ميلان كونديرا Archives - 180Post

الجزء-الخامس-1.jpg

لقد كان الأمر واضحاً لنا للغاية أنه لا يتوجب عليه توجيه هذا الخطاب إلى عنوان مؤسسة أو إلى رجل دولة بل فقط إلى شخصية متخطية للسياسة، شخص يدافع عن قيمة أخلاقية لا تقبل الشك، شخص معترف به في كامل أوروبا. بعبارة أخرى، شخصية ثقافية عظيمة. لكن من كان هذا الشخص؟

الجزء-الرابع-1.jpg

ما هي الدولة الصغيرة؟ أعرض عليكم تعريفي: الدولة الصغيرة هي التي قد يصبح وجودها موضع تساؤل في أي لحظة، الدولة الصغيرة قد تتلاشى وهي تعلم تلك الحقيقة. رجل فرنسي، روسي، أو إنجليزي لم يعتد أن يتساءل حول فكرة نجاة دولته ذاتها. تتحدث أناشيده فقط عن العظمة والأبدية. لكن النشيد الوطني البولندي، يبدأ بالمقطع: “لم تفنَ بولندا بعدْ..”

الجزء-الثاني-1.jpg

مرة أخرى: هل تمثل الشيوعية نفياً للتاريخ الروسي أم تحقّقه؟ الإثنان بالتأكيد: نفيه (نفي تديُّنه، على سبيل المثال) وكذلك تحقُّقه (تحقق نزعاته المُتمَركِزة وأحلامه الإمبراطورية). بالنظر من داخل روسيا، يعد المظهر الأول ـ مظهر انقطاع استمراريتها ـ هو الأكثر إدهاشاً. من وجهة نظر الدول المستعبدة، يعد المظهر الثاني ـ ما يتعلق باستمراريتها ـ يحس بشكل أقوى.

الجزء-الأول-1.jpg

في تشرين الثاني/نوفمبر 1956، قام مدير وكالة الأنباء المجرية، قبل وقت قصير من تدمير مكتبه بقذائف مدفعية، بإرسال تلكس موجه للعالم أجمع يحمل رسالة يائسة يعلن فيها عن بدء الهجوم الروسي على بودابست. خُتمت الرسالة بهذه الكلمات: “نحن سنموت من أجل المجر ومن أجل أوروبا”.