بن مناحيم: “ضوء أخضر” روسي للتصعيد الإسرائيلي سورياً!
A picture taken on July 26, 2018, near the Ein Zivan settlement in the Israeli-annexed Golan Heights, shows smoke rising above buildings across the border in Syria during air strikes backing a government-led offensive in the southern province of Quneitra. - Syrian government forces raised the country's two-star flag on the frontier with the Israeli-occupied Golan Heights on Thursday, the Syrian Observatory for Human Rights said, four years since they were last deployed there. (Photo by Jack GUEZ / AFP)

Avatar18013/11/2021
يؤشر إرباك الإعلام العبري إلى إرباك المؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب. من التحذير من بلوغ إيران العتبة النووية إلى التركيز على خطورة المُسيرات الإيرانية مروراً بقضية "الصواريخ الدقيقة". يوني بن مناحيم المحلل العسكري والأمني كتب تقريرا نشره "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة" حول الهدف من تصاعد الهجمات الإسرائيلية مؤخراً على الأراضي السورية. 

“هذا الأسبوع، جرى تذكير الجمهور الإسرائيلي بخطورة المسيّرات الإيرانية التي تعمل “حماس” على تحسينها، وأجرت تجربة تحليق لها بالقرب من سواحل غزة، رصدها سلاح الجو الإسرائيلي واعترضها بواسطة منظومة “القبة الحديدية”.

في الجيش الإسرائيلي يشعرون بقلق شديد؛ فالجهات الاستخباراتية لاحظت توجهاً إيرانياً لتهريب مئات المسيّرات الهجومية التي تطوّرها إيران كي يستخدمها وكلاؤها في سوريا والعراق واليمن ولبنان وقطاع غزة.

شحنات إيرانية من المسيّرات والصواريخ المتطورة تأخذ طريقها من إيران إلى سوريا جزء منها يُنقل إلى الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، والباقي يُرسل إلى حزب الله في لبنان.

أحد السيناريوهات التي تُقلق الجيش الإسرائيلي هو أن تتعرض إسرائيل لهجوم بأسراب من المسيّرات الإيرانية من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ من لبنان وقطاع غزة. وتُعتبر المسيّرات الإيرانية دقيقة جداً وأكثر خطراً من الصواريخ، من حيث قدرتها على إلحاق الضرر.

تقول جهات أمنية رفيعة المستوى إن إسرائيل لن تسمح بانتقال وسائل قتال من إيران إلى سوريا تُعتبر في اللغة الأمنية “كسراً للتوازن”.

على خلفية هذه التطورات، قال وزير الدفاع بني غانتس في افتتاح مصنع “رفائيل” في شلومي: “نعمل على نطاق واسع في مواجهة محاولات تعاظُم القوة العسكرية وخرق التوازن في المنطقة، لن نسمح لحزب الله ووكلاء إيران بالتزود بالمسيّرات التي تمس بالتفوق الإسرائيلي في المنطقة”.

إذا كانت هذه هي حقيقة الوضع، يجب ألا نستغرب تصاعُد حدة الهجمات في الأسابيع الأخيرة على أهداف إيرانية في سوريا بواسطة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ومن خلال صواريخ دقيقة وبعيدة المدى. استخدام هذه الصواريخ يسمح باستخدام نيران دقيقة بصورة مفاجئة، من دون أن تكشف الرادارات تحليق طائرات في الجو.

وبالاستناد إلى وسائل إعلامية أجنبية، الأهداف التي قُصفت هي: مصنع لإنتاج الصواريخ في منطقة طرطوس؛ مخازن سلاح متطور تابع لحزب الله؛ منظومات دفاع جوي تابعة للميليشيات الموالية لإيران في سوريا؛ قوافل كانت تنقل مسيّرات وصواريخ من سوريا إلى لبنان.

يوني بن مناحيم: روسيا ليست متحمسة للوجود العسكري الإيراني في سوريا، وإيران غارقة بصورة عميقة في سوريا على المستويين الاقتصادي والعسكري، ومن خلال نشر ميليشيات موالية لها في مناطق استراتيجية، مثل منطقة درعا جنوب الأردن

تلتزم إسرائيل الصمت في وسائل الإعلام وتزيد في وتيرة الهجمات في سوريا، وبالاستناد إلى مصادر أجنبية، نفّذت 7 هجمات على الأقل في الشهر الماضي ضد أهداف إيرانية في سوريا. وفي رأي مصادر مطّلعة، إن زيادة الوتيرة هي نتيجة “ضوء أخضر” أعطاه الرئيس فلاديمير بوتين لرئيس الحكومة نفتالي بينت خلال لقائهما الأخير في سوتشي، ورغبة إسرائيلية في مهاجمة أكبر عدد من الأهداف قبل حلول فصل الشتاء.

بالاستناد إلى مصادر أمنية في إسرائيل، يحاول الإيرانيون حالياً استخدام أسلوب جديد، فهم يرسلون منظومات دفاع جوي إلى الميليشيات الموالية لهم في سوريا كي تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الجوية الإسرائيلية، كما يسعون لتهريب شحنات الصواريخ عبر طرق قريبة من منشآت الجيش الروسي، حيث توجد بطاريات دفاع جوي تجعل من الصعب على إسرائيل مهاجمتها، في هذه الأثناء تحرص إسرائيل على الابتعاد عن قواعد الجيش الروسي في أثناء هجومها على أهداف إيرانية في سوريا.

بحسب مصادر سياسية في القدس، إسرائيل لا تحاول زعزعة استمرار حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا، وتدرك أن المحافظة على بشار الأسد هي مصلحة عليا بالنسبة إلى الروس، فهو الذي يمنحهم الشرعية للبقاء في سوريا مع قواعد عسكرية ومع مرفأ بحري.

الرئيسان بشار الأسد وبوتين يقدمان الوجود العسكري الروسي في سوريا أمام المجتمع الدولي بأنه وجود لـ”مستشارين عسكريين” هم بمثابة “ضيوف” على النظام السوري، ولا تريد إسرائيل الاختلاف مع روسيا في هذا الشأن، وهي تحرص على عدم مهاجمة أهداف عسكرية يمكن أن تعرّض نظام الأسد للخطر، شرط ألّا يعرقل هذا الأخير هجوم سلاح الجو على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا. هذا هو الخطر الحقيقي بالنسبة إلى إسرائيل، وهي تركز عليه.

أقل ما يقال إن روسيا ليست متحمسة للوجود العسكري الإيراني في سوريا، وإيران غارقة بصورة عميقة في سوريا على المستويين الاقتصادي والعسكري، ومن خلال نشر ميليشيات موالية لها في مناطق استراتيجية، مثل منطقة درعا جنوب الأردن.

ربما هذا هو أحد الأسباب التي دفعت الرئيس بوتين إلى إعطاء إسرائيل “ضوءاً أخضر” لمواصلة هجماتها الجوية في سوريا. وكان الرئيس بوتين سبق أن تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو العمل على إبعاد القوات الموالية لإيران، والموجودة بالقرب من الحدود السورية – الإسرائيلية، إلى مسافة 80 كيلومتراً، لكن هذا لم يحدث. لذلك، إسرائيل مضطرة إلى التحرك من أجل تحقيق ذلك، وحتى الآن نجحت في إحباط محاولات إيران وحزب الله إقامة شبكة تخريبية في جنوب هضبة الجولان” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

إقرأ على موقع 180  القمة الخليجية: تميم يرفع شارة النصر!

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
free online course
إقرأ على موقع 180  هل نقول إن البرازيل إنتصرت في صندوق الاقتراع؟