قبل أن ينتخب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، كتبت إفتتاحية في جريدة “السفير” عن الرئيس الماروني القوي قلت فيها الآتي:
الرئيس القوي يجب ان يكون له حيثية سياسية في مكونه المسيحي.
الرئيس القوي يضمن المشاركة الحقيقية في الحكم.
الرئيس القوي يعمل على اعادة المكون المسيحي الى ممارسة الاساليب الإيجابية عند تعامله مع الدولة والمكونات اللبنانية الاخرى.
الرئيس القوي يجعل من مجلس الوزراء مركز القرار ومصدره، فلا يحتكر قراره رئيس الجمهورية، كما كان الحال قبل الطائف، ولا يحتكره رئيس الحكومة كما اصبح الحال بعد الطائف.
الرئيس القوي يعمل للاتفاق على قانون عصري للانتخابات النيابية، يتصف بالميثاقية والانصاف والعدالة، ويطمئن تنفيذه كل المكونات اللبنانية على ان حقوقها ودورها ووجودها في لبنان مؤمنة.
الرئيس القوي يمارس واجباته الدستورية كـ”حكم” بين اللبنانيين.
الرئيس القوي يحاول دائماً تقريب وجهات النظر وتضييق الفجوة بين اللبنانيين، خاصة وان الانقسام السياسي بينهم يزداد مع الوقت.
الرئيس القوي مرجعه الدستور، او الكتاب كما كان يسميه الرئيس فؤاد شهاب، خاصة وان دستورنا لم يُحترم في العقدين الماضيين حين كان يعدل لاستفادة مؤقتة ويداس عند الحاجة، فمدد للرؤساء ولمجلس النواب ولكبار الموظفين وحتى انتخب رئيس للبنان من دون الاكتراث لمواد دستورية تمنع انتخابه.
الرئيس القوي يتفهم الاعراف ويطبقها لمصلحة لبنان واللبنانيين ومن دون تناقض مع الدستور. الميثاق الوطني، اهم الاعراف في لبنان، يطبقه الرئيس القوي لطمأنة كل المكونات اللبنانية دون تمييز بين كبيرة وصغيرة، فـ”لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”.
الرئيس القوي يضمن سلامة لبنان بتحييده عن الخلافات العربية.
الرئيس القوي يوقف الفساد المستعر في كل قطاعات الدولة ويمنع المحاصصة بين السياسيين ويعيد الهيبة والجد والجهد الى دوائر الدولة المنهارة.
الرئيس القوي يتأكد من ان استخراج الغاز من مياهنا الاقليمية يعود ريعه الى لبنان واللبنانيين ولا يُقسم حصصا بين النافذين من أهل السياسة والأعمال والمال.
الرئيس القوي يسعى لاقرار القوانين التي تجعل من لبنان مركزا ماليا وتكنولوجيا دوليا، فيعيد الى لبنان عشرات الآلاف من شبابه المتفوقين والمنتشرين في اصقاع الكرة الارضيّة، والذين وصلوا الى اعلى المراكز في اهم واكبر الشركات العالمية في نيويورك ولندن وسنغافورة وهونغ كونغ وغيرها من عواصم المال والهاي تك.
الرئيس القوي ينهي الاحتكارات الصغيرة والكبيرة والاعيب السياسيين واصحاب النفوذ التي تمنع من ان يكون لكل اللبنانيين كهرباء 24 على 24، فهل يعقل ان اللبناني، بعد 26 عاما من انتهاء الحرب، يحصل يوميا على ساعات انارة اقل مما كان يعطى له خلال الحرب.
بعد ثلاث سنوات على العهد القوي والرئيس القوي، عدنا إلى الوراء. فقدنا الأمل وكبرت مخاوفنا على بلدنا، وإزداد حجم الفساد، وكبرت الهوة بين الشعب والحكام
الرئيس القوي لن يسمح لأهل السياسة واصحاب النفوذ ان يتلاعبوا ببيئة لبنان، وطن السياحة والاستجمام، فتتراكم النفايات في شوارعه ووديانه ويزدهر الذباب في منازل مواطنيه ومطاعمه ومكاتبه وشوارعه حتى. كذلك، يعيد الرئيس القوي الى اللبنانيين شواطئهم ورمالهم وانهارهم.
الرئيس القوي هو صاحب القرار السليم في الوقت المناسب وعندما تدعو الحاجة، وليس صاحب زند وعضلات تزيد الهوة بين اللبنانيين. على الرئيس القوي ان يعرف كيف يختار القرار المناسب والأفضل عندما تكون خياراته بين السيء والأسوأ.
فخامة الرئيس،
بعد ثلاث سنوات على العهد القوي والرئيس القوي، عدنا إلى الوراء. فقدنا الأمل وكبرت مخاوفنا على بلدنا، وإزداد حجم الفساد، وكبرت الهوة بين الشعب والحكام.
إنها أزمة ثقة مفتوحة تراكمت خلال ثلاثة عقود لا تعالج بالمسكنات. بل بالإقدام والشجاعة وبالتغيير والإصلاح. يجب وضع لبنان على سكة وطنية اصلاحية تقدمية تنتج نوابًا احرارا وحكومة ممثلة لشعبها وليست حكومة تقاسم ومحاصصة على صورة الطبقة السياسية الفاشلة التي أوصلتنا إلى هذه الحالة المزرية.