ما تريده طهران الأن هو إنهاء ملف المواقع المشتبه بها والتي لم تقدم بدورها أجوبة وافية حولها للوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث جاءت في هذا الإطار زيارة فيينا المفاجئة التي قام بها عضو هيئة الطاقة الذرية الإيرانية والمتحدث باسمها بهروز كمالوندي الأسبوع الماضي، والتي كانت حسب الإعلان الرسمي من أجل إجراء استشارات فنية مع الوكالة الدولية، ما حصل الآن أن رئيس الوكالة رافائيل غروسي سيتوجه إلى طهران يوم السبت المقبل للقاء المسؤولين هناك والاتفاق على آليات مقبولة من الطرفين ومن ثم يعود إلى فيينا للإعلان عن نتائج الزيارة في مؤتمر صحافي. يقول مصدر دبلوماسي في فيينا إن “الوكالة لعبت دورا كبيرا في ترتيب المشهد الأخير وإخراجه من مساحة الجمود بما في ذلك تأجيل إصدار تقريرها المرتقب”.
“ما كان شبه مستحيل قبل أيام اصبح ممكنا جدا” يقول مصدر آخر لـ “جاده إيران”، مؤكدا أن المسار لا يزال يواجه بعض العقبات المرتبطة بمطالب إيرانية إضافية، لكن من المستبعد أن يؤدي هذا إلى عرقلة حقيقية على أرض الواقع. “ربما تؤجل بعض النقاط التفصيلية للنقاش لاحقا”، يؤكد المصدر موضحا أنها ليست في صلب المحادثات.
وغرّد امين المجلس الاعلى للأمن القومي في إيران عليّ شمخاني صباح اليوم (الخميس) “استراتجية المقاومة الفعالة استطاعت باعتراف الحكومة الأميركية الحالية إحباط سياسة الضغط الأقصى التي فرضها ترامب على إيران”. شمخاني حذر في تغريدته أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق جيد في مفاوضات فيينا فإن “الإدارة الأميركية الحالية ستشعر بالهزيمة في المستقبل غير البعيد، وذلك بسبب عدم الاستفادة من الفرصة الدبلوماسية في الوقت المناسب”.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان قد اجتمع بمسؤولي وسائل الإعلام في إيران مؤكدا أن قضية تحييد العقوبات ورفعها يتم متابعتها بفاعلية.
وتلقى عبد اللهيان اتصالا أمس (الاربعاء) من وزير الخارجية القطري محمود بن عبد الرحمن آل ثاني، يحكى أن بعده تحركت بعض المياه الراكدة.
وفي حال الاتفاق يتوقع أن يتقاطر إلى العاصمة النمساوية عدد من المسؤولين بينهم وزراء خارجية إيران والدول الأوروبية وأميركا للإعلان عن إعادة الإحياء الرسمي للاتفاق النووي وعودة أميركا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
(*) بالتزامن مع “جاده إيران”