لم يُعرف عن العقيد معمر القذافي ولا عن أنجاله و”لجانه الثورية”، إيمانهم بالديموقراطية وبآليتها العملية القائمة على الإنتخاب الحر، فطوال العهد المديد للقذافي الأب، والذي استغرق أربعة عقود، كان “الكتاب الأخضر” الذي جرى تقديمه كـ”نظرية ثالثة” بديلة عن الرأسمالية والشيوعية، يشكّل القاعدة الفكرية والتطبيقية التي تلغي وتحتقر العملية الإنتخابية.. وصولاً إلى الإستنتاج الحاسم:”التمثيل تدجيل”.
ومن دون إفاضة أو استرسال بالقول، فالقذافي الأب، قطع الطريق على أي مطالبة انتخابية حرة، برلمانية كانت أو رئاسية أو حتى نقابية، ولكن ما علاقة الإبن بمقولات أبيه؟ حول ذلك يقول الكاتب الليبي عقيل حسين عقيل في كتابه “أسرار وحقائق من زمن القذافي”:
“في اليوم الأول من شهر شباط/فبراير2011، اتصل بي الدكتور علي الصلابي وقال إنه سيأتي إلى طرابلس، فكنت بإنتظاره في منزلي يوم 4 شباط/فبراير ومعه المهندس عبدالرزاق العرادي، وقبل أن نتناول غذاءنا بدأ الحديث بقوله ما رأيك يا أخ عقيل بالثورة الليبية المؤرخ لها في 17 شباط/فبراير ألا تكون آتية؟ فكوّنا رأياً مشتركاً وقررنا إبلاغ سيف القذافي به، وهذا الرأي كان من خمس نقاط هي: دستور ينظم أحوال الناس ويحدد سنوات التداول على السلطة ـ إلغاء اللجان الثورية وفتح الأبواب أمام الليبيين لتشكيل منظمات المجتمع المدني والعمل السياسي ـ إلغاء سلطة الشعب التي لا تُعد ذات علاقة بالحقيقة الديموقراطية ـ تقبل المعارضة بمختلف ألوان طيفها دون إقصاء لأحد”.
ما النتيجة؟ يتابع عقيل حسين عقيل قائلاً:
“طلب الدكتور علي الصلابي المقابلة مع سيف القذافي، فكان موعدها السادسة مساء يوم 4 شباط/فبراير2011، وقمت مع الأخ العرادي بتوصيل الصلابي إلى مقر سيف، وحسب رأي الصلابي كان سيف يظهر الرضا، وفي يوم الخامس من شباط/فبراير استدعي سيف القذافي الدكتورعلي ثانية، وفي 6 شباط/فبراير بعث سيف الإسلام شخصين لمقابلة الصلابي، وفي اليوم ذاته، حضر الصلابي ومعه العرادي إلى منزلي، وأثناء الحديث رنّ هاتفه، فقال إنه عبد الله، قلت لا ترد عليه، وعليك يا عبد الرزاق بالدكتور علي إلى المطار، وحتى الحقيبة لا داعي لها”.
هل غدا القذافي الإبن ديموقراطياً بعد عشر سنوات ليبية عجاف، أو بمعنى آخر؛ هل إنقلب سيف الإسلام على أفكار أبيه وخرج من جلبابه؟
بحسب تلك الشهادة، ربما كان يمكن لأهل ليبيا استدراك ما كان ينتظرهم من كوارث وخراب لو نزل القذاذفة عن رأس شجرة احتكار السلطة، وتوافقوا مع غيرهم من الأطياف المحلية على نظام تشاركي يعكس انتماءات الليبيين السياسية واتجاهاتهم، وكما ظهر لاحقاً، فـ”القذافية السياسية” حالت دون التوافق على نظام ديموقراطي ليبي أساسه العملية الإنتخابية، والسؤال الناتج عن ذلك: هل غدا القذافي الإبن ديموقراطياً بعد عشر سنوات ليبية عجاف، أو بمعنى آخر؛ هل إنقلب سيف الإسلام على أفكار أبيه وخرج من جلبابه؟
سؤال الديموقراطية والتشاركية هو السؤال الأول المطروح على سيف القذافي، الذي كان امتداداً لأبيه قبل امتحان السابع عشر من شباط/فبراير 2011، فيما تبقى أسئلة عاجلة ذات قسمين آني واستراتيجي، والآني منها يتطلب الإجابة على مدى تشبع القذافي الإبن بأفكار وسلوكيات أبيه التالية:
ـ نقلت صحيفة “السفير” اللبنانية (15 ـ 8 ـ 1980) عن العقيد القذافي قوله “من الضلال أن يكون الإنسان عربياً ومسيحياً في الوقت نفسه، لأن دين الأمة العربية هو الإسلام، وإذا كان المسيحيون عرباً أقحاحاً فعليهم أن يعتنقوا الدين الإسلامي، يمثل تعدد الأديان في قومية واحدة شذوذاً، لذا، من الغريب ألا يكون العربي مسلماً”!
