الصحافة العبرية: قاآني يجد صعوبة في إرتداء حذاء سليماني!
TOPSHOT - An Iranian, wearing a t-shirt with a picture of slain commander Qasem Soleimani, takes part in a demonstration in the capital Tehran on January 3, 2020 against the killing of the Iranian Revolutionary Guards top commander in a US strike in Baghdad. - Iran warned of "severe revenge" and said arch-enemy the United States bore responsiblity for the consequences after killing one of its top commanders, Qasem Soleimani, in a strike outside Baghdad airport. (Photo by ATTA KENARE / AFP) (Photo by ATTA KENARE/AFP via Getty Images)

Avatar18003/01/2021
كتب المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم مقالة تطرق فيها إلى أبعاد عملية إغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني. وفي ما يلي النص الكامل للمقالة التي تعبر إلى حد كبير عن رأي المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية:

“بعد مرور عام على اغتيال قاسم سليماني، يمكن القول أن الاغتيال أضعف النشاط العسكري الإيراني ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وكان علامة فارقة في الحرب ضد الإرهاب الإيراني. كان القضاء عليه ضربة قاسية لإيران وتعزيز قوة الردع ضدها، والمؤسسة الإيرانية في سوريا مستمرة.. ولكن بوتيرة أقل.

كان قرار الرئيس دونالد ترامب قبل سنة باغتيال سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني والذراع التنفيذي للمرشد الأعلى علي خامنئي في الشرق الأوسط، من أهم القرارات التي اتخذها خلال فترة ولايته.. السبب المباشر لاغتيال سليماني هو حقيقة أنه كان “قنبلة موقوتة”. خطّط لهجمات فورية على دبلوماسيين وجنود أميركيين وكذلك الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، وبالتالي اتخذ ترامب قرار القضاء عليه.

برر ترامب قراره بالقول إن سليماني قتل وجرح آلاف الأميركيين على مدى فترة طويلة من الزمن وخطط لقتل كثيرين آخرين، زاعمًا أن “سليماني كان مسؤولاً بشكل مباشر وغير مباشر عن مقتل الملايين، بما في ذلك عدد كبير من المتظاهرين الذين قُتلوا مؤخرًا في إيران”.

كان اغتيال قاسم سليماني بمثابة ضربة عملياتية ومعنوية ضخمة لإيران وللمحور الشيعي الذي تتزعمه، فهو شخصية بارزة جدًا في أعلى مستوى سياسي – أمني إيراني اعتبره الكثيرون خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي.

كان سليماني المنسق الرئيسي لـ“محور المقاومة” بين القيادة الإيرانية ومنتسبيها في أفغانستان ولبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، كما قاد القتال ضد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا.

كان اغتياله بمثابة إذلال كبير لإيران وانتهاك للكرامة الوطنية، ومن المحتمل أن يكون اغتياله وردعه من قبل الولايات المتحدة تجاه إيران وغيابه عن خريطة الشرق الأوسط شجعًا أيضًا على قتل العالم النووي الإيراني (المفجر النووي) محسن فخري زاده.

كانت إحدى الفرضيات الأساسية من وراء اغتيال سليماني أنه بسبب جاذبيته الكبيرة ومجموعة القدرات الإستراتيجية والتشغيلية، سيجد أي شخص يحل محله في المنصب نفسه صعوبة في إحتلال موقعه الكبير وبالتالي سيؤدي ذلك إلى إضعاف النشاط الإرهابي الإيراني في الشرق الأوسط. يجد خليفته إسماعيل قاآني صعوبة في ارتداء حذائه.

اغتيل سليماني في 3 كانون الثاني/ يناير 2020 على يد طائرة مسيرة أميركية أطلقت صواريخ على سيارته قرب مطار بغداد، إلى جانب أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق.

كان الجنرال قاسم سليماني رمزا وطنيا لإيران واغتياله فقط أكد ذلك، وعبّرت الجنازة الضخمة التي أقيمت له عن مشاعر الغضب والإحباط لدى الشعب الإيراني الذي تضرر شرفه باغتيال أحد كبار قادته، وهذا أحد أسباب تصميم القيادة الإيرانية على الانتقام لموته.

على الرغم من مكانته العالية في قمة النظام الإيراني، كان قاسم سليماني قائداً ميدانياً لمدة 22 عامًا وكان له تأثير كبير على الميليشيات الموالية لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وعمل على تعزيز مكانة إيران في الشرق الأوسط ونشر “الثورة الخمينية” في الدول العربية.

شجع اغتياله مجلس النواب العراقي على اتخاذ قرار يطالب الحكومة العراقية بطرد جميع القوات الأجنبية من العراق.

من السابق لأوانه الحكم على شدة الضرر العملياتي لقدرات إيران في أعقاب الاغتيال، وعلى الرغم من استمرار إيران في إنشاء قاعدة عسكرية في سوريا، إلا أن هناك بالفعل دلائل على أنها أقل قوة من ذي قبل. لقد نجحوا حتى الآن في فتح جبهة نشطة جديدة من الأراضي السورية ضد إسرائيل.

