني بالفعل، والذي أدرجناه أصلاً ضمن إطار الأوّل. لذلك، في ما سبق من أجزاء: فقد نسبنا كلا التّجلّيَين، بشكل رئيسي، إلى هيمنة فلسفة ديكارت والدّيكارتيّين.
من السّياقِ العامِ عينِه ينطلق غابرييل مارسيل. إذ يعتبر أنّ عالمَنا الرّاهن يغلّب العقلَ التّقني، وبالتّالي فهو يكادُ يكون مهووساً بحلّ المشاكل (التّقنيّة بشكل أساسيّ). أمّا الأجدر، بالنّسبة إلى مارسيل، فهو: أن نُكمل تطوّرنا التّقني بطبيعة الحال، وأن نحاول حلّ المشاكل التّقنيّة (وما يُشبهها) والتي تواجه البشريّة يوميّاً. ولكن، هناك نوعٌ أرقى – وأكثر تعالياً – من “المشاكل”: إنّها الأسرار (كسرّ الوجود، وسرّ الحياة، وسرّ المحبّة، وسرّ الجمال، وسرّ الأزل وما إلى ذلك).
تساءلْ معنا: هل الأهمّ هو أن نخترع تقنيّةً نصلُ بها إلى المجرّات البعيدة في الكون الظّاهر وبسرعة قياسيّة، أو أن نصل إلى المعنى والمقصد من وجودنا كأنفس واعية؟ هل الأهمّ هو أن نفصّل عالم الذّرّات – الظّاهر – تفصيلاً، أو أن نعرف إذا كانت أنفسنا ذات حياة أبديّة؟ هل الأهمّ هو أن نستكشف الطّبيعة الفيزيائيّة للثّقوب السّوداء في الفضاء، أو أن نصل إلى إدراك سرّ السّعادة والجمال.. عداك عن خلاص النّفس، والبقاء بعد الفناء؟ (إلخ.)
في حين أنّ المشكلة تستلزمُ حلّاً (في الأعمّ الأغلب؛ لاحظ العلاقة مع عمليّة التّحليل الذّهنيّة)، فالسّرّ لا يتطلّبُ الحلَّ دائماً، أو ربّما لا يتضمّن حلّاً ولا يوصل إلى حلٍّ أصلاً. كذلك: في حين أنّ المشكلة تتطلّب تدخّل العقل المفكّر والتّفكّر (في الأعم الأغلب)، فقد يتطلّب السّرّ تدخّلَ مستوياتٍ مختلفة من الوعي. أضف إلى ذلك: في حين أنّ مقاربة المشكلة تتمّ غالباً من خلال الفصل بينَها وبين الذي يحاول حلّها (أنا VS المشكلة)، تستلزم مقاربة السّرّ دخولي في هذا الأخير، أو تداخلاً بيني وبينه.
في حين أنّ حلّ المشكلة يشترط، عموماً، نوعاً من الموضوعيّة: تقوم مقاربة السّرّ – في الأعمّ الأغلب – على الذّاتيّة (بمعنى Subjectivité) والتّجربة الشّخصيّة. نحن، بالتّأكيد، أمام عالمَين ومستوَيَين وجوديَّين وإدراكيَّين مختلفَين جوهريّاً.
