
هل هناك ما يمكن للصحفيين المصريين والعرب الجدد أن يتعلموه من تجربة محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفى المصرى والعربى الأشهر على الإطلاق؟
هل هناك ما يمكن للصحفيين المصريين والعرب الجدد أن يتعلموه من تجربة محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفى المصرى والعربى الأشهر على الإطلاق؟
حاولت إسرائيل تجنيد الكاتب المصري الراحل محمد حسنين هيكل، الذي كان مُسجلاً في ملفات "الموساد" تحت اسم "عوزي" (Uzi)، لكنهم فشلوا، "لأن هيكل لم يكن ممن يمكن أن تغريهم أموال"، بحسب وصف الكاتب الإسرائيلي أمير أورين، في مقالة له في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مُستنداً في "سرديته" إلى ما قال إنها وثائق مخابراتية وملفات دبلوماسية من الأرشيف الوطني الإسرائيلي رُفعت السرّية عنها قبل عدة أسابيع..
بعد خمسين سنة من حرب أكتوبر (1973)، يُطرح سؤال الوثائق نفسه مجدداً: لماذا يحجب حتى الآن أرشيف الحرب؟
في بلد متصدع، مأزوم ومحاصر، يوشك على الانهيار تحت ضغط تحدياته، واحتقاناته الاستراتيجية والاقتصادية والطائفية، تأكدت مسئولية الصحافة، وضروراتها حتى لا يفقد بوصلته وقدرته على البقاء حيا.
"الأرشيف استدعاء وليس تخزيناً". هكذا يُلخّص دبلوماسي عربي عمل في عواصم عربية وغربية، حوارنا في السياسة والاجتماع والاقتصاد. طبعاً لم يخلُ الحوار من السؤال اللازمة في كل حديث عن دور الصحافة في نشر المعرفة. غير أن جرس الجملة ظلّ عالقاً في ذهني. تلخيصه الذكي فتح الباب واسعاً أمام رصد العلاقة بين التاريخ والجغرافيا. ولأن حوارنا أخذ يمتد إلى موضوعات تدور كلها حول ثنائية التاريخ والجغرافيا، تذكرت لوهلة أننا لم نأتِ على ذكر كلمة جيوبوليتيك. كأننا كنا نبحث عن معنى أكثر عمقاً من سطحية بعض التحليلات المتداولة في عالم السوشيل ميديا.
برغم مضي العقود على هزيمة (5) يونيو/حزيران (1967)، هناك من يطلب حتى الآن تكريسها في الوجدان العام كأنها قدر نهائي ومصير محتم عند طلب الحقوق الوطنية. مراجعة أسباب الهزيمة عمل ضروري لعدم تكرار أخطاء الماضي. هذه مسألة تختلف تماما عن تكريسها كعقدة يجري إنتاجها دون توقف لمصادرة أي أمل في المستقبل.
بعد (75) عاما على حرب فلسطين تتبدى ضرورات المراجعة من جديد حتى تستبين الحقائق بأكبر قدر ممكن من التوثيق لنعرف ما الذى جرى بالضبط؟ لماذا هزمنا فى (1948)؟ هذا سؤال فى الحاضر لا فى التاريخ.
بالوثائق البريطانية، التى أزيح الستار عنها مؤخرا، تأكدت الحقائق الأساسية فى أزمة السويس عام (1956). لم يكن تأميم قناة السويس عملا متهورا افتقد صوابه فى لحظة طيش، ولا العدوان الثلاثى على مصر جرت وقائعه بردة فعل فى لحظة غضب.
قبل ثلاثين عاماً يوم كانت واشنطن تُصنّع السياسات وتُصنّع أنظمة إقليمية حول العالم، صاغت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب أحد أهم السياسات في تاريخ العلاقات الدولية، وهي سياسة "الإحتواء المزدوج" لصاحبها ريتشارد هاس، مدير السياسات ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "عالم في حالة من الفوضى: السياسة الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم".