غالب سرحان, Author at 180Post

052_n.jpg

وفي الشهر الثالث، من العام الثالث، لشغور مَنصِب رئيس الجمهورية اللبنانية، أي بعدَ عامين وشهرين وعشرة أيام بالتمام والكمال، وبقدرة قادر، تم ملء الفراغ الرّئاسي، بالقائد الرابعَ عشَر للجيش، ليمسي الرئيسَ الرابع عشر للبنان، في الجلسة الثالثة عشرة، وفي الموعد المحدّد، وبخطاب القسم المسهب، ليبدأ العهد في خضمّ رياح إقليمية عاتية، ومخاضات محلية آتية، فما هي التحديات التي تنتظره في الداخل كما في الخارج؟ 

naji-1.jpg

ليلةَ القبضِ على دمشق فجر الأحد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وانتزاعها من النظام السابق، كان جيش الإحتلال الإسرائيليّ يقبض على سوريا الجغرافية كلها، جوًا وبحرًا وبرّاً، وينتزع 500 كيلومتر مربع منها، مُعلناً "العودة" إلى قمة جبل الشيخ (حرمون) لينشد عليها نشيد "هاتكفاه" ويقتلع صلباناً تاريخية، ويستقدم وفوداً حاخامية، لتأدية طقوس تلمودية، في مشهد سوريالي استفزازي نقيض للتاريخ وللجغرافيا.

90090909090909090909.jpg

هل كانت محضَ صدفةٍ زمنية، أن تبدأَ الجماعاتُ المسلّحة هجومَها على سوريا من مدينة حلب في الرّابعة من فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أي في الدّقيقة نفسِها، للسّاعة نفسِها، من اليوم نفسِه، وفي الشهر نفسِه، لبَدء وقفِ العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

skynews-lebanon-hezbollah-israel_6759052.jpg

لم يستفزَّني مشهدُ جنودِ العدوِّ الإسرائيليِّ وهم يرقصونَ داخلَ كنيسةِ قريةِ دير ميماسَ الحدوديةِ المتّصلةِ ببلدتِي كفركلا ويسخرونَ من الصلواتِ والطقوسِ المسيحيةِ فيها عبرَ تقليدِها، بأقلَّ ممّا استفزّتني مشاهدُ هؤلاءِ القتلةِ وهم ينسِفونَ مساجدَ قرىً حدوديةٍ في الجنوبِ اللبنانيّ، ومنهم مسجدُ بلدتِي المذكورةِ وهم يُقهقهونَ كالسّكارى المجانين. 

1XhiXqIO3-ifkV-Q2IHmdQhLR3qCCxly.png

"لقاء وطني تشاوري لبحث العدوان الإسرائيلي على لبنان وكيفية توحيد الجبهة الداخلية وتعزيز التضامن الوطني". العنوان كبير، واللقاء وطني بامتياز، لما ضمّ من وجوهٍ مخضرمة في تنوعها السياسي والطائفي، والكلام أكثر وطنيةً، كونه بلا خلفيات، والكلّ نقيٌ في سريرته، والغاية إعمال آلة الفكر والتفكير، بحثاً عن قواسم مشتركة عساها تمدّ جسورَ عبورٍ وتلاقٍ، في خضم عدوان إسرائيلي مفترس لكلّ الوطن.

ahmad.jpg

في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1982 نفّذ الاستشهادي أحمد قصير أول عملية استشهادية دمّرت مقرّ الحاكم العسكري للاحتلال الإسرائيلي في مدينة صور جنوبي لبنان، قُتِلَ فيها 150 ضابطاً وجندياً للعدو الذي اعتبرها "كارثة صور الأولى" أما المقاومة فحوَّلتها إلى "يوم الشهيد" السنوي.

abc.jpg

أربعون يوماً على ارتحال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي، مرت دون أن تصبح الأربعون ذكرى رحيلٍ أو حتى ذكرى استشهاد كأي ذكرى موتٍ أو وفاة، لا على مستوى قيادة المقاومة، ولا بالنسبة لمجاهديها، ولا في بيئتها الحاضنة، ولا في غيرها من البيئات في الداخل والخارج.

south.jpg

في لحظة كتابة هذا المقال، يكون قد انقضى نحو شهر على بدء "الغزو" البري الصهيوني للجنوب اللبناني؛ وبمثل ما بدأ في يومه الأول من تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، يستمر بإيغالٍ أشدّ توحشاً، وأكثر اتساعاً، لكنه يلج شهره الثاني مراوحاً مكانه البري. فهل هذا طبيعي أم استثنائي، وما هي الأسباب وماذا ستكون النتائج؟

09090909090.jpg

لم يمضِ يومان على استشهاد القائد الفلسطيني يحيى السنوار في جنوبي غزة بتلك الطريقة السوريالية التي نشرها العدو الإسرائيلي، حتى وزّع صوراً مماثلة في سورياليتها للمقاوم اللبناني الشهيد إبراهيم حيدر في جنوب لبنان.

20240806_1722977383.jpg

منذ اغتيال سيد شهداء محور المقاومة السيد حسن نصرالله، قبل 20 يوماً، ثمة تساؤلية مزدوجة، جزئيتها الأولى، كيفية نجاح العدو الإسرائيلي في الوصول إلى "السيد"، وجزئيتها الثانية، عجزه عن اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار؟ فهل استشهد السنوار وهو يقاتل بالصدفة؟ أم اغتيل بقرار بحثاً عن انتصار يُمهّد لوقف النار؟