إسرائيل القلقة: نصرالله سيرد، ماذا عن الهدف؟
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu (R) and Armed Forces Chief of Staff Lieutenant General Aviv Kochavi, both clad in masks due to the COVID-19 coronavirus pandemic, attend a graduation ceremony for new pilots in Hatzerim air force base near the southern Israeli city of Beersheba, on June 25, 2020. (Photo by Ariel Schalit / POOL / AFP) (Photo by ARIEL SCHALIT/POOL/AFP via Getty Images)

Avatar18023/07/2020
يتعامل حزب الله مع سقوط أحد مقاتليه في العدوان الجوي الإسرائيلي الأخير الذي إستهدف الأراضي السورية بطريقة الغموض المقلق لتل أبيب، وما يزيد من وطأة الموقف الإسرائيلي أن السيد حسن نصرالله كان صارماً في معرض تثبيت معادلة "الدم مقابل الدم" من ضمن قواعد الإشتباك بين الجانبين. في المقابل، لا أحد يستطيع التنبؤ بما ستكون عليه ردة فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس أركانه الجنرال أفيف كوخافي.

في موازاة حالة التأهب الإسرائيلية المستمرة على طول الحدود الشمالية والمناورات العسكرية التي تم تجميدها، يركز الإعلام الإسرائيلي على كيفية تعامل بنيامين نتنياهو والجنرال أفيف كوخافي مع هذا التطور، ربطاً بالإجراءات التي إتخذها الأخير منذ تعيينه رئيساً للأركان منذ حوالي السنة ونصف السنة.

وقال رئيس “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” الجنرال عاموس يادلين، إن الجيش الإسرائيلي يتجهز لاحتمال أن يشن حزب الله هجوما على أهداف إسرائيلية بعد مقتل أحد عناصره في قصف منسوب إلى إسرائيل في سوريا، ونقلت عنه القناة السابعة العبرية قوله إن الحساب “معروف، وقد يتصرف حزب الله باتجاه خطير مما سيلاقي ردة فعل من الجيش منذ اللحظة الأولى لأي هجوم”، مبينا أن الرد الإسرائيلي “سيكون تكتيكيا وديناميكيا.” وأضاف “يمكن أن يتصاعد التهديد من حزب الله بسهولة، وأنا مقتنع بأن الجيش (الإسرائيلي) يستعد لعمل خطير ولخطأ استراتيجي من حزب الله”، ورأى أن الجيش الإسرائيلي “يستعد لرد فعل على المهاجمين وعلى عناصر حزب الله في الجبهة الشمالية ومخازن الأسلحة والصواريخ الدقيقة في جميع أنحاء لبنان إن شن حزب الله أي هجوم”.

إستعداد للرد.. وإلغاء مناورة

في هذا السياق، كتب المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع أن الموضوع الأكثر إلحاحاً عملانياً والذي يشغل بال كوخافي في الأيام الأخيرة، “هو الاستعداد لاحتمال قيام حزب الله بالانتقام لمقتل أحد ناشطيه في الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في محيط مطار دمشق الدولي يوم الاثنين الفائت.. واستهدف شحنة من الوسائل القتالية المهربة من إيران إلى سوريا، ومن هناك إلى حزب الله”.

وبسبب التهديدات المتأتية من الجبهتين الشمالية والإيرانية، “ومن أجل الحؤول دون حدوث أي تصعيد وخفض احتمالات الاحتكاك في المنطقة، قرر الجنرال كوخافي إلغاء تدريب عسكري واسع كان من المفترض القيام به في هذه الأيام في منطقة الحدود الشمالية”، على حد تعبير المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.

بدوره، قال الخبير الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العربية يوني بن مناحيم إنه ثمة تقديرات إسرائيلية تشير إلى ان السيد نصرالله “يبحث عن الهدف الإسرائيلي المناسب من أجل الرد الذي سيظهر أنه حافظ على المعادلة التي ابتكرها ولكنه لن يجر لبنان إلى تصعيد غير ضروري”، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي وضع على طول الحدود الشمالية في حالة تأهب واستعداد لإمكانية رد حزب الله على مقتل أحد عناصره، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تتبنى عادة هكذا عمليات (الغارة على سوريا) ولا تنكرها بل “تحافظ على سياسة الغموض بشأن هذه القضية”.

وحسب بن مناحيم، فإن إسرائيل فشلت في السابق في كسر المعادلة التي وضعها السيد نصرالله بالرد من الأراضي اللبنانية على إسرائيل كلما قتلت أي عنصر من الحزب في الأراضي السورية، وبالتالي، صار هذا الهاجس “جزءاً من المخاطر التشغيلية التي يتحملها الجيش الإسرائيلي عند مهاجمته أهدافاً إيرانية في سوريا”.

