وحسب “يديعوت أحرونوت”، تساءلت القيادتان السياسية والأمنية في إسرائيل “عن السبب الذي دفع الروس إلى تغيير سياستهم غير المعلنة إزاء إسرائيل، والتي سمحت حتى الآن لسلاح الجو الإسرائيلي بالعمل بحُرية ضد التمركز العسكري الإيراني في سوريا وزيادة هجماته في الأشهر الأخيرة بهدف لجم خطة فيلق القدس الرامية إلى إقامة “حزب الله 2″ في الأراضي السورية”.
وكان البيان الروسي – السوري المشترك ذكر أن طيارين روس وسوريين بدأوا بتنفيذ دوريات جوية مشتركة في منطقة هضبة الجولان وعلى طول نهر الفرات في شمال سوريا. وأشار البيان أيضاً إلى أن الطيارين الروس انطلقوا من قاعدة حميميم الجوية، بينما انطلق الطيارون السوريون من قاعدة جوية سورية تقع خارج دمشق. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هذه الدوريات تشمل طائرات من طراز Su-34 وSu-35 وطائرات الردع والمراقبة المتطورة من طراز A-50 وطائرات ميغ-23 وميغ-29 السورية (تصنيع روسي).
ولم تستبعد “يديعوت” أن يكون من بين أسباب هذا التحرك الروسي “تقدير موسكو أن أحوال الطقس قد تسمح بهجوم إسرائيلي جديد قبل وصول عاصفة أُخرى وأرادوا إفشاله، ومعنى هذا أن الروس يشعرون بأن إسرائيل بالغت في هجماتها على سوريا، على الرغم من المصلحة المشتركة لكل من القدس وموسكو في إخراج الإيرانيين من سوريا”.
وتضيف الصحيفة “ثمة سبب آخر أكثر أهمية هو التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا وزيادة المخاوف من عملية عسكرية روسية في وقت قريب في أوكرانيا، إذ من المحتمل أن يكون الروس يريدون التلميح إلى الأميركيين بوجود ساحة تحرُّك إضافية في الشرق الأوسط والتقدير أن هذا التلميح موجّه إلى الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التحرك إزاء الأميركيين”.
وأشارت “يديعوت” إلى أن الاختبار الحقيقي الآن بالنسبة إلى إسرائيل هو “هل ما يجري هو تلميح في اللعبة الدائرة بين الدولتين الكبيرتين وسوف ينتهي، أم أن روسيا ستفرض قيوداً على عمليات سلاح الجو الإسرائيلي ضد الإيرانيين في سوريا”؟
وحسب الصحيفة، “هناك آلية تنسيق بين روسيا وإسرائيل، وحتى اليوم لم يستخدم الروس منظوماتهم المضادة للطيران ضد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، بل فقط المنظومات الدفاعية التابعة للجيش السوري. ومثل هذا التغيير سيقيد حرية عمل سلاح الجو وسيشكل تطوراً دراماتيكياً بالنسبة إلى إسرائيل”.
في هذه الأثناء، تجري اتصالات على المستوى الأمني بين ضباط من الجيش الإسرائيلي وضباط روس بهدف التوصل إلى تهدئة الأجواء. ومن المحتمل عند انتهاء المحادثات، حتى لو لم تعلن إسرائيل ذلك، فإنها ستقلص هجماتها في سوريا “حتى يهدأ الغضب الروسي”، تقول الصحيفة.
ورأى المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” طال ليف رام (25/1/2022) أن ما يُقلق المؤسسة الأمنية في إسرائيل “ليس فقط تحليق طائرات عسكرية روسية – سورية فوق المجال الجوي على الحدود الإسرائيلية – السورية، بل هناك تخوف من أن يؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا وتصاعُد النزاع الأميركي – الروسي إلى التأثير في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران. إذ على الرغم من الفجوات في المواقف بين الروس والأميركيين، فإن الطرفين كانا متفقين نسبياً على البرنامج النووي في إيران. والتخوف هو في حال حدوث غزو روسي لأوكرانيا من أن يتراجع الاهتمام بالموضوع النووي الإيراني والتأثير السلبي للتوتر الأميركي – الروسي في مصالح إسرائيل في مواجهتها مع إيران” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).