يقول رونين بيرغمان ان منظمة “بار غيورا” كانت في بدايتها حركة شعبية، ولكن مع مجيء المزيد من المهاجرين اليهود الى فلسطين من روسيا واوروبا الشرقية (بمعدل 35 الف مهاجر سنويا بين العامين 1905 و1914) حاملين معهم الفلسفة الصهيونية نفسها اخذت المنظمة تعيد تركيب تنظيمها لتصبح منظمة اكثر عسكرة تحت اسم “الحرس” او “هاشومير” باللغة العبرية. وبدءا من العام 1912 كانت تتولى المنظمة حراسة 14 مستوطنة يهودية واخذت تطور قدراتها لتصبح هجومية اكثر منها دفاعية وذلك في اطار ما كانت تعتبره الحركة الصهيونية حربا لا بد واقعة من اجل السيطرة على كل فلسطين، وبالتالي، رأت “هاشومير” نفسها النواة التي سيبنى عليها لاحقا الجيش اليهودي وكل وكالات استخباراته.
راح عناصر “هاشومير” يغيرون على القرى والبلدات الفلسطينية لـ”معاقبة” المواطنين الذين تسببوا بالاذى لليهود، وذلك اما بضربهم او باعدامهم، ولم تتورع المنظمة عن استخدام قوتها ضد يهود تشتبه بتعاونهم مع العثمانيين. وفي العام 1920 طورت “هاشومير” نفسها شكلا ومضمونا لتصبح تحت اسم قوات الدفاع اي “الهاغاناه” باللغة العبرية.
وقبل مضيه قدما في سرده التاريخي، يورد بيرغمان نبذة عن حياة ديفيد بن غورين قائلا انه ولد عام 1886 في بولندا تحت اسم ديفيد يوسف، وبدأ في سن مبكرة يسير على خطى والده كناشط صهيوني وهاجر الى فلسطين عام 1906 حيث انه بفضل الكاريزما التي كان يتمتع بها، وعلى الرغم من صغر سنه، اصبح احد ابرز قادة المجتمع اليهودي، عندها، غيّر اسمه ليصبح ديفيد بن غوريون تيمناً باحد قادة الثورة اليهودية على الامبراطورية الرومانية.
“الهاغاناه”.. وأولادها
ويقول بيرغمان ان “الهاغاناه” تأثرت كثيرا بالروح العدوانية التي كانت تتمتع بها منظمة “هاشومير”، ولم تتورع عن قتل يهود معارضين لها. ففي 30 حزيران/يونيو 1924 قتل اعضاء من “الهاغاناه” في احد شوارع يافا يعقوب دي هان، اليهودي الحريديمي (يهود متطرفون)، وقد اعتبرت “الهاغاناه” ان دي هان معاد للصهيونية، وجاءت عملية اغتياله عشية سفره المقرر الى بريطانيا لثنيها عن وعدها لليهود بدولة لهم في فلسطين (وعد بلفور). وقد صدر قرار اغتيال يعقوب دي هان عن اسحاق بنزافي الذي اصبح احد ابرز قادة “الهاغاناه”.
لم يرض بن غوريون عن عملية الاغتيال هذه، واعتبر ان هكذا عمليات تبعد الدعم البريطاني لدولة اليهود. وينقل بيرغمان شهادة لقائد “الهاغاناه” ايزرائيل جاليلي يقول فيها إن بن غوريون رفض في اكثر من مناسبة اعطاء الموافقة على اغتيال شخصيات عربية مثل القائد الفلسطيني الحاج امين الحسيني واعضاء اخرين في اللجنة العربية العليا، كما رفض قتل بريطانيين بينهم مسؤول رفيع في سلطات الانتداب البريطاني كان يضع العراقيل امام مشاريع الاستيطان اليهودي.