وإذ أشار إلى إلتزام نصرالله بالصمت الذي يزعج إسرائيل ويقلقها، إستعاد واقعة أيلول/سبتمبر 2019، عندما نشر حزب الله مقطع فيديو يوثق إطلاق صاروخين مضادين للدبابات على آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفييم (قبالة مارون الراس)، رداً على قيام إسرائيل بإستهداف مجموعة من حزب الله في سوريا، وإستنتج في هذا السياق أن حزب الله “لديه القدرة على استخدام القناصين والصواريخ المضادة للدبابات لضرب جنود جيش الدفاع الإسرائيلي الذين يتحركون في المنطقة الحدودية أو المزارعين العاملين في المنطقة”.

“الدم مقابل الدم”

ورأى يوني بن مناحيم أن السيد نصرالله يريد تثبيت معادلة الردع (الدم مقابل الدم)، لكنه في الوقت نفسه لا يريد تصعيد الموقف سواء عند الحدود أو توسيع النزاع ليشمل الأراضي اللبنانية، “ولذلك، من المرجح أنه سيبحث عن أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية بالقرب من السياج الحدودي من أجل تنفيذ عملية قصيرة ستسمح له لاحقًا بالعودة إلى الوضع الروتيني الذي كان فيه حتى الآن”، معتبراً أن الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان “يحد من نطاق عمل نصرالله، ولا يمكّنه من جر البلد إلى حرب مع إسرائيل كما فعل في حرب لبنان الثانية في صيف 2006”.

ورأى أن نصرالله “شديد الانتباه لتحذيرات وزير الدفاع بني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي من أن إسرائيل سترد بقوة على أي هجوم من الأراضي اللبنانية على إسرائيل، ومن المرجح أنه سيأخذ هذا في الاعتبار عند التخطيط لرده العسكري”، وإعتبر أن التزام الجنود الإسرائيليين بتعليمات قيادة الجيش على الحدود الشمالية في هذا الوقت “أمر حيوي ومهم، ويمكن أن ينقذ الأرواح ويعيق نجاح الرد العسكري لحزب الله”، وتوقع أن تكون نتيجة الهجوم مرضية للسيد نصرالله، “فالمهم بالنسبة إليه هو أن يفي بوعده لناشطي منظمته ويظهر لهم أنه يواصل تحقيق المعادلة التي رسمها مع إسرائيل”.

إقرأ على موقع 180  فيروس كورونا.. ليس تقريراً مرعباً

حرب صغيرة أم كبيرة أم إنتخابات؟

من ناحية ثانية، وتحت عنوان “هل بقي نتنياهو مؤهلاً للرد على هاتف حزب الله عند الثالثة فجراً”، كتب المحلل الإسرائيلي في “هآرتس” تسفي برئيل مقالة تحليلية ركز فيها على شخصية بنيامين نتنياهو، وقال “الشخص الذي يسمى رئيس حكومة إسرائيل غير موجود في الحقيقة. هذه خوارزمية أصيبت بالجنون وبدأت بإطلاق نتائج مجنونة. البرنامج الذي شغله حتى الآن مليء بالأخطاء وكأنه تعرض لهجوم سايبري من إيران”

وأضاف:”في إسرائيل اعتادوا على التساؤل: ماذا سيفعل حزب الله كي يبدد الضغط العام ضده والغضب من إخفاقاته في لبنان؟ أحد السيناريوهات المطروحة هو أن يقوم حزب الله بمهاجمة إسرائيل للخروج من مشاكله. والسؤال ذو العلاقة والأكثر إقلاقاً هو: ما الذي يستعد نتنياهو أن يفعله كي ينجو من مصيره القضائي، ومن الشوارع الثائرة التي يطلب فيها الشباب عزله، أو من تهديد عدم الأهلية الذي يتربص له وراء الزاوية”؟

وفيما رأى برئيل أن نتنياهو لم يبق لديه، كما يبدو، غير أرنب واحد في القبعة، هو إجراء انتخابات نيابية مبكرة مجدداً (الإنتخابات الرابعة)، ختم مقالته بالسؤال الآتي:”هل سيكون نتنياهو على استعداد لشن حرب صغيرة أو كبيرة من أجل توحيد الصفوف السياسية حوله؟ المنطق يريد التصديق بأن نتنياهو لن يذهب بعيداً إلى هناك. حتى الجنون له قعر. ويبقى السؤال الذي طرحه في انتخابات 2015، “من سيجيب على هاتف الساعة الثالثة فجراً”، لا توجد حتى الآن أي إجابة موثوقة. هل هذا هو الزعيم الذي يمكن لإسرائيل أن تثق به الآن، ويستطيع بالفعل مواجهة الحرب إذا نزلت علينا؟ هل هو الشخص الذي يريد الإسرائيليين أن يجيب على الهاتف الذي سيرن في الثالثة فجراً؟ لإسرائيل رئيس حكومة بديل، يجب الإسراع في استخدامه”. (المصادر: يديعوت أحرونوت، هآرتس، مركز الناطور).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  نصرالله يطلق مبادرة.. والسعودية لا "يعنيها لبنان" وأوروبا منقسمة