
لا تلخص مدينة القدس القضية الفلسطينية، لكنها ترمز إلى أكثر مواضعها حساسية وإلهاما لمئات الملايين فى أنحاء العالم.
لا تلخص مدينة القدس القضية الفلسطينية، لكنها ترمز إلى أكثر مواضعها حساسية وإلهاما لمئات الملايين فى أنحاء العالم.
لمرتين تاريخيتين تداخلت القاهرة بالإسناد والدعم والتخطيط المشترك فى إطلاق ثورتين مسلحتين، الجزائرية والفلسطينية. الأولى، حققت هدفها فى الاستقلال. الثانية، وقعت فى خديعة «أوسلو» قبل أن يواصل شعبها دفع فواتير الدم والتضحيات لنيل حقه فى تقرير المصير.
عند انتخاب «باراك أوباما» رئيسا للولايات المتحدة وقف «محمد حسنين هيكل» شبه وحيد أمام سيل جارف من الأمانى المحلقة فى الفراغ العربى.
راح يتذكر ذلك اليوم من شهر آذار/مارس عام (١٩٤٨) عندما دلف إلى «أخبار اليوم»، وكل من قابله يخبره بأن الأستاذ «مصطفى أمين» يسأل من وقت لآخر عما إذا كان وصل الجريدة. وما أن أطل عليه بادره: «أين أنت.. النقراشى باشا يطلب أن يراك الآن».
بعدما تناولت مقالات أربع سابقة تاريخ البحر الأحمر وموقعه في التاريخين القديم والحديث، يتناول الجزء الأخير من هذه السلسلة الخماسية مرحلة من التاريخ المعاصر، شكّل فيها البحر الأحمر أحد أهم عناوين الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
لا ينشأ دور بالمصادفة ولا تسقط قيمة بالتقادم. من لم يطل على التاريخ بوقائعه وحقائقه قد لا يلم بالأسباب العميقة الكامنة وراء ملاحقة جنوب إفريقيا بالذات دون طلب، أو تكليف من أحد، لجرائم الإبادة الجماعية، التى يتعرض لها الفلسطينيون فى غزة. إرث التاريخ ماثل فى مشاهد محكمة العدل الدولية.
لم يكن بوسع الضابط الشاب، الذى تجاوز بالكاد الثلاثين من عمره، وهو يصل بقطار عسكرى إلى غزة يوم (٣) يونيو/حزيران (١٩٤٨) أن يتوقع، أو يمر بخاطره، أن تجربة الحرب فى فلسطين سوف تحكم الخطوط العريضة لتوجهاته وتدفعه ــ بعد توقف معاركها والعودة للقاهرة ــ إلى إعادة بناء تنظيم «الضباط الأحرار» من جديد وتشكيل هيئته التأسيسية، التى أطلت على مسارح السياسة الملتهبة يوم (٢٣) يوليو/تموز (١٩٥٢).
لسنوات طويلة اختزلت حرب أكتوبر (1973) فى رجلين: «أنور السادات بطل الحرب والسلام»، ثم «حسنى مبارك بطل الضربة الجوية الأولى». كان ذلك إجحافا بالقادة العسكريين الذين خططوا ودربوا وقاتلوا، وبعضهم لامست سيرته الأساطير، كما كان إجحافًا ببطولات الجنود الذين قدموا من قلب الحياة المصرية وضحوا بحياتهم حتى يرفع البلد رأسه مجدداً.
بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على رحلتنا الآسيوية، اتصل بي الأستاذ محمد حسنين هيكل من مزرعته في "برقاش" يسألني إن كان لدي من المشاغل ما يمنعني من استئذان الإدارة في "الأهرام" للحصول على إجازة بدون مرتب لمدة ثلاثة أشهر أصحبه فيها في رحلة نزور خلالها نحو عشرين دولة عربية.