“مارسيل ليس كسارتر”. ليس فقط بسبب ميول هذا الأخير اليساريّة (بخلاف الأوّل طبعاً)، ولا لميوله الإلحاديّة (أيضاً بخلاف الأوّل).. ولكن، بالأخص، بسبب نظرة مارسيل الرّوحيّة والدّينيّة، وهي النّظرة القائمة، أيضاً في جوهرها كما رأينا: على الوعي الواحديّ الرؤية والأفق، وعلى المحبّة والتّعاون غير المشروطَين
إن جازَ التّعبير: يُمكن القول إنّ مُقاربة السّرّ تتطلّب الذّات، وليس لها “موضوعٌ” منفصلٌ عن هذه الذّات. مُقاربة السّرّ هي من عالم المشاهدة والتّذوّق، في حين أنّ مقاربة المشكلة هي من عالم التّفكّر (حُكماً وتحليلاً وما إلى ذلك). الوجود مثلاً: هل يُمكن مُقاربته بالتّفكّر حصراً، ونحن جزءٌ من هذا الوجود وتجلٍّ من تجلّياته؟ وكذلك المحبّة (أو الحُبّ): هل يمكن حلّه كمشكلة، أم أنّ مقاربته الجدّيّة والواقعيّة الوحيدة هي من خلال الغوصِ فيه شخصيّاً؟ وكذلك الجمال: هل يُمكن اختزاله مثلاً بمعادلات رياضيّة أو شيفرات إلكترونيّة.. أم إنّ مقاربة الجمال لا تتمّ جدّيّاً إلّا من خلال “تذوّقه”؟
كذلك الأمر بالنّسبة إلى “أسرار” أخرى ككيفيّة تجلّي الوجود من خلال الموجود، أو كظهور الحياة، أو كالرّوح، والحياة الأبديّة، والسّعادة غير المشروطة، والتّنوّر الرّوحي، والنّشوة الصّوفيّة وما إلى ذلك. كما رأينا في الجزء الأوّل مع هايدغر، فقد نسينا كلّ هذه الأسئلة والأسرار.. وغرقنا تحت بحورٍ وبحورٍ من المشاكل والحلول. وكلّما تَحلّ مشكلة، تَظهر لك أخرى. وكلّما طوّرتَ تقنيّة، ظهرتْ لك نقاط ضعفها وبالتّالي الحاجة إلى تطويرها مجدّداً: في حين أنّ القفزةَ إلى داخل السّرّ، توصلك غالباً إلى حالةٍ من الفناء.. في بقاءٍ “ما”. سفرك داخل عوالم السّرّ ينتهي غالباً بارتقاء نفسك نحو الأعلى، وبلوغ أحوال ومقامات من الصّنف الأرقى (“السَّفَر إذا لمْ يُسفِر لا يُعوّل عليه”، كما يقول الشّيخ الأكبر محيي الدّين في ما يُنسبُ إليه).
بصراحة: كم من صباحٍ تصحو وأنت تشعرُ بأنّ جلّ نهارك سيدور حول مقاربة السّرّ والأسرار؟ وكم من مساءٍ تتجهّز فيه للنّوم وأنت تشعرُ بأنّك قد غُصت فعلاً في هذا السّرّ أو ذاك؟
بل تأمّل معي جيّداً: في عالم الرأسماليّة (والتّقنيّة) الرّاهن، نحن عالقون – باستمرار مخيف – في دوّامة حلّ المشاكل. نقفز من المشكلة إلى الأخرى. ونفتعل أغلبها أصلاً عن غير وعيٍ، بسبب طبيعة الذّكاء الذي نستعمله ونُشغّله على الدّوام. نستجلب (We attract) المشاكل في أغلب الأحيان من خلال طريقة تفكيرنا.
لا شكّ عندي في أنّنا لا نزالُ نغرق في دوّامات المشاكل وحلولها، يوماً بعدَ يوم. والأنامُ أكثرهم غافلون ونيّام.
وما أخشاهُ هو أن تزيد موجة الذّكاء الاصطناعي الموعودة من حجم هذه التّموّجات “الحُجُبيّة” ومن قوّتها.
فهل من يتفاعل مع ندائي باحترام التّطوّر التّقني والاستمرار فيه طبعاً.. لكن مع نقدٍ له من زوايا الوعي والوجود والمعنى والمقصِد؟
[1] لملخّص أكاديمي مُحكم حول مارسيل وفلسفته وأفكاره، أنصح بمراجعة المقال التّالي لـStanford Encyclopedia of Philosophy: https://plato.stanford.edu/entries/marcel/
[2] التي تشبه، إلى حدّ بعيد وبطبيعة الحال: مقاربة الخلط بين وجود الإنسان وماهيّته عند سارتر (ت. ١٩٨٠ م).
[3] بمعنى: الكمال التّام والمُطلق في الأسماء والصّفات، وهذا بحثٌ آخر طبعاً.
[4] سمعت بالمناسبة أحد المتخصّصين المحاضرين في الفلسفة ينبّه إلى أنّ هايدغر كان يفضّل أن يسمّى: بعالم الأنطولوجيا (Ontologue).
[5] راجع مثلاً دروس الفيلسوف الفرنسي، لوك فيري، حول مارتن هايدغر على شبكة يوتيوب (بالفرنسيّة).
– راجع الجزء الأول: موجة الذّكاء الاصطناعي.. حجابٌ إضافيٌّ بيننا وبين الحقيقة؟
– راجع الجزء الثاني: الذّكاء الاصطناعي.. موجة جديدة من “الاضطراب الذّهني”؟
– راجع الجزء الثالث: أيّها الذّكاء الاصطناعي: نحنُ “إنسان”.. لا “مفهوم إنسان”