وسام.. عاشق القاهرة

الإبتسامة الساخرة التي كانت دائماً تُميّز وسام متى في التعامل مع أصعب الأوقات والظروف والمواقف تجعله شخصاً إستثنائياً يترك فيك أثراً ليس فقط بابتسامته الدائمة ولكن بطريقة تفكيره وتعامله مع الأمور.

وسام عاشق القاهرة التي يعرف دروبها وحاراتها أكثر حتى من قاطنيها. في كل لقاء بيننا، كان يعرّفني على مكان جديد في القاهرة لم أزره أو مطعم لم أجرّبه وأنا الذي يقطن العاصمة منذ 13 عاماً. هو اللبناني الذي يحفظ دروب القاهرة ومقاهيها ومطاعمها وأجمل ما فيها من مكتبات وفسحات ثقافية. يقدّم لك النصائح باستمرار، ودائماً باللهجة المصرية التي ندر أن يتمكن منها لبناني، كما كان يتقنها وسام.

لم يتأخر البوسطجي الأخير عن المساعدة حتى بأكثر من استطاعته في أحيان كثيرة، فالصحافي اللبناني المخضرم، وبرغم صغر سنه، لم يكن يتأخر عن الصغير قبل الكبير، مساعدته حاضرة حتى في أصعب أوقاته.

خيارات وسام في الكتابة موسوعية. لا تتوقف عند قارة أو فضاء أو جغرافيا. ملفات عديدة “يلعب” بها. الشأن الروسي هو الأحب إلى قلبه، وهو الذي تعلم لغة البلاشفة وأجادها. يسري ذلك على الشأن المصري الذي يتابعه عن كثب.. وصولاً إلى ملفات دولية عديدة يجيدها بعمق وليس مجرد معرفة سطحية.

سخرية وسام من صعوبة الحياة والأوضاع في لبنان حتى في أسوأ الظروف، جعلتني أحب الاستماع إلى تعليقاته في الرسائل بيننا. حتى في لحظات الانهيار يسعى للاحتفال وكأنه يشعر بأن الحياة القصيرة التي سيعيشها لا تستحق سوى الاحتفال الذي سنفتقده مع رحيله.

الرفيق وسام،

سنشتهيك في القاهرة صديقاً وزميلاً وعلاّمة.

سنشتهيك في بيروت فاتحاً للأبواب، داعماً لنا في مهماتنا المهنية وقائداً في الجميل من إجازتنا البيروتية.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  حتى الإنسان فينا.. لم يعد موجوداً
أحمد عدلي

صحافي مصري

Free Download WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  ترامب وبايدن.. ومرآة هيلاري