في العراق، تتواصل أنشطة الميليشيات الموالية لإيران، وتستمر في مهاجمة أهداف أميركية لانسحاب الجيش الأميركي من العراق، لكن تصاعد ردع إدارة ترامب ضدها بعد الاغتيال.

تصاعد التوتر في الخليج العربي قبيل الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني كما اتضح، من المقرر أن يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض في العشرين من هذا الشهر، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستجرؤ على الانتقام قبيل تنصيب جو بايدن

كما استمر مشروع الصواريخ الدقيقة بعيدة المدى في سوريا ولبنان وحتى وصل إلى أيدي المتمردين الحوثيين في اليمن وربما إلى قطاع غزة، ومن الصعب معرفة ما كان سيحدث في هذه المناطق من النشاط لو كان سليماني قد نجا.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الفراغ الأمني ​​الذي نشأ في إيران بعد إغتياله ساعد أيضًا في تدمير نظام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في منشأة نطانز النووية وإغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.

كان لقاسم سليماني تأثير مهم في قطاع غزة، فقد قام بتحويل عشرات الملايين من الدولارات على مدار السنوات لتمويل أنشطة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل، وتأمين أسلحة متطورة، وقدم تدريبات في إيران وسوريا لنشطاء إرهابيين من قطاع غزة. وقال زياد نخالة، زعيم حركة الجهاد الإسلامي، في مقابلة في 31 كانون الأول/ ديسمبر مع قناة “الميادين”: “كل أسلحتنا الكلاسيكية جاءت إلى قطاع غزة عبر قاسم سليماني وسوريا وحزب الله. وزار قاسم سليماني السودان وتأكد من أنه سيكون بمثابة محطة لنقل الأسلحة إلى قطاع غزة”، وأضاف “كل وحدات إنتاج السلاح التابعة لحماس والجهاد الإسلامي تدربت في إيران. لدينا اليوم مهندسون وخبراء لصنع أسلحة في قطاع غزة وهم يقومون بتدريب فرق إضافية”.

إقرأ على موقع 180  قراءة أمريكية: "نظام بوتين لا ينتهي إلا بموت الدكتاتور"!

بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس أسامة حمدان في الأول من كانون الثاني/ يناير إن الصلة بين سليماني وقيادة حماس السياسية والعسكرية “كانت عميقة، وكان له دور كبير في دعم المقاومة، وفي وصول صواريخ الكورنيت المضادة للدبابات إلى القطاع خلال عام 2012”.

ويزعم منتقدو اغتيال قاسم سليماني في الدول الغربية أن اغتياله سيعزز التأييد الشعبي للتيار المحافظ في إيران، وأن ذلك سينعكس في الانتخابات الرئاسية هذا الصيف.

وبحسب هؤلاء، فإن الاغتيال الناجح زاد من دافع إيران وتصميمها على طرد الوجود الأميركي في الشرق الأوسط، وأدى الاغتيال إلى وصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى ذروة جديدة ولن يسكت الإيرانيون حتى ينتقموا منه.

وبعد الاغتيال، ردت إيران بإطلاق عشرات الصواريخ على القاعدة الأميركية “عين الأسد” في العراق، لكن إيران أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بالهجوم لمنع وقوع إصابات الأمر الذي كان يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الجانبين.

خلقت ردود فعل الرئيس ترامب غير المتوقعة تجاه إيران رادعًا كبيرًا لطهران، ففي العام الماضي، اضطرت إيران إلى تبني مبدأ “الصبر الاستراتيجي” والانتظار بصبر في الوقت الأنسب لها لتنفيذ هجمات انتقامية على مقتل قاسم سليماني.

وبحسب مصادر إيرانية، يقترب هذا الموعد مع انتهاء ولاية الرئيس ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير، لكن الولايات المتحدة تتوخى الحذر حتى الآن حتى لا تفتح جبهات جديدة.

كما أن إيران هادئة، لكن وسائلها الإعلامية تهدد بلسان كبار أعضاء الحكومة والحرس الثوري بالانتقام من الولايات المتحدة في  “الوقت المناسب”، كما هدد خليفة سليماني إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس برد داخل الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع.

إن تصفية قاسم سليماني ذات أهمية قصوى في تعزيز الردع في الحرب ضد الإرهاب والانتشار الإيراني في الشرق الأوسط، ولم يتردد الرئيس ترامب في تجاوز ما يعتبره الكثيرون “الخط الأحمر”.

تصاعد التوتر في الخليج العربي قبيل الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني كما اتضح، من المقرر أن يغادر الرئيس ترامب البيت الأبيض في العشرين من هذا الشهر، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت إيران ستجرؤ على الانتقام قبيل تنصيب جو بايدن”.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Premium WordPress Themes Free
online free course
إقرأ على موقع 180  مقدسات الفلسطينيين المسيحيين.. دقَّ ناقوس الخطر