“يديعوت”: ما الذي يُخطَّط له ضد إسرائيل في الجبهة الشمالية؟

Avatar18003/12/2023
يتناول الكاتب الإسرائيلي يوآف زيتون في مقالة له في "يديعوت أحرونوت" مجريات الجبهة الشمالية مع لبنان في ضوء إنتهاء هدنة السبعة أيام التي أعقبها إستئناف العمليات القتالية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي. ماذا يقول زيتون في تقريره الذي ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية من العبرية إلى العربية؟

“على الجبهة الشمالية، التي تم إقصاؤها طوال الأسبوع الماضي إلى هامش الوعي، جرى تطور استثنائي في الأيام الماضية: وقف إطلاق نار هادئ، وغير رسمي، تم خرقه، كما جرى في قطاع غزة من خلال أحداث فردية، تم خلالها إطلاق صواريخ اعتراضية على أهداف مشبوهة، اتضح أن بعضها كان أسراباً من طيور سيئة الحظ، حلّقت كما تحلّق الطائرات المسيّرة، من سماء الجنوب اللبناني نحو مناطق الجليل.

لقد جرى تفاهُم صامت بين الطرفين بشأن وقف إطلاق نار غير رسمي، لكن حزب الله خرقه لإعادة التسلح في المنطقة الحدودية، وتعزيز مواقع عسكرية قريبة من خط المواجهة. وفي بعض الحالات، وصلت شاحنات محملة بوسائل قتالية مختلفة، معظمها من المقذوفات، إلى ناشطي فرقة الرضوان (وحدة النخبة التابعة لحزب الله، التي تهدف إلى اجتياح إسرائيل) الكامنة على الحدود. ومع ذلك، وكما هو معروف، فإن حزب الله لم يقم بعد بنقل كامل ألوية الرضوان التابعة له إلى الجنوب اللبناني. في مواجهة إسرائيل، مع العلم بأن لدى الحزب عدة آلاف من ناشطي قوة الرضوان، قُتل نحو 100 من هؤلاء على يد الجيش الإسرائيلي. يُحتمل أن يمثل الأمر دليلاً على التزام حزب الله بسياسة خوض قتال محدود ضد إسرائيل، بدلاً من حرب شاملة، حتى بعد انتهاء الهدنة.

أما الجيش الإسرائيلي، من جانبه، فقد شدد بصورة طفيفة على أوامر فتح النار في هذه الأيام في الشمال، ولم يتم تسجيل أي مبادرات من الجيش إلى شن الهجمات، كما حدث في الشهر الماضي. وبخلاف عدد من الكتائب النظامية، معظمها من لواء كفير، وسلاح المدفعية المحمولة على دبابات ميركافا 4 المجهزة بمنظومة معطف الريح الدفاعية، فإن آلاف المقاتلين في الفرق العرضية التي تحمي منطقة فرقة الجليل، منذ اندلاع الحرب، تتمثل في جنود احتياط. لا أحد من هؤلاء يعلم متى سيعود لممارسة حياته اليومية المدنية، وإلى حضن عائلته. أما في المناورة الدائرة في قطاع غزة، مقارنةً بذلك، فإن أغلبية القوة العاملة هناك هي قوة نظامية مؤلفة من الشبان من فرق النخبة، باستثناء ألوية الفرقة رقم 252 [فرقة سيناء] التي تشارك في المناورة.

في حين أن مجلس الكابينيت لم يحسم بعد مسألة كيفية التعامل مع حزب الله، وإعادة ثقة مئات الآلاف من سكان الشمال القاطنين بالقرب من الحدود بالدولة، لقد أوضح الجيش للقيادة السياسية أن “المعركة الدفاعية، مهما كانت ناجحة، تماثل ما تمكن الجيش الإسرائيلي من إنجازه على مدار الشهر الماضي، لن تكون هي من تحسم الحروب”

يعتزم الجيش الإسرائيلي مواصلة العمل، بحيث يظل ميدان القتال في الشمال ميداناً ثانوياً، على الرغم من أن العدو العامل على تلك الجبهة هو العدو الأكبر لإسرائيل، في حين أن قطاع غزة سيبقى ميدان القتال الأساسي. وكما هي الحال على الحدود مع قطاع غزة، يمكن الافتراض أن حزب الله لديه أنفاق على الحدود اللبنانية، تشبه تلك الأنفاق التي قام الجيش الإسرائيلي ببترها خلال حملة “درع شمالي” في كانون الثاني/يناير 2019. من ناحية قيادة الجبهة الشمالية، فإن استخدام حزب الله هذه الأنفاق للاجتياح، أو استخدام البحر، إلى جانب الاجتياح من فوق الأرض، لا يزال احتمالاً ممكناً. لقد قامت قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي طوال العام الماضي بالتدرب، في ثلاث مناسبات، على الإمداد السريع بالقوات لتلك المنطقة، في ظل سيناريو يمثل غزو فرقة الرضوان، فضلاً عن مناورات أُخرى أصغر، قامت بها قوات النخبة الإسرائيلية.

حتى الآن، قام حزب الله بإطلاق أكثر من 1000 مقذوف مختلف، إلى جانب مئات الصواريخ المضادة للدروع في المنطقة الحدودية، ووجّه معظمها إلى أهداف تابعة للجيش. أما بخصوص إطلاق الصواريخ إلى مدى أبعد، نحو منطقة الكريوت [المنطقة الواقعة شمالي حيفا] ونهاريا، فالمسؤول عنه هو الذراع العسكرية لـ”حماس” في الجنوب اللبناني، والتي تمت تصفية بعض قياداتها، بحسب مصادر صحافية أجنبية، على يد الجيش الإسرائيلي، قرب مدينة صور، خلال الشهر الماضي. وفي حين أن مجلس الكابينيت لم يحسم بعد مسألة كيفية التعامل مع حزب الله، وإعادة ثقة مئات الآلاف من سكان الشمال القاطنين بالقرب من الحدود، بالدولة، لكي يكونوا قادرين على العودة إلى العيش هناك، لقد أوضح الجيش للقيادة السياسية أن “المعركة الدفاعية، مهما كانت ناجحة، تماثل ما تمكن الجيش الإسرائيلي من إنجازه على مدار الشهر الماضي، لن تكون هي من تحسم الحروب”.

في هذه الأثناء، يحاول الجيش الإسرائيلي أيضاً الاستعداد لواحد من أكثر التحديات تعقيداً في مواجهة حزب الله: مصاعب الكشف عن الطائرات المسيّرة الهجومية، وبالتالي إطلاق تحذيرات للقوات والمواطنين الذين ظلوا في المنطقة. لقد نجح حزب الله في أربع مرات على الأقل في إدخال مسيّرات مسلحة وتفجيرها على مدار الشهر الماضي، والتسبب بإصابة جنود إسرائيليين بهذه الوسيلة. على مدار الأسبوع الماضي، تم إدخال وسائل جديدة وتكنولوجية من المفترض أن تحسّن الاستجابة في مجال الكشف عن هذه الطائرات الصغيرة التي تطير ببطء، وعلى ارتفاع منخفض، وهو ما يصعّب عملية الكشف عنها. هذا هو السبب الكامن وراء صافرات الإنذار الكاذبة في الشمال مؤخراً، ومن شأن هذه الصفارات أن تستمر ويتسع مجال إطلاقها مع تجدُّد القتال في هذه الجبهة أيضاً”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  أولمبياد طوكيو وكورونا.. من يهزم من (1)؟
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
free online course
إقرأ على موقع 180  هو عام إشتقت فيه للأصدقاء