لم ترق مواقف بن غوريون للعديد من قادة واعضاء “الهاغاناه”، ومن ضمنهم ابراهام تيهومي الذي نفذ عملية اغتيال يعقوب دي هان، فانشق هو وعدد من قادة واعضاء “الهاغاناه” عن المنظمة في العام 1931، واسّسوا منظمة “ايرغون زفاي ليومي”، اي “المنظمة العسكرية الوطنية” التي اعتمدت اختصارا لاسمها كلمة “ايتزال”، أما الانكليز، فقد أسموها “ايزل” او “ايرغون”. تولى قيادة هذه المنظمة اليمينية المتطرفة في اربعينيات القرن الماضي مناحيم بيغن الذي اصبح في العام 1977 رئيسا للوزراء.
يقول بيرغمان ان بن غوريون كان لا يزال على موقفه الرافض للاغتيال والقتل المتعمد إنتقاماً لضحايا “المحرقة”، وصرح اكثر من مرة “ان الانتقام الآن لا قيمة له، فهو لن يعيد الحياة للملايين الذين قتلوا”. لكن العديد من قادة “الهاغاناه” كانوا يعتبرون الاغتيال والقتل المتعمد تحقيقاً للعدالة التاريخية وردعاً لاية عمليات قتل لليهود في المستقبل، وخطط هؤلاء لعمليات انتقامية ضد النازيين ومن تحالف معهم.
يقول احد افراد هذه الفرق وإسمه شالوم غيلادي في شهادة له وجدها بيرغمان في ارشيف “الهاغاناه”: “كان الهدف يقتل فوراً وفي احيان اخرى يصار الى سوقه الى مناطق نائية حيث تتم تصفيته”
الأرشيف النازي
بعد الحرب العالمية الثانية، تأسست داخل “اللواء اليهودي”، الذي كان الانكليز قد اسّسوه خلال الحرب، وحدة سرية بأمر من القيادة العليا في “الهاغاناه” ومن دون علم السلطات الانكليزية، واسميت “غمول” اي “التعويض”، ومهمتها الانتقام من رجال المخابرات النازية الالمانية “اس. اس” الذين شاركوا بأنفسهم في عمليات قتل اليهود.
وينقل بيرغمان عن موردخاي غيشون قوله بعدما كُسر جدار الصمت في الحديث عن تلك المرحلة “بحثنا عن السمكة الكبيرة، كبار المسؤولين النازيين الذين خلعوا بزاتهم العسكرية وعادوا لمنازلهم”.
عمل عملاء “غمول” بسرية تامة في اطار عملهم داخل “اللواء اليهودي”، حتى غيشون نفسه حمل خلال مطاردة النازيين هويتين مختلفتين، واحدة كمواطن الماني واخرى كضابط انكليزي برتبة رائد. وبصفته مواطناً المانياً، تمكن غيشون من انقاذ الارشيف النازي في مدن ترافيزيو وفيللاخ وكلاغنفورت بعد ان اشعل النازيون النار فيه، ولكن غيشون وصل اليه قبل ان تلتهم النيران كل شيء فيه وحصل على معلومات مهمة منه. وبصفته ضابطاً انكليزياً، حصل غيشون على معلومات كثيرة من الشيوعيين اليوغوسلاف ومن ضباط مخابرات يهود امريكيين.
استخدم عملاء “غمول” أيضاً عمليات الابتزاز والاكراه للحصول على المعلومات، ففي حزيران/يونيو 1945، وجد هؤلاء العملاء في ترافيزيو زوجين المانيين من اصول بولندية، كانت الزوجة تعمل على نقل ممتلكات مسروقة من اليهود من النمسا الى ايطاليا والمانيا في ما كان زوجها مساهماً في ادارة مكتب اقليمي لـ”الغستابو”. فعرض الضباط اليهود عليهما التعاون او الموت. هنا ينقل بيرغمان عن يسرائيل كارمي (رئيس الشرطة العسكرية الاسرائيلية بعد قيام دولة “اسرائيل”) قوله “لقد كلفت الزوج بإعداد لائحة تضم كبار المسؤولين النازيين الذين عرفهم وكانوا من “الغستابو” وجهاز “اس اس”، تتضمن الاسماء وتواريخ الميلاد ومستوى التعليم والمواقع التي تولوها.. فكانت النتيجة مذهلة، لقد حصلنا على لوائح فيها العشرات من الاسماء تولى عناصر “غمول” ملاحقتها ومنهم من كانوا جرحى في مستشفيات محلية تحت اسماء وهمية، ومن هؤلاء تم الحصول ايضاً على معلومات اضافية كثيرة بعد ان كان يعدهم عناصر “غمول” انهم ان تعاونوا، لن يتعرضوا لأذى ولكن بعد ان تستنفذ منهم كل معلوماتهم، كان يصار الى اعدامهم واخفاء جثثهم”.
