صاحبي الكرعاني04/08/2021
سال حبر هذه القصيدة بصورة عفوية في صبيحة الخامس من آب/أغسطس 2020، حزناً على بيروت وأهلها المكلومين.
لا سلام من بيروت هذا الصّباح
فهلاّ أخبرتموني ما الّذي جرى؟
أنا بحر عجوز.
عميت قبل صديقي هوميروس بألف عام.
أشعر اليوم بحزن ثقيل وتوجّس.
فهلّا وصفتم لي ألوان السّماء؟
***
قد أبدو لكم عملاقاً
وبارداً.
ولكن لي لهفةُ أب.
وقلب يمامة.
فلا تتركوني للحيرة تحرقني،
وأجيبوني.
أين سفائن الأميرات؟
أين صلوات البحّارة وأغنياتهم؟
أين صخب النوارس وهي تتخطّف ذُرى الموج؟
***
بيروت حبيبتي وعروس مرافئي.
أغسل كلّ مساء قدميها،
وتشرق شمسي من بين جدائلها.
***
لطالما تعِبتْ، مرضت، غُدِرت، نَزَفت،
وبكتْ في ليل آلامها.
ولكنّها لم تنسَ يوماً تحيّة الصّباح،
لعشتروت البهيّة،
وبحر عجوز بات يهدهد أحلامها.
***
معذرة، فأنا هرم وأعمى
ويحزنني أنّني صرت أبالغ
وأتوجّس بلا سبب.
لا شكّ أنّها مجرّد إغفاءة كسلى
وستنهض منها حبيبتي أبهى وأحلى!