في “هآرتس”، كتب المحلل السياسي المعروف تسفي برئيل عن زيارة بينت “التاريخية” وما سبقها من رحلة قام بها مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى طهران أنهت خمسة أعوام من القطيعة بين الدولتين، وقال وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان “نحن على وشك فتح صفحة جديدة في علاقاتنا مع الإمارات”. صفحة “ليست فصلاً جديداً، بل هي جزء من دفتر ممتلىء. فقبل نحو عامين وقّعت الإمارات وإيران اتفاقاً للتعاون الأمني لضمان أمن الملاحة في الخليج الفارسي – تضمّن أيضاً وقف الهجمات ضد الحوثيين في اليمن، وضد أهداف وسفن تابعة لدولة الإمارات. وبالاستناد إلى تقديرات غير رسمية، يقيم بالإمارات نحو 600 ألف مواطن إيراني. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جرى توقيع اتفاق تجاري بين الإمارات وإيران وتركيا يسمح للسلع المصدّرة من أبو ظبي بالمرور عبر إيران، ومنها إلى تركيا عبر الطريق البرية. هذه الطريق ستقصّر مدة الرحلة إلى أسبوع بدلاً من عشرين يوماً، المدة التي تستغرقها الرحلة عبر قناة السويس”، يقول هرئيل.
ويشير المحلل في “هآرتس” إلى أن الإمارات تعارض مثلها مثل السعودية، خطوات عسكرية ضد إيران، “لأنها يمكن أن تحول الخليج إلى منطقة قتال تضر بالمشاريع الاقتصادية التي تدفع بها الدولتان قدماً. ومن الصعب أن تدعم أبو ظبي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب الضرر المباشر الذي يمكن أن يلحق بها تحديداً، بينما تحاول أن تبني مع إيران مخزوناً من اتفاقات يضمن لها الأفضلية عندما تُرفع العقوبات”.
ويضيف تسفي برئيل أن مَن فَهِمَ جيداً قوة الإمارات في التأثير في إيران هو الرئيس الأميركي جو بايدن الذي توجه إلى بن زايد وأمير قطر الشيخ تميم، طالباً منهما إقناع إيران بالدفع قدماً بالمفاوضات بشأن الاتفاق النووي “ليس بواسطة التهديد، بل من خلال تقديم سيناريو اقتصادي إيجابي يساعد إيران على الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعانيها”.
ويختم تسفي برئيل بالقول إن خريطة المصالح الاستراتيجية التي تجعل الإمارات تنفتح على كل من إيران وتركيا وسوريا في آن معاً، بالتزامن مع إستقبال بينت، وهي جزء من الغطاء الاستراتيجي الذي تبنيه في مواجهة انسحاب الولايات المتحدة من الساحة الشرق الأوسطية، “أوضحها بن زايد لبينت، ويمكن التقدير أنه كما حاول بينت إقناع مضيفه بالانضمام إلى التهديد العسكري ضد إيران، فإن بن زايد سعى لتهدئة خطاب القدس (إسرائيل) العدائي”.
عوديد غرانوت: إذا وصلت محادثات ڤيينا إلى حائط مسدود، فيمكن لهذه العلاقة مع الإمارات أن تتحول إلى قناة سرية لنقل الرسائل بين الطرفين، قبل وقت قليل من إقلاع الطائرات
في “يسرائيل هَيوم” كتب المحلل السياسي عوديد غرانوت أن زيارة نفتالي بينت إلى الإمارات “كان يمكن اعتبارهما تعبيراً عن المزيد من الحرارة في العلاقات بين الدولتين، والتي اكتسبت زخماً خلال العام الأول من قيامها لو لم تجرِ في توقيت حساس: الحائط المسدود الذي وصلت إليه المحادثات النووية مع إيران في ڤيينا، وقرع طبول الحرب في الخلفية”.
ويضيف غرانوت أن الدول التي وقّعت “اتفاقات أبراهام” باتت تدرك أن لحظة الحسم تقترب، “وهناك احتمالان فقط، إما أن تتراجع إيران وتتخلى عن مطالبها المستحيلة التي قدمتها (في إجتماعات فيينا) وتوقّع اتفاقاً جيداً إلى حد ما، وإما يصبح “الخيار العسكري” خياراً لا مفر منه، بحسب ما جرى بحثه في محادثات وزير الدفاع الإسرائيلي في واشنطن في الأسبوع الماضي، وهذا هو سبب تحوُّل السباق الإيراني نحو القنبلة إلى أحد الموضوعات الأساسية في محادثات بينت مع ولي العهد الإماراتي، بالإضافة إلى الدفع قدماً بالعلاقات الثنائية. تشعر دول الخليج بالقلق، وهي محقة، من العواقب المحتملة لهجوم على المنشآت النووية في إيران تقوم به الولايات المتحدة، أو إسرائيل، أو الاثنان معاً، بسبب قربهم من إيران، وأيضاً لأن الإيرانيين أوضحوا أكثر من مرة أنهم غير راضين على الحلف الذي أقاموه مع القدس”.
ويختم عوديد غرانوت بالقول إن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد “يريد إظهار نفسه أنه الطرف القوي في المنطقة، والقادر على التحدث مع الجميع، مع الإسرائيليين والأميركيين والإيرانيين، فإذا وصلت محادثات ڤيينا إلى حائط مسدود، فيمكن لهذه العلاقة مع الإمارات أن تتحول إلى قناة سرية لنقل الرسائل بين الطرفين، قبل وقت قليل من إقلاع الطائرات” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).