ـ في القمة العربية في الجزائر بتاريخ 23 ـ 3 ـ 2005، قال القذافي “أنا شخصياً لا يمكن أن أعترف لا بدولة اسرائيلية ولا فلسطينية لأن اسرائيل ما هي اسرائيل ولا فلسطين هي فلسطين، وأقول للأخ أبو مازن لا تزعل، الفلسطينيون أغبياء والإسرائيليون أغبياء”.
ـ هاجم القذافي وفق صحيفة “دنيا الوطن” الفلسطينية (1 ـ 5 ـ 2009) البعثيين العراقيين وحمّلهم أوزار ما حلّ بالعراق منذ عام 2003 وقال “صحيح أنني ضد إعدام صدام حسين، ولكنني ضد نازية البعثيين الذين ارتكبوا أخطاء جسيمة خلال حكمهم الذي امتد لأكثر من 35 عاماً”، وأشار إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر “أخبرني بأن البعثيين هم صنيعة الماسونية، وأنهم جاؤوا بقرار بريطاني لتأمين مصدات ضد المد الشيوعي”.
ـ سرد داوود البصري في موقع ومجلة “إيلاف” السعودية (9 ـ 4 ـ 2011) وقائع أول لقاء بين وفد عراقي زار ليبيا بعد ستة أيام من الإنقلاب العسكري الذي قاده القذافي عام 1969 فقال “حطت طائرة عسكرية عراقية من طراز أنتينوف (أنطونوف) بإحدى القواعد الجوية في طرابلس الغرب، والضابط العراقي المبعوث كان برتبة نقيب واستقبله في البداية الرائد الخويلدي الحميدي ثم الرائد عبد السلام جلود ثم معمر القذافي الذي رحب بالموفد العراقي وبسرعة إعتراف الحكومة العراقية بالنظام الجديد، وسأل القذافي المبعوث العسكري العراقي عن إسمه وكان كرديا إسمه آزاد، وهنا إنتفض القذافي واحتج قائلاً: ألا يوجد في العراق رجال لكي يرسلوا لنا كردياً”؟
ـ كتب حسن صبرا في مجلة “الشراع” البيروتية (27 ـ 9 ـ 2018) قائلاً “سألني القذافي: ما زلت شيعياً؟ فصدمته بقولي إن معظم الليبيين من الشيعة”.
ـ في سجل العلاقات الليبية ـ العربية، تتصدر عملية طرد 15 ألف تونسي من ليبيا عام 1974، وفي عام 1985 تم طرد 3 آلاف تونسي، وفي عام 1980 ساندت الأجهزة الأمنية الليبية جماعات تونسية مسلحة نشطت في منطقة قفصة، وفي عام 1986 خرقت المقاتلات الجوية الليبية الأجواء التونسية مرات عدة، وفي عام 1971 أسهم العقيد القذافي بإحباط محاولة انقلابية ضد الرئيس السوداني جعفر النميري، قادها الشيوعيون والبعثيون، وعام 1984، قصفت الطائرات الليبية إذاعة أم درمان في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، ومنذ ذلك الحين راحت “القذافية السياسية” تدعم الحركة الإنفصالية في جنوب السودان بقيادة جون قرنق.
ـ في عام 1977، طرد القذافي عشرات آلاف العمال المصريين من ليبيا، وأعقب ذلك مواجهات مسلحة بين الجيشين المصري والليبي، ولم ترتد البنادق إلى أعقابها إلا بعد وساطة قام بها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، وفي عام 2003، راح القذافي يخطط لإغتيال ولي العهد السعودي الأمير (الملك لاحقا) عبدالله بن عبد العزيز، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية بتاريخ 15 حزيران/يونيو 2017، وهو أمر أكده رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرية السابق حمد بن جاسم في حوار تلفزيوني يعود تاريخه إلى الخامس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2017، حيث قال إنه أبلغ السعوديين ومن ضمنهم الأمير عبدالله إن نوايا القذافي تجاههم سيئة.