تولى غيشون شخصياً الكثير من عمليات القتل التي كانت تبدأ أولاً بالتحقق من اسم الهدف وتحديد مكانه وبعدها الحصول على كل تفاصيل حركته. يقول غيشون المولود في المانيا “لم يشتبه احد بي فقد كانت اوتاري الصوتية من اصول برلينية. كنت اقف عند محل بقالة او قرب ملهى او حتى كنت اقرع الباب لنقل التحيات إلى شخص ما، في معظم الاحيان، كان الهدف يرد عندما اناديه باسمه الحقيقي او يلزم الصمت، وهذا كان بمثابة تأكيد لمعلوماتي، وما ان يتم التأكد من الهوية حتى كنت ارسم خارطة تفصيلية لمنزل الهدف او للمنطقة التي ستتم تصفيته فيها”.
كانت عملية الاغتيال تتم بواسطة فرق لا يتجاوز عديد الواحدة منها الخمسة افراد، وكان هؤلاء في معظم الاحيان عند لقائهم مع الهدف يرتدون الزي العسكري البريطاني حيث يقولون للهدف انهم يريدون اخذه للتحقيق، فكان الهدف في معظم الاحيان يمضي معهم من دون اعتراض. يقول احد افراد هذه الفرق وإسمه شالوم غيلادي في شهادة له وجدها بيرغمان في ارشيف “الهاغاناه”: “كان الهدف يقتل فوراً وفي احيان اخرى يصار الى سوقه الى مناطق نائية حيث تتم تصفيته”.
إبادة “طائفة المعبد”
ويورد بيرغمان بعض نماذج الاغتيال والقتل المتعمد التي نفذها عملاء “غمول” والتي تقشعر لها الابدان وبعضها يتضمن اغتصاب ضابطة نازية قبل اعدامها. ويقول ان هذه العمليات استمرت قرابة ثلاثة اشهر قتل خلالها عملاء “غمول” ما بين مئة الى مئتي شخص، ويقول مؤرخون لعمل هذه الوحدة السرية انه بعد متابعة دقيقة للذين قتلوا تبين ان ابرياء إستهدفوا، اما بسبب اخطاء في الهوية او بسبب استغلال البعض هذه الوحدة لتنفيذ تصفيات تخدم مصالح طرف ما ضد طرف اخر. وقد تم وقف نشاط “غمول عندما اكتشف الانكليز ما يحصل من جراء الشكاوى العديدة التي تلقوها عن اختفاء افراد من عائلات المانية، لكن الانكليز لم يحققوا في اي من هذه العمليات بل اكتفوا بنقل “اللواء اليهودي” بعيدا عن المانيا الى كل من بلجيكا وهولندا. كما اصدرت قيادة “الهاغاناه” امرا بوقف عمليات الانتقام.
يقول بيرغمان إن عمليات القتل التي كان ينفذها عناصر “غمول” انتقلت من اوروبا الى داخل فلسطين حيث مكان وجود العديد من ابناء طائفة “المعبد” الالمانية. هؤلاء الألمان كانت السلطات البريطانية قد ابعدتهم من فلسطين مع بداية الحرب العالمية بسبب تعاطفهم مع النازية، وقد انضم الكثير منهم للجهود النازية في الحرب وشاركوا في تصفية اليهود، ولكن مع انتهاء الحرب، عاد العديد منهم الى فلسطين. وكان زعيم هذه الطائفة الالمانية في فلسطين صناعي غني يدعى غوتهيلف فاغنز شارك في اعمال الجيش الالماني و”الغستابو” خلال الحرب.
