الخليج والحراك: إنقاذ لبنان إنقاذ لحزب الله

Avatar18026/10/2019
خلال الأسبوع الحالي، أصدرت الحكومة السعودية بياناً هنأت فيه الامبراطور الياباني الجديد على توليه العرش، وثانٍ أدانت فيه تفجير شاحنة في أفغانستان، وثالث حول محادثات مع البرازيل بشأن حقوق الملكية الفكرية... فيما غاب أيّ موقف منها حول ما يجري في بلد (لبنان) تمارس فيه المملكة نفوذاً منذ عقود، وحيث تحولت الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية إلى ثورة أخرى في الشرق الأوسط.

يمكن أن يكون الصمت الرسمي في العالم العربي تجاه الاضطرابات التي تهز لبنان منذ أكثر من أسبوع، بمثابة وصفة نابوليونية بعدم التدخل عندما يكون عدوك في عملية تدمير ذاتية.
لقد اتحد المتظاهرون في بيروت والمناطق اللبنانية الأخرى ضد نظام يهيمن عليه “حزب الله”، وهو وكيل لإيران وصفته المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى بأنه “إرهابي” وحاولت تقويضه منذ زمن طويل.
قال مسؤول خليجي طلب عدم نشر اسمه بالاسم عند الحديث عن السياسة الخارجية الحساسة، إن الشفاه الضيقة تبدو متعمدة حتى في الوقت الذي يحيي فيه المعلقون السعوديون والقنوات التلفزيونية الخليجية الأخرى المتظاهرين.
والأكثر من ذلك، فقد تم رفض طلب سعد الحريري المساعدة المالية لتجنب ذهاب الأموال إلى “حزب الله” عبر الحكومة اللبنانية، وفقاً للمسؤول ولشخصين آخرين مطلعين على الأمر.
الغضب من الضغوط الاقتصادية وادعاءات الفساد هي من السمات المميزة للبنان منذ سنوات.
هذه المرة، بات الغضب موجهاً ضد السياسيين من جميع الطوائف، بما في ذلك “حزب الله” وزعيمه السيد حسن نصر الله، الذي كان يعتبر أيقونة لا يمكن المساس بها.
هتافات “كلهم تعني كلهم”، التي تدعو إلى إقالة شاملة لسماسرة السلطة في البلاد، تتردد من معاقل المسلمين السنة في طرابلس وعكار في الشمال ومدينتي بعلبك الخاضعتين لـ”حزب الله” في الشرق والنبطية في الجنوب، وبشكل خاص المناطق المسيحية وفي وسط بيروت.
يقول سامي نادر، رئيس معهد المشرق في بيروت: “ما يحدث هو هدية من الجنة إلى المملكة العربية السعودية ودول أخرى في حربها بالوكالة مع إيران”. ويرى أن الابتعاد عن التظاهرات في لبنان أمر أساسي بالنسبة إلى السعودية، مضيفاً “من الواضح أن حزب الله هو الخاسر الأول هنا، لذا فإن أية علامة على وجود قوة إقليمية تحاول اختطاف الحركة ستؤدي إلى استقطاب الاحتجاج وتقسيمه على أسس طائفية”.

يقول شفيق غبرة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت: “بطريقة ما، حين تنقذ لبنان، فأنت تنقذ حزب الله”

على غرار السعودية، امتنعت الكويت والإمارات العربية المتحدة ايضاً عن إصدار بيانات رسمية أو نداءات معتادة للهدوء.
كانت “الملكيات” الثلاث حتى وقت قريب جهات أساسية في عمليات الإنقاذ والمساعدة المالية عندما يصبح الاقتصاد اللبناني على شفا الانهيار.
ومن المعروف أن لبنان هو واحد من أكثر البلدان مديونية في العالم، وقد تعثرت محاولاته قبل بدء الاحتجاجات في الحصول على مصادر تمويل جديدة.
وقال المسؤول الخليجي إن الحريري زار أبوظبي قبل بضعة أسابيع ولم يتلق أي دعم. على النقيض من ذلك، عندما اندلعت الاضطرابات في السودان، وتمت الإطاحة بعمر البشير، فإن الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية تعهدت بتقديم ثلاثة مليارات دولار لتفادي أي فوضى.
وقال حلفاء الحريري الخليجيين إن الحريري لم ينفذ أي من الإصلاحات التي طلبها المانحون للبدء في إطلاق البرنامج الذي تعهدت به الحكومة اللبنانية في مؤتمر “سيدر” عام 2018 والحد من نفوذ “حزب الله” الراسخ.
ويقول شفيق غبرة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت: “بطريقة ما، حين تنقذ لبنان، فأنت تنقذ حزب الله”.
يواجه “حزب الله” ضغوطاً مالية متزايدة مع تشديد العقوبات الأميركية على إيران.
وفي الحراك الحالي، واجه “حزب الله” تحدياً آخر، وهو كسر أحد المحرمات المتصلة به، حين اتهم مواطنون من القاعدة الشيعية لـ”حزب الله” أمينه العام ومشرعيه في البرلمان بالتستر على الفساد المستشري وإهدار الموارد على القتال في سوريا وتجاهل رفاهية الناس واحتياجاتهم.
على المستوى الرسمي ، لم تتخلَ دول الخليج عن لبنان، كما قال أحد الأشخاص المطلعين، مشيراً إلى ان الخليجيين سيساعدون أية حكومة يمكن أن تكون شريكاً موثوقا به، وجادة في الإصلاح، ولديها الشجاعة لكبح نفوذ “حزب الله” في البلاد.
يُذكر أنه في العام 2016 ، ألغت السعودية هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار من المساعدات العسكرية للجيش اللبناني و مليار دولار للقوى الأمنية، وألقت باللوم على دور “حزب الله” البارز.
ويقول أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله: “إنهم يريدون معرفة أين تسير الأمور ولا يريدون أن يستبقوا أي تطور”، لافتاً إلى ان “هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ أي تموضع رسمي إلا مجرد التواجد ومراقبة الأمور عن كثب حتى تصبح واضحة”.

(تقرير مترجم  حرفيا عن بلومبرغ)

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  صاعق آخر في مرفأ بيروت؟
Avatar

Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  "حزب الله" و"القوات"..  قواعد اللعبة تغيّرت!