في الحلقة السابقة، أوضحت كيف أن رئيس تحرير "الحوادث" سليم اللوزي، وعلى غير ما كنت أتوقع، إتصل بوالدي الدركي وطلب مني الإنضمام إلى أسرة المجلة البيروتية العريقة.
في الحلقة السابقة، أوضحت كيف أن رئيس تحرير "الحوادث" سليم اللوزي، وعلى غير ما كنت أتوقع، إتصل بوالدي الدركي وطلب مني الإنضمام إلى أسرة المجلة البيروتية العريقة.
بمصادفة قدرية، دخل الفتى عالم الصحافة فعلاً... وهكذا انتقل من عمله الهامشي كمخبر حوادث في صحيفة ظهرية، يوفر له الحد الأدنى من أسباب العيش في بيروت، إلى «محرر تحت التمرين» في مجلة فنية سيكون لها شأن في مسيرة الصحافة في لبنان، وستكون مدخله إلى مهنة لحياته. كان والده الرقيب الأول في الدرك قد نقل، بغير طلب وخلافاً لرغبته، من رئيس مخفر لبلدة جميلة ووادعة، هي المتين، إلى سجن مستشفى الكرنتينا ليكون رئيساً لمخفر مهمته «رعاية» قلة من سجناء الدرجة الأولى.
ليست هذه الصفحات سيرة حياة، وإن كانت بعضها. كذلك، هي لا تطمح لأن تكون تأريخاً للصحافة في لبنان، وإن كانت تصبّ في سياقها العام. إنها بعضٌ من حكاية فتى لم يكن يملك أن يختار قدره، لكنه استطاع أن يصمد في امتحان الجدارة. هي خطوات على الطريق إلى الصحافة التي تكون شهادة للوطن بقدر ما تكون شهادة على نظامه الفاسد المُفسد.
ليست هذه الصفحات سيرة حياة، وإن كانت بعضها. كذلك، هي لا تطمح لأن تكون تأريخاً للصحافة في لبنان، وإن كانت تصبّ في سياقها العام. إنها بعضٌ من حكاية فتى لم يكن يملك أن يختار قدره، لكنه استطاع أن يصمد في امتحان الجدارة. هي خطوات على الطريق إلى الصحافة التي تكون شهادة للوطن بقدر ما تكون شهادة على نظامه الفاسد المُفسد.
خلال مقابلات أجريتها مع العديد من الصحافيين اللبنانيين والمصريين الذين التقيتهم لغايات بحثية منذ العام 2016، لفت انتباهي تشديدهم على أنه من أجل الوصول إلى صحافة أخلاقية لا بد من الالتزام بالمعايير المهنية، وأن الاخلاقيات الصحافية تُصان عندما يلتزم الصحافي/ة بمهنيته/ها؛ أي ثمة تماهٍ مُتفق عليه بين الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقيات الصحافية.
في السادس والعشرين من آذار/مارس 1974 صدر العدد الأول من "السفير". كانت بالفعل لحظة تأسيسية في مسيرة الصحافة اللبنانية والعربية، وهذا ما لمسه جمهور لبناني وعربي كبير، من المحيط إلى الخليج، منذ لحظة توقف "السفير" عن الصدور في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر 2016، وما تركته من فراغ مستديم.
في السادس والعشرين من آذار/مارس 1974 صدر العدد الأول من "السفير". كانت بالفعل لحظة تأسيسية في مسيرة الصحافة اللبنانية والعربية، وهذا ما لمسه جمهور لبناني وعربي كبير، من المحيط إلى الخليج، منذ لحظة توقف "السفير" عن الصدور في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر 2016، وما تركته من فراغ مستديم.
صار العدد الأول من "السفير" جاهزاً للطبع. أركان أسرة "السفير" انتقلوا، في فجر السادس والعشرين من آذار/مارس 1974، إلى "مطبعة صنين" حتى يكونوا شهوداً على المولود الجديد أو "فرحة العمر"، كما يحلو لطلال سلمان أن يقول عن العدد الأول. كبس عامل المطبعة الزر ورن جرس المطبعة بالفعل حتى لا يقترب منها العمال عند بدء الطبع، لكن المطبعة تعطلت في هذه اللحظة!
في السادس والعشرين من آذار/مارس 1974 صدر العدد الأول من "السفير". كانت بالفعل لحظة تأسيسية في مسيرة الصحافة اللبنانية والعربية، وهذا ما لمسه جمهور لبناني وعربي كبير، من المحيط إلى الخليج، منذ لحظة توقف "السفير" عن الصدور في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر 2016، وما تركته من فراغ مستديم.
لم تكن طريق البقاع وحدها وعرة وكلها حفر ومطبات والتي سلكها الراحل الأستاذ طلال سلمان ليصل إلى بيروت رئة الصحافة الحرة وأم القضايا القومية والوطنية والإجتماعية وحاضنتها.