رسالة مفتوحة إلى المناضل جورج إبراهيم عبدالله

تحية الاحترام والمحبة؛ كانت لي، على الدوام، ومنذ سنوات طويلة خَلَتْ، الرغبة في الكتابة إليك، لكني لم أعرف كيفية إيصال رسالتي إليك كي تقرأها.

اليوم، اتّفقتُ، مع بعض الأصدقاء في فرنسا، على نشر هذه الرسالة هناك، وأنا سأكتبها بالفرنسية أيضاً، علّك تستطيع قراءتها.

أحبّ أن أؤكّد لك أني أفتخر بإنسان صلب مثلك، من بلاد الشام، من لبنان الحبيب، لا يزال يقضي في السجن أكثر من أربعة عقود، ظلماً وتلفيقاً، وأنتَ لمّا تزلْ ثابتاً على مبادئك ونضالك، وعلى كل ما آمنتَ به.

وأنا أؤمن أنّك “حرّ وحرُّ” في محبسك، بل أنتَ من تجعل سجّانك مسجوناً في واقعه!

أشعر بأنك، وأمثالك في وطننا، قدوة لنا ولأجيالنا المقبلة في هذا الزمن العسير، الذي نرى فيه “انزياحات” كثيرة عن البديهيات الوطنية التي تربّينا عليها في صغرنا!

نضالك وثباتك على المبادئ الوطنية، برغم الظلم الرهيب الواقع عليك، يُعَرّي تماماً ويكشف لنا زيف استقلال القضاء الفرنسي، بل الغربي، كما يكشف لنا زيف ما يسمّى بالمجتمع الدولي وعدالته وديموقراطيته!

فها هي فرنسا، باحتجاز حريتك بعد مُضيّ ربع قرن على إنهاء محكوميّتك، تفعل الجرم نفسه الذي يرتكبه الكيان الصهيوني باحتجاز حرية الفلسطينيين في ما يُسمّى بالحجز الإداري، غير الإنساني وغير القانوني، لمخالفته لشرعة حقوق الإنسان!

فما هو الفارق، إذن، بين دولة عريقة في احترام الحريات والديموقراطية، وهي فرنسا، وبين كيان مارق، يمارس الفصل العنصري بوقاحة.. لا فارق مطلقاً!

السيد المناضل جورج عبدالله؛

أنت ما تزال رمزاً لأحرار العالم جميعاً، ولنا نحن بالذات في المشرق، نحن الذين لا نزال نتّخذ من قضية فلسطين بوصلتنا في الحياة، ولا نزال نؤمن بأنّ حقّ الفلسطينيين في الحياة الحرّة الكريمة سيعود إليهم، وهم أصحاب الحق والأرض.

ولن يدوم هذا الظلم، لا عليك ولا على الفلسطينيين ولا على شعبنا الصامد!

تحية لك من دمشق، ومن قلوب كل المؤمنين بالحق بـ(ال) التعريف.

دمشق، في 17 نيسان/أبريل 2025

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  لودريان.. وخرزاته الزرقاء
ريم منصور سلطان الأطرش

كاتبة عربية، دمشق

Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
online free course
إقرأ على موقع 180  عندما يصبح "الترانسفير" خشبة خلاص صهاينة لبنان!