يبدو أن سيف الإسلام القذافي يبدو سائراً على “هدى” والده تجاه قضيتين عربيتين استراتيجيتين، هما القضية الكردية والقضية الفلسطينية
إن هذا العرض الطويل بعض الشيء، برغم أن أعباءه لا تقع على عاتق القذافي الإبن، إلا أنها تطرح عليه سؤال الفطام عن أبيه أو إكمال السير على خطى أفكار “القائد” وتقلبات مزاجه، وأسباب فتح النقاش حول ذلك، تعود إلى أن سيف القذافي يبدو سائراً على “هدى” والده تجاه قضيتين عربيتين استراتيجيتين، هما القضية الكردية والقضية الفلسطينية، وتفاصيل ذلك بالآتي:
ـ أولاً؛ القضية الكردية وتقسيم الدول العربية:
لقد مرت الإشارة إلى أن العقيد القذافي، كان اعترض على إرسال بغداد ضابطاً عراقياً كردياً إلى طرابلس الغرب للتهنئة بإنقلاب 1969، ولكن الخلاف مع العراق منذ منتصف السبعينيات في القرن الماضي، دفع القذافي إلى رفع لواء القضية الكردية (لا خلاف حول الحقوق القانونية والثقافية والمواطنية الكاملة للأكراد) وصولاً إلى حق بناء دولة مستقلة.
وفي كتاب بعنوان “القذافي والقضية الكردية”، صدر عام 1992 عن دار “الملتقى” الليبية، ينقل صابر علي احمد عن معمر القذافي قوله في ندوة حول “الكتاب الأخضر” في مدينة بنغازي في تشرين الأول/أكتوبر 1979 “ما يسمى الآن بأقليات الأكراد في تركيا والبلاد العربية وإيران، يكونون أمة واحدة، ويجب أن تستقل هذه الأمة ولا مبرر لإقتطاعها”.
وبعد سقوط نظام صدام حسين بأشهر قليلة، كتب القذافي الأب (10 ـ 12 ـ 2003) على ما أوردت صحيفة “الشرق الأوسط” مقالة بعنوان “وخرج الأكراد من المولد بلا حمص” قال فيها “كنا نتوقع في ساعة من ساعات التاريخ الدرامية، أن تكون فرصة تاريخية للأكراد ينتهزونها، كما انتهز اليهود ساعة سقوط برلين وهزيمة المحور وانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وذلك بإعلان الدولة الكردية، الأمل التاريخي للأمة الكردية المضطهدة والممزقة”.
ألا ينطوي ذلك على دعوة صريحة لتقسيم العراق وما يجاوره من بلاد عربية أو أعجمية؟
وعلى ما يظهر أن سيف القذافي لم يخرج عن هذه الدائرة، فقد نسبت إليه صحيفة “الميدان” المصرية وصحف عربية أخرى (11ـ 10 ـ 2019) أنه على استعداد لتزويد أكراد سوريا بعشرين طائرة مسيرة، وعلى الرغم من النفي الذي نشرته وكالة “أفريقيا الإخبارية” بعد ذلك، إلا أن الأمر بقي ملتبساً وغامضاً، بل أقرب إلى الرسائل المشفرة وذات الأبعاد التي يعتمدها رجال السياسة عادة، إذ يعملون على تسريب معلومات والإدلاء بمواقف في لحظة معينة، ثم يلجأون إلى نفيها في لحظة اخرى.
كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت إسم المستشار الإعلامي الإسرائيلي الذي يعمل لحساب حفتر والقذافي الإبن، وقالت إنه “موشي كلوغهفت، الذي يشغل منصب المستشار الإستراتيجي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت”
ـ ثانياً؛ القضية الفلسطينية والعلاقة مع اسرائيل:
هذا الجانب يوجب تقسيمه إلى فرعين اثنين:
ـ بداية مع الأب: في الثلاثين من أيار/مايو 1993، وكان يوم أحد، انطلقت خمس حافلات ليبية على متنها 200 شخصا نحو اسرائيل، وعلى ما روجت وسائل الإعلام الليبية آنذاك، أن هذه الحافلات كانت تنقل “حجاجاً ليبيين” إلى مدينة القدس، ومن السفارة الإسرائيلية في القاهرة، حصل هؤلاء “الحجاج” على تأشيرات دخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان في استقبالهم عند معبر رفح الحدودي وزير السياحة الاسرائيلي عوزي برعام.
