بايدن لفريدمان: إذا عادت إيران عُدنا!
US President-elect Joe Biden participates in a virtual meeting with the United States Conference of Mayors at the Queen in Wilmington, Delaware, on November 23, 2020. - US President-elect Joe Biden on Monday named the deeply experienced Antony Blinken for secretary of state, also nominating the first female head of intelligence and a czar for climate issues, with a promise to a return to expertise after the turbulent years of Donald Trump. (Photo by CHANDAN KHANNA / AFP) (Photo by CHANDAN KHANNA/AFP via Getty Images)

Avatar18029/01/2021
لماذا يبدي الرئيس الأميركي جو بايدن إستعداده للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وإنهاء عقوبات دونالد ترامب على إيران؟ السؤال يطرحه الصحافي والكاتب الأميركي توماس فريدمان على بايدن، وينقل عنه جواباً، لا بل أجوبة، في "نيويورك تايمز".

“سألته (فريدمان) أولاً سؤالاً شخصياً: كيف كان شعورك (بايدن) عندما فزت بالرئاسة في مثل هذه الظروف الغريبة – في ظل وباء فتاك والانتشار السريع لبروباغندا ترامب التي تدّعي كذباً أن الانتخابات زُوّرت؟
فكان جوابه (بايدن): «أشعر أنني فعلتُ شيئاً جيداً للبلاد عبر التأكد من أن دونالد ترامب لن يكون رئيساً لأربع سنوات أخرى»، مضيفاً: «غير أنه لم تكن هناك لحظة فرح. وهذا ما يذكّرني بما يحدث مع كل أحفادي. لدي حفيدة ستتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة كولومبيا، ولكن لن يكون هناك حفل تخرج. أنا المتحدث الرئيسي في فعالية التخرج، ولكن الأمر كله افتراضي. هؤلاء الأطفال سيتخرجون من دون حفل. إنها واحدة من تلك اللحظات. وبالتالي، هناك الكثير من العمل ينبغي القيام به. تركيزي منصب على إنجاز ببعض الأشياء بأسرع وقت ممكن”.
كمية الأشياء التي سينجزها بالضبط ستتوقف كثيراً على أمرين اثنين، يقول بايدن. الأول، كيف سيكون سلوك الجمهوريين في مجلسي الشيوخ والنواب بعد رحيل ترامب عن السلطة، والثاني، كيف سيكون سلوك رئيس الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل في حال استمر في السيطرة على مجلس الشيوخ.
أما في ما يخص السياسة الخارجية، فقد تحدث بايدن عن إيران والصين. سألتُه أولاً هل ما زلت متمسكاً بالآراء التي عبّرت عنها في مقالة نشرت بتاريخ 13 أيلول، سبتمبر على موقع سي. إن. إن. الإلكتروني حول الاتفاق النووي الإيراني، فأجاب «سيكون الأمر صعباً، ولكن أجل”. كان بايدن قد كتب في تلك المقالة أنه «إذا عادت إيران للالتزام الصارم بالاتفاق النووي، فإن الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق باعتباره نقطة بداية لمفاوضات متابعة» وسترفع العقوبات التي كان ترامب قد فرضها على إيران.
ومن الواضح أن الإيرانيين يأملون ذلك. فقد قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي: إن عودة الولايات المتحدة وإيران إلى التطبيق الكامل يمكن «أن تتم بشكل أوتوماتيكي» و«لا تحتاج إلى مفاوضات”.

يودّ فريق بايدن ألا تشمل المفاوضات الموقّعين الأصليين على الاتفاق النووي فحسب (إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي)، ولكن جيران إيران العرب أيضاً، وخاصة السعودية والإمارات

الاتفاق النووي المعروف بـ«خطة العمل الشامل المشترك» وُقع في 2015. وفي أيار/ مايو 2018، انسحب منه ترامب بشكل أحادي، معيداً فرض عقوبات نفطية مؤلمة على إيران، وزاعماً أنه كان صفقة سيئة أصلاً وأن إيران تغش، وهو شيء يتعارض مع رأي حلفائنا الأوروبيين أو رأي المفتشين الدوليين.
رأي بايدن وفريقه الخاص بالأمن القومي هو أنه حينما يعود الجانبان إلى الاتفاق، سيتعين أن تكون هناك، في أمد زمني قصير، جولة مفاوضات للسعي لإطالة أمد القيود المفروضة على إنتاج إيران لمواد انشطارية يمكن أن تُستخدم لصنع قنبلة، من خلال وكلائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
وعلى نحو مثالي، يودّ فريق بايدن ألا تشمل المفاوضات الموقّعين الأصليين على الاتفاق فحسب (إيران والولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي)، ولكن جيران إيران العرب أيضاً، وخاصة السعودية والإمارات.

وكنت قد كتبتُ، في وقت سابق مقالة حاججتُ فيها بأنه سيكون من غير الحكمة أن تتخلى الولايات المتحدة عن التأثير الذي خلقته العقوبات النفطية التي فرضها ترامب، فقط من أجل استئناف الاتفاق النووي من حيث توقف، وبأنه ينبغي أن نستخدم ذاك التأثير لحمل إيران على كبح صادراتها من الصواريخ دقيقة التوجيه إلى حلفائها في لبنان وسوريا واليمن والعراق، حيث تهدّد إسرائيل وعدداً من الدول العربية، وما زالتُ أؤمن بذلك.
فريق بايدن يعرف تلك الحجة ولا يعتقد أنها مجنونة، ولكنه في الوقت الراهن يؤكد على أن المصلحة الوطنية الكبرى للولايات المتحدة تكمن في إخضاع برنامج إيران النووي للمراقبة والتفتيش بشكل كامل من جديد. ذلك أنهم يرون أن تطوير إيران لسلاح نووي يطرح تهديداً مباشراً لأمن الولايات المتحدة الوطني وللنظام العالمي لمراقبة الأسلحة النووية، «اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية”.
ويقول بايدن في هذا الصدد: «هناك كلام كثير حول الصواريخ الدقيقة وطائفة من الأشياء الأخرى التي تزعزع استقرار المنطقة»، ولكن الواقع هو أن «أفضل طريقة لتحقيق بعض الاستقرار في المنطقة هو التعاطي مع البرنامج النووي”،  ذلك أنه إذا حصلت إيران على قنبلة نووية، يضيف بايدن، فإن ذلك سيضع ضغطاً كبيراً جداً على السعوديين وتركيا ومصر وآخرين للحصول على أسلحة نووية. والحال أن «آخر ما نحتاجه في ذاك الجزء من العالم هو حشد القدرة النووية”.
يضيف بايدن: «سننخرط في مفاوضات واتفاقيات متابعة، بتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، من أجل تشديد القيود النووية المفروضة على إيران وإطالتها، وكذلك من أجل معالجة برنامج الصواريخ». قبل أن يكمل “الولايات المتحدة لديها دائماً خيار إعادة فرض العقوبات إن دعت الضرورة، وإيران تدرك ذلك”.
لا شك أنه سيكون هناك الكثير من النقاش حول هذا الموضوع في الشهور المقبلة”. (المصدر: “نيويورك تايمز“)

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  أولوية التسليح الأمريكي.. أوكرانيا أم تايوان؟
Avatar

Free Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  قاآني في بغداد مُتضامناً مع الكاظمي: لا للعب بالنار