عند خروجه من المنزل اطلقا عليه وعلى سائقه النار فامسك موين بحنجرته المصابة وصرخ “لقد قتلونا” قبل ان يسقط في مقعده مضرجا بدمائه، وكانت خطة شامير ان يغادر القتلة منطقة العملية بسيارة ولكنهما غادرا بدراجة هوائية ما أتاح للشرطة القبض عليهما حيث حوكما واعدما
في 22 آذار/مارس 1946، اغتيل غوتهليف فاغنر في مدينة تل ابيب على ايدي مجموعة قتلة محترفين بأمر من القيادة العليا لـ”الهاغاناه”، واذيع الخبر في اليوم التالي عبر الاذاعة السرية لـ”الهاغاناه”، مستتبعاً بالقول “فليكن معلوماً ان لا مكان لنازي ان تطأ قدمه تراب اسرائيل”. بعدها قتلت فرق اغتيال “الهاغاناه” اثنين من ابناء طائفة “المعبد” في منطقة الجليل واثنين اخرين في منطقة حيفا. هذه العمليات ادت الى اختفاء ابناء طائفة المعبد. وقد اصبح مقر طائفتهم في تل ابيب لاحقاً مقر قيادة الجيش الاسرائيلي واجهزة مخابراته واصبح رافائيل ايتان (كان عمره 17 سنة عندما نفذ عملية اغتيال فاغنر) احد مؤسسي وحدة الاغتيال في جهاز “الموساد”.
إخراج بريطانيا من فلسطين
يقول بيرغمان ان تصفية طائفة “المعبد” في فلسطين شكل تحولاً كبيراً، فمنذ ذلك التاريخ اعطى كل من بن غوريون و”الهاغاناه” سياسة الاغتيال وحرب العصابات أولوية على ما عداها في سياق السعي لاقامة الدولة اليهودية. وفي سياق ترجمة هذا التحول التاريخي، يقول بيرغمان، أنشأت وحدات “الهاغاناه” كتيبة خاصة لشن عمليات “ارهاب شخصي”، وهو تعبير استخدم في ذلك الوقت لوصف عمليات القتل المتعمد لضباط ومسؤولين انكليز في مكتب التحقيقات الجنائية الذي كان يطارد المنظمات الصهيونية المتطرفة وتفجير مراكز الاستخبارات البريطانية والمحاكم البريطانية التي تصدر احكاماً ضد يهود متطرفين.
وقد تنبأ بن غوريون حينها، بحسب بيرغمان، بان الدولة اليهودية الناشئة ستكون عاجلاً أم آجلاً امام مواجهة حربية مع العرب في فلسطين ومع احتمالات مواجهة مع جيوش عربية في الدول المجاورة. لذلك، بدأت قيادة “الهاغاناه” التحضير بشكل سري لحرب واسعة النطاق، وبينها إطلاق حملة إغتيالات ضد شخصيات قيادية فلسطينية، وهذه العملية اسميت “زرزير” اي الزرزور (احد انواع الطيور).
