شكّل إعلان البابا فرنسيس أنه سيجتمع بقادة مسيحيي لبنان (المجتمعات المسيحية في لبنان) في الأول من تموز/ يوليو المقبل لمناقشة الوضع اللبناني المقلق و”الصلاة معا من أجل نعمة السلام والاستقرار”، إيذاناً صريحاً بأن الزيارة التي كان يؤمل أن يقوم بها العام الحالي إلى لبنان، والتي كان يعمل على ان تكون عشية الذكرى السنوية الاولى لانفجار مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس المقبل، قد صُرف النظر عنها مرحلياً ورُحّلت الى موعد آخر في العام 2022 مبدئياً.
عادة لا يجتمع البابا فرنسيس مع سياسيين يمثلون قوى المجتمع المسيحي في لقاء جامع، وخصوصاً ان سياسيي لبنان، وتحديداً المسيحيين منهم، ثمة فكرة مأخوذة عنهم في الفاتيكان، استناداً الى تقارير ووقائع ترفعها دورياً السفارة البابوية، مفادها أن حجم تناقضاتهم وطموحاتهم “يجعلهم يُضلّون الطريق”.
المرة الوحيدة التي عقد فيها البابا فرنسيس لقاءً جامعاً مع سياسيين، كان مع زعماء السودان، ولظروف مختلفة كلياً عما هو قائم حالياً في لبنان (لا توجد مجمعات كنسية كما هي الحال في الشرق). حينذاك، طلب البروتستانت من البابا استقبال قادة السودان لبحث سبل نهاية الحرب في السودان. في لبنان، يختلف المشهد. هناك بطاركة الشرق، وعُقِدَ سينودسان لأجل لبنان. هناك سفارة بابوية على رأسها سفير يتم اختياره من بين نخبة السفراء المتمتعين بحنكة ودهاء ومراس طويل في التعامل مع الأزمات، وعندما تطرح في دوائر الفاتيكان امكانية البحث في دعوة السياسيين اللبنانيين، يحضر السؤال اي سياسيين يمكن دعوتهم؟
المطلوب من لقاء الاول من تموز/ يوليو، بحسب شخصية لبنانية على صلة وثيقة بالدوائر الفاتيكانية، “العمل على استنهاض الوضع المسيحي – المسيحي والمسيحي – الاسلامي، وإبلاغ المسؤولين الكنسيين عن توجهات الكرسي الرسولي بعد الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرنسيس إلى العراق، وتنبيههم الى التسويات الكبرى التي ستأتي إلي الشرق، وسيكون الكرسي الرسولي في صلبها”.
البابا فرنسيس سيستمع إلى ممثلي الطوائف المسيحية، ومن ثم سيقول ما لديه، وسيؤكد زيارته إلى لبنان، الا انها لن تكون قبل حلول العام 2022، هذا اذا انتظمت الامور في لبنان سياسيا ووضعت الخطة المقترحة دوليا عبر فرنسا للاصلاح الاقتصادي والمالي ومكافحة الفساد موضع التنفيذ”
ما يجزم به المطلعون على خلفيات دعوة الكرسي الرسولي ان “الفاتيكان لا يملك عصا سحرية لحل أزمة لبنان، وخلاصة موقفه بان على اللبنانيين ان يوجدوا الحلول لمشاكلهم بأنفسهم، ومن دون أن يكونوا في كل مرة لعبة بأيدي الخارج ويدفعوا في النهاية ثمن ذلك”، ويضيف هؤلاء ان اللبنانيين “أصبحوا عبئاً على أنفسهم وعلى العالم، وبالتالي إن استمروا على هذا المنوال قد يستيقظون يوماً ويجدون أن شحطة قلم محت كيانهم”.
و”لأن العالم الغارق بأزماته الكبرى ليس بمقدوره أبداً تحمل عدم مسؤولية القيادات اللبنانية وخفة تعاطيهم مع أزمات هي من صنع أيديهم”، فان البابا فرنسيس سيؤكد للمسؤولين الكنسيين “انه سيعمل كي لا تأتي التسويات الكبرى في المنطقة على حساب لبنان”، وهذا اهم ما يمكن للفاتيكان القيام به. ولكن على السياسيين اللبنانيين “ان يتفقوا على حل الأزمات اللبنانية، وعلى الكنيسة في لبنان ان تكون في طليعة من سيقود التغيير انطلاقاً منها أولاً وصولا إلى المسؤولين السياسيين ثانياً”.
وحسب الشخصية اللبنانية الوثيقة الصلة بالدوائر الفاتيكانية “سيستمع البابا فرنسيس إلى ممثلي الطوائف المسيحية، ومن ثم سيقول ما لديه، وسيؤكد زيارته إلى لبنان، الا انها لن تكون قبل حلول العام 2022، هذا اذا انتظمت الامور في لبنان سياسيا ووضعت الخطة المقترحة دوليا عبر فرنسا للاصلاح الاقتصادي والمالي ومكافحة الفساد موضع التنفيذ”.
هل سينتهي اللقاء الى مفاجآت ما، “ربما.. طالما ان القاعدة هي وجوب التغيير” تجيب المصادر نفسها.