غالب سرحان, Author at 180Post

1XhiXqIO3-ifkV-Q2IHmdQhLR3qCCxly.png

"لقاء وطني تشاوري لبحث العدوان الإسرائيلي على لبنان وكيفية توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز التضامن الوطني". العنوان كبير، واللقاء وطني بامتياز، لما ضمّ من وجوهٍ مخضرمة في تنوعها السياسي والطائفي، والكلام أكثر وطنيةً، كونه بلا خلفيات، والكلّ نقيٌ في سريرته، والغاية إعمال آلة الفكر والتفكير، بحثاً عن قواسم مشتركة عساها تمدّ جسورَ عبورٍ وتلاقٍ، في خضم عدوان إسرائيلي مفترس لكلّ الوطن.

ahmad.jpg

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1982 نفّذ الاستشهادي أحمد قصير أول عملية استشهادية دمّرت مقرّ الحاكم العسكري للاحتلال الإسرائيلي في مدينة صور جنوبي لبنان، قُتِلَ فيها 150 ضابطاً وجندياً للعدو الذي اعتبرها "كارثة صور الأولى" أما المقاومة فحوَّلتها إلى "يوم الشهيد" السنوي.

abc.jpg

أربعون يوماً على ارتحال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، مرت دون أن تصبح الأربعون ذكرى رحيلٍ أو حتى ذكرى استشهاد كأي ذكرى موتٍ أو وفاة، لا على مستوى قيادة المقاومة، ولا بالنسبة لمجاهديها، ولا في بيئتها الحاضنة، ولا في غيرها من البيئات في الداخل والخارج.

south.jpg

في لحظة كتابة هذا المقال، يكون قد انقضى نحو شهر على بدء "الغزو" البري الصهيوني للجنوب اللبناني؛ وبمثل ما بدأ في يومه الأول من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، يستمر بإيغالٍ أشدّ توحشاً، وأكثر اتساعاً، لكنه يلج شهره الثاني مراوحاً مكانه البري. فهل هذا طبيعي أم استثنائي، وما هي الأسباب وماذا ستكون النتائج؟

09090909090.jpg

لم يمضِ يومان على استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار في جنوبي غزة بتلك الطريقة السوريالية التي نشرها العدو الإسرائيلي، حتى وزّع صوراً مماثلة في سورياليتها للمقاوم اللبناني الشهيد إبراهيم حيدر في جنوب لبنان.

20240806_1722977383.jpg

منذ اغتيال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله، قبل 20 يوماً، ثمة تساؤلية مزدوجة، جزئيتها الأولى، كيفية نجاح العدو الإسرائيلي في الوصول إلى "السيد"، وجزئيتها الثانية، عجزه عن اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار؟ فهل استشهد السنوار وهو يقاتل بالصدفة؟ أم اغتيل بقرار بحثاً عن انتصار يُمهّد لوقف النار؟ 

slider.jpg

لأنها مسقط الرأس، كما كل مسقط رأس، تبقى ويبقى مثوى الجسد الأخير، وما بين المسقط والمثوى، مسافة ما بين الولادة والشهادة، خصوصاً عندما تختارها الجغرافيا التكوينية محوراً مقاوماً، وتُحيلها خندقاً متقدماً للوطن، وخط تماسٍ حدودي مع العدوان في كل آن، فكيف إذا كانت قسيمتها في الجغرافيا فلسطين عبر سياج شائك من حديد؟ وعدو كالإسرائيلي الطامع فيها وفي أخواتها ذات اليمين وذات الشمال وما بعدهن منذ اغتصابه فلسطين عام 1948؟ 

khiam.jpg

ذات يوم قيل للقائد الجهادي للمقاومة الشهيد عماد مغنية أن تجهيز الجندي الأميركي أو الإسرائيلي يُكلّف 10 آلاف دولار، فردَّ بالقول: "ونحن يُكلّفنا تجهيز المجاهد الواحد روحيته التي تقاتل.. وبها يقاتل وينتصر" .

0.jpg

لا يليق المقام، مقام السيّد أولاً، ومقام الشهادة ثانياً، للحديث عن اغتيال أو حتى استشهاد، ولا عن حسابات ميدانية أو سياسية أياً تكن التداعيات، فالحدث الجلل يشطر القلب ويشقه نحو مسار الوجدان وما يجول في مخزونه من ذكريات مخبوءة منذ عقود، إلى صيرورة "السيّد" الموجود في كل زمان ومكان، العابر فوق الحدود، المارّ في قلب كل مقاوم وعقل كل إنسان.

06.jpg

أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمور إلى سياقها الطبيعي، وكرّس تثبيتها حيث يجب أن تكون، تماماً مثلما أعاد رمي كرة النار الإسرائيلية في الملعب الإسرائيلي في انتظار الرد الآتي "من حيث يحتسب العدو ومن حيث لا يحتسب". ماذا عن الأهداف واللاءات.. والرد الآتي؟