تلك الرحلة، تصدرت آنذاك مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية، ولكن ما قبلها وبعدها ظل حبيس التقارير الإعلامية التي تنشرها وسائل إعلامية متفرقة، ومنها على سبيل المثال ما نشرته صحيفة “اليوم السابع” المصرية بالتزامن مع قناة “روسيا اليوم” بتاريخ العاشر من تموز/يوليو 2017، نقلاً عن موقع “ليبيا المستقبل” الذي أجرى حوارا مع رئيس اتحاد يهود ليبيا رافائيل لوزون قال فيه “إن القذافي طلب التدخل لإنقاذه وإنقاذ حكمه مقابل حقوق اليهود والسلام مع إسرائيل”، وفي حوار (12 ـ 10 ـ2011) مع صحيفة “الشرق الأوسط” قال رافائيل لوزون “لا أستبعد أن يكون القذافي سعى للحصول على مساعدة من إسرائيل”.
وبحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية (9 ـ 3 ـ 2017) أن وزير المالية الأسبق موشي كحلون وهو من اصول ليبية، التقى في العام 2007 مندوبين من السفارة الليبية في لندن، ورعى هذا اللقاء رئيس الوزراء الإيطالي جوليو اندريوتي، وأحالت صحيفة “الدستور” الأردنية (13 ـ 10 ـ 2004) معلومات إلى صحيفة “معاريف” جاء فيها “أن القذافي أكد لوفد من اليهود الليبيين قدموا من ايطاليا، أنه سيدفع تعويضات لليهود الذين تركوا ليبيا بعد عام 1948، مع العلم أن حوالي ثمانين ألفا منهم يقيمون في اسرائيل، وكتب الصحافي التونسي المعروف رشيد خشانة للتلفزيون السويسري (21 ـ 3 ـ 2005) أن وفدا “من 15 ـ 20 إسرائيلياً يتحدرون من أصول ليبية سيزور طرابلس الغرب، وأفاد مصدر مُطلع أن مسؤولين أميركيين فاتحوا نظراءهم الليبيين في الموضوع خلال الفترة الماضية وحثّوهم على التجاوب مع المساعي الإسرائيلية”.
ـ وصولاً إلى الإبن: في الخامس من آذار/مارس 2011 نشرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية الخبر التالي “افادت مصادر دبلوماسية وثيقة الإطلاع على الجانب الحكومي الليبي أن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي، قام قبل يومين بزيارة خاطفة إلى إسرائيل لطلب المساعدة لإنقاذ النظام، وحسب المصدر، فإن العلاقة بين سيف الإسلام وإسرائيل تطورت كثيراً خلال الأزمة الحالية وسط أنباء عن تولي شركات أمنية إسرائيلية نشطة في تشاد تجنيد مرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا محققة مكاسب بمليارات الدولارات”.
وفي الخامس عشر من هذا الشهر نقلت قناة “روسيا اليوم” عن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن إسرائيل ونظام القذافي كانا على اتصال بشأن القضايا الدبلوماسية والإنسانية وأن سيف الإسلام أدار هذه الاتصالات من خلال رجال أعمال يهود من أصول ليبية، أحدهم هو والتر أربيب، الذي تتركز أعماله في كندا”.
ماذا عن حملة الإنتخابات الرئاسية الليبية المقبلة؟
هنا شاهدان أخيران:
قالت صحيفة “يسرائيل هيوم” في تقرير مؤرخ في الحادي عشر من الشهر الجاري “إن المرشحين المتصدرين للرئاسة الليبية استأجرا خدمات مستشار اعلامي اسرائيلي كبير ذي تجربة غنية في ادارة حملات الإنتخابات في دول افريقية وفي شرق اوروبا والبلقان، والمرشحان هما الجنرال خليفة حفتر وسيف الاسلام القذافي”، وكانت صحيفة “الأخبار” اللبنانية قد كشفت في التاسع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الفائت إسم المستشار الإعلامي الإسرائيلي الذي يعمل لحساب حفتر والقذافي الإبن، وقالت إنه “موشي كلوغهفت، الذي يشغل منصب المستشار الإستراتيجي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت”.
ختام أول: غرّدت رغد بنت صدام حسين على “تويتر” معلقة على ترشح القذافي الإبن للإنتخابات الرئاسية وقالت “أخي الغالي سيف الإسلام القذافي دعائي لكم بأن تعود إلى المكانة التي تليق بكم وتخدم ليبيا وتعيدها لموقعها الحقيقي”، وفي الصيف الفائت، أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية حواراً مع سيف الإسلام القذافي قال فيه “إننا نحتاج عودة بطيئة، مثل راقصة التعري”.
ختام أخير: بعد إعلان ترشح سيف القذافي، تساءلت صحيفة “الغارديان” البريطانية: هل اهتمام وسائل الإعلام بترشح سيف القذافي نابع من كونه يحظى بشعبية أم من كونه خبرا طريفا؟
من يُجيب عن هذا السؤال؟