قالت المراسلة العسكرية الإسرائيلية في “يسرائيل هيوم” ليلاخ شوفال إن التقديرات السائدة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله “سيحاول تنفيذ العملية (الرد) قبل عيد رأس السنة اليهودية الجديدة الذي يصادف في يوم 18 أيلول/سبتمبر الحالي”.
وفي ضوء ذلك، تتابع شوفال، “يحافظ الجيش الإسرائيلي على حالة التأهب القصوى على طول منطقة الحدود الشمالية باستثناء بعض المواقع العينية”، وأشارت إلى أن قيادة الجيش الإسرائيلي “لا تدرك كيف سينفذ حزب الله هذه العملية لكنها لا تنفي احتمال إطلاق قذائف صاروخية في اتجاه جبهة هاردوف (مزارع شبعا)، أو القيام بمحاولة تسلل في اتجاه الأراضي الإسرائيلية، أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات، أو إطلاق نار من أسلحة خفيفة وغير ذلك.”
ووفق التقديرات السائدة في إسرائيل، فإن حزب الله “غير معني بمواجهة عسكرية شاملة، ولذا سيحاول أن يقوم بعملية عسكرية بشكل محدّد ضد هدف عسكري. ولا بدّ من إعادة التذكير بأن إسرائيل هددت في الماضي بأن ترد بشكل استثنائي وحادّ من خلال استهداف بنى تحتية لدولة لبنان”، على حد تعبير ليلاخ شوفال.
بدورها، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير شارك في اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) يوم الأربعاء الماضي، قوله “إن أجهزة الأمن (الإسرائيلية) استعرضت تقديراتها خلال الاجتماع، وقالت إن الأمين العام لحزب الله غير معني برد يؤدي إلى مواجهة مع إسرائيل خلال هذه الفترة، غير أن ناشطي الحزب يدفعونه بهذا الاتجاه”!
وفي مقالة كتبها رون بن يشاي، المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تحدث عن هجوم يوم الأربعاء المنسوب إلى سلاح الجو الإسرائيلي في وسط سوريا “وهو الأهم منذ شهرين”، وقال إن الهجوم “نفذ من منطقة الحدود السورية – العراقية في منطقة قاعدة التنف الأميركية – البريطانية – الكردية والتي يوجد فيها قوات خاصة. وهي تقع داخل سوريا، على بعد نحو 10 كيلومترات شمال المثلت الحدودي السوري – الأردني – العراقي، وفيها نحو 400 جندي أميركي. جزء منهم “مستشارون” يعملون مع التنظيم الكردي “قوات سورية الديمقراطية”(قسد)، وجزء آخر عناصر استخباراتية، وجزء عناصر كوماندوس للعمليات الخاصة”.
وأضاف أن القاعدة والمنطقة المحيطة بها “هي جيب أميركي – كردي يضايق وجوده كثيراً النظام السوري والروس، الذين لا يستطيعون فرض سيطرتهم على هذه المنطقة الاستراتيجية. أما بالنسبة إلى المهاجم، فوجود الجيب مساعد جداً. الهجوم من المنطقة أو المجال الجوي للجيب كان موجهاً بحسب التقارير نحو المطار العسكري T-4 في محافظة حمص، على بعد نحو 300 كيلومتر عن إسرائيل”.
وسأل رون بن يشاي:”هل تتذكرون طائرة أف-16 التي أُسقطت فوق الجليل في شباط/فبراير 2018 بواسطة صاروخ مضاد للطائرات من طراز SA5 الروسي الصنع؟ هذه الطائرة كانت تهاجم غرفة تحكم بطائرة إيرانية من دون طيار أقلعت من مطار T-4 (قاعدة جوية للجيش السوري) وهددت بالتسلل إلى إسرائيل”.
وأشار إلى ما أسماه “السبب الاضافي الجيد للهجوم من منطقة التنف، وهو الحاجة لمفاجأة السوريين، الذين منظوماتهم للكشف والرقابة المضادة للطائرات موجهة في الأساس غرباً وشمالاً. يبدو أنه كان هناك هذه الليلة تعاون واضح مع الأميركيين”.
وتحدث بن يشاي عما أسماها “حادثة أخرى، عندما جرى تفجير شحنة بطاريات دفاع جوي جديدة من انتاج إيران إسمها “خرداد 3” وهي نسخة ناجحة جداً عنS-300 الروسية (بواسطة هذه المنظومة أسقط الإيرانيون طائرة “Global Hawk” الأميركية في خليج فارس).
وذكر المحرر العسكري لـ”يديعوت أحرونوت” أن سلاح الدفاع الجوي ومنظومات أُخرى نجح الإيرانيون في تصنيعها “يشكلون خطراً كبيراً على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ويمكن أن يقيدوا كثيراً حرية العمل في المجال الجوي في لبنان وسوريا، وأيضاً في إسرائيل نفسها، فأنظمة الدفاع الجوية هذه هي بوضوح سلاح نوعي يكسر ميزان الردع، حتى لو بقيت في سوريا ولم تنتقل إلى لبنان. هذا هو السبب أنه في ذلك الهجوم الجوي المنسوب إلى إسرائيل قتل وأُصيب 7 ضباط كبار إيرانيين، بينهم عميد في الذراع الجوية في الحرس الثوري”.
وختم بن يشاي:”يبدو أن رئيس الأركان أفيف كوخافي يواصل قيادة خط هجومي ضمن اطار المعركة بين الحروب، والهجومان اللذان وقعا هذا الأسبوع بالإضافة إلى التوتر مع حزب الله دليل على ذلك” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).