عدمُ تعارضِ طرحِ المقاومة مع مشروعِ بناءِ الدّولة (١)

إنّ الطّرحَ القائلَ بمواجهةِ الكيانِ الصّهيوني بالوسائل الرّسميّة والتّقليديّة، فقط أو بشكل رئيسي، هو بطبيعة الحال طرحٌ غير جدّي برأينا، ويسخرُ من عقول اللّبنانيّين وعقول أهل الجنوب والبقاع الغربي.. بل ومن عقول جميع شعوب منطقتنا.

هل يُمكن، اليومَ، أن نُواجهَ هذا الكيانَ التّوسّعيّ والاستيطانيّ والعدوانيّ من خلال المؤسّسات الدّوليّة (التي تسيطر عليها اللّوبيات الموالية له)، و/أو من خلال الجيوش النّظاميّة (خصوصاً إذا كانت تُمنع من أن تُموَّلَ أو من أن تُسلَّحَ أصلاً إلّا من دول موالية للكيان الصّهيوني، بل وخاضعة له)؟

بالطّبع، إنّه لمن واجبنا أن نحترمَ أبناء أوطاننا الذين يدافعون عن هكذا طرح، ولكن من الواضح لنا أنّه – أي هذا الطّرح – لا يستقيمُ عقلاً ولا حكمةً ولا تجربةً.

في السّياقِ الذي نعيشُ ضمنَه حاليّا في المنطقة وفي العالم، تبقى الطّريقةُ النّاجحةُ الوحيدةُ في سبيل مواجهة هكذا كيان مدعومٍ من الدّول العظمى ومن المؤسّسات الدّوليّة والعالميّة (الخاصّة منها والعامّة): استعمال الأساليب غير التّقليديّة وغير الرّسميّة، إلى أن يأتيَ اللهُ بأمرٍ كانَ ـ إن شاء سبحانَهُ – مفعولا، وهذا الطّرحُ هو الذي يدافعُ عنهُ فريقُ المقاومةِ في لبنان. طرحُ المقاومة، إذن، ليس مسألةَ خياراتٍ وبدائلَ ترف: هو الطّرحُ الأنسبُ وربّما الأوحدُ بهدف مواجهة هذا الكيان الغاصب والظّالم وغير الأخلاقي وغير الشّرعي. ولذلك، مهما تكثرُ الأخطاءُ الجزئيّة والفرعيّة لما يسمّى اليومَ بفريق “الثّامن من آذار” في لبنان، يعود العقلُ السّليمُ ويُجبرُ من يقتنع برأيِنا على تأييد هذا الفريق، بسبب عدم جدّيّة الطّرح المقابل من هذه الزّاوية الجوهريّة والأساسيّة بالنّسبة إلى شعوبنا ومستقبلها.

إنطلاقاً من النّقطة هذه، سيخرجُ إلينا من يدّعي، من الطّرفَين المعارض والمؤيّد على السّواء، أنّ رأياً كهذا لا يُمكن إلّا وأن يتعارضَ مع مشروع بناء الدّولة في لبنان. لا نستطيعُ إغفالَ هذا الطّرح الثّالث أيضاً، المتواجد ظاهراً وباطناً، ضمن الفريقَين المتواجِهَين في لبنان: فإمّا أن نختار المقاومة وإمّا أن نختار الدّولة. وأكرّرُ أنّ هذا الطّرحَ وهذه القناعةَ راسخان في أذهان قياداتٍ ومواطنينَ من الفريقَين، ممّا يزيد من خطورتِهما، وممّا يفسّر ربّما الكثير من المصائب التي نعيشُها حاليّا، في بلدٍ تُكمل دولتهُ انهيارَها يوميّاً، ولا يتراءى مع ذلك للنّاظرِ أيُّ أفقٍ من آفاق الحلّ الجدّي.. أو حتّى شبه الجدّي!

لم يتحرّك السّيّد موسى الصّدر يوماً بما يوحي بأيّ انفصامٍ بين قناعته بضرورة العمل المقاوم لمواجهة إسرائيل، وبين قناعته بضرورة البناء السّليم للفرد-المواطن اللّبناني والبناء السّليم للدّولة اللّبنانيّة

هل يتعارضُ طرحُ المقاومةِ مع مشروع بناء الدّولة حقّا؟

لا يبدو هذا الرّأيُ، أي القائل بتعارض مشروعَي المقاومة والدّولة، متوافقاً مع قناعات الإمامِ – الغائب والحاضر معاً – السّيّد موسى الصّدر، كما أفهمها طبعاً. ومن لديه رأيٌ مخالفٌ في هذا الأمر فليُظهