ميلاده كان علامة تغييرٍ جذري في عالم يتغلب عليه الشر، لكن في لبنان المصلوب ألف مرة ومرة، أي رسالةٍ يحملها الناصري هذا العام؟
ميلاده كان علامة تغييرٍ جذري في عالم يتغلب عليه الشر، لكن في لبنان المصلوب ألف مرة ومرة، أي رسالةٍ يحملها الناصري هذا العام؟
في تلك العشية الكانونية قبل نحو أربعين عاماً، كتبت كلمات وسجلت انطباعات على دروب الغربة، وهي، اليوم، تبقى صالحة اذ لم يمر عليها الزمن، بل إن الأيام، وما حملته من غبار وتراكمات، خفت نورها، وللأسف زاد سوادها وظلامها.
السنة الفائتة، في مثل هذا اليوم، ناجيتُ يسوع الناصري ليحضر إلينا على جناح السرعة. ناديتُه باسم المعذَّبين في لبنان. جهّزتُ له لائحةً بكلّ تفاصيل معاناتنا. وبكلّ ما يفتعله بنا أولاد الحرام. أخبرتُه أنّ كلّ أسباب الظهور باتت جاهزة لاستقباله. بطلاً. مُعلِّماً. فادياً. مُنقذاً. مُخلِّصاً. لكنّ مناجاتي له بقيت "صوتاً في البريّة"!
مرّ عيد الميلاد على نحو حزين هذا العام، فالعديد من بلدان منطقتنا يعاني من مشكلات متعدّدة إقتصادية واجتماعية وثقافية، خصوصاً في ظلّ انسداد الآفاق السياسية بصعود موجة التعصّب ووليده التطرّف ونتاجهما العنف والإرهاب، وتلك معادلة طرْدية ضربت مجتمعاتنا بالصميم، يضاف إليها تفشّي فايروس كورونا.
هذه ليست مقالة. هذه شذرات كلام. إشارة وجع، كتلك التي يرسلها شعبنا وهو سائر على طريق جلجلته. أو قلْ، هي صرخة تأوّهٍ، كتلك التي صدحت بها مريم في ليلة مخاضها العسير. صرخة صارت ترنيمةً مع انبعاث الحياة. اليوم عيد الميلاد.. هلّلويا. ولكن، هل تستطيع أن تفرح بالعيد أعينٌ لبنانيّة تنام على فزع، وعليه تستيقظ؟