“لقد قتلونا”
وفيما كانت اوامر “الهاغاناه” قيد التحضير، باشرت مجموعات صهيونية متطرفة بتنفيذ عمليات الاغتيال والقتل المتعمد في مسعى لاخراج القوات البريطانية من فلسطين. ومن ابرز قيادات هذه المجموعات اسحاق شامير الذي كان يقود منظمة “ليهي”، وقد اصدر الاوامر ليس فقط بقتل مسؤولين من الانتداب البريطاني في فلسطين من ضمنهم رئيس الشرطة في القدس مايكل جوزيف ماكونيل والمندوب السامي البريطاني هارولد ماك مايكل بل ايضا مسؤولين بريطانيين في دول اخرى كان يعتبر انهم يشكلون تهديدا لاهدافه السياسية، وبينهم والتر ادوار غينيس الذي كان يعرف باسم لورد موين والذي كان يشغل منصب وزير الدولة البريطاني المقيم في القاهرة التي كانت حينها تحت الحكم البريطاني. وقد اصدر شامير الامر بقتل لورد موين وارسل اثنين من اعضاء منظمته، الياهو حكيم والياهو بيتزوري، الى القاهرة حيث انتظرا امام منزل الهدف وعند خروجه من المنزل اطلقا عليه وعلى سائقه النار فامسك موين بحنجرته المصابة وصرخ “لقد قتلونا” قبل ان يسقط في مقعده مضرجا بدمائه، وكانت خطة شامير ان يغادر القتلة منطقة العملية بسيارة ولكنهما غادرا بدراجة هوائية ما أتاح للشرطة القبض عليهما حيث حوكما واعدما بعد ستة اشهر.
ان نتائج عملية الاغتيال هذه، يقول بيرغمان، لم تأت كما توقع لها شامير، اذ ان رئيس الوزراء البريطاني حينها وينستون تشرشل، وهو من ابرز المتحمسين لدعم قيام الدولة اليهودية، كان متوجهاً الى قمة يالطا حينها مع الرئيسين الاميركي فرانكلين روزفلت والروسي جوزيف ستالين حاملا معه طلبا بدعم قيام الدولة اليهودية، لكن عملية الاغتيال جعلته يعلن أنه سيعيد النظر بموقفه.
فندق الملك داود
بعد عملية “ليهي” في القاهرة، امر مناحيم بيغن الذي كان يقود منظمة “ايرغون” بتفجير فندق الملك داود في القدس في 22 تموز/يوليو 1946 بحوالي 350 كيلوغراما من المتفجرات، وكان الفندق مقرا لادارة الانتداب والمخابرات البريطانية في فلسطين وقد قتل في التفجير 91 شخصاً واصيب 45 آخرين، بينهم عدد من اليهود. اثارت العملية نقاشات في اوساط القيادات اليهودية في فلسطين، إذ اعلن بن غوريون ان “ايرغون” باتت عدواً للشعب اليهودي. ومع ذلك، واصل المتطرفون عملياتهم ضد الانكليز، فبعد ثلاثة اشهر من تفجير الفندق، قامت خلية سرية تابعة لمنظمة “ليهي” بتفجير السفارة البريطانية في روما من دون علم وموافقة بن غوريون، ولكن نظراً لان العملية تمت ليلاً، سقط فقط ثلاثة جرحى، احدهم حارس السفارة واثنان من الايطاليين المارة. بعد العملية، ارسلت منظمة “ليهي” رسائل بريدية مفخخة لكل عضو في الحكومة البريطانية في لندن، لكن اياً من هذه الرسائل لم تنفجر وانتهت العملية بفشل ذريع علما انها اوصلت لبريطانيا رسالة قوية، وقد وصفت المخابرات البريطانية، بحسب وثائق ارشيفها، الارهاب الصهيوني بانه الخطر الاكبر على الامن القومي البريطاني، وحتى انه اكثر خطرا من الاتحاد السوفياتي نفسه، وتقول هذه الوثائق ان خلايا تابعة لمنظمة “ايرغون” في لندن كانت تحضر لهجمات ضد مسؤولين بريطانيين، بينهم وزير الخارجية ايرنست بيفن ورئيس الوزراء نفسه كليمنت اتللي. وتحصي وثائق المخابرات البريطانية 176 قتيلاً بين موظفين في ادارة الانتداب البريطاني ومدنيين انكليز في فلسطين. “اعمال القتل هذه هي التي ادت الى خروج البريطانيين من فلسطين، ولولاها لما قامت دولة اسرائيل”، على حد تعبير ديفيد شومرون.
في الحلقة المقبلة: المنظمات الصهوينية تطلق حملة ارهاب وقتل ضد مسؤولين دوليين وقادة ومدنيين فلسطينيين تأسيساً للاعلان الرسمي عن قيام “دولة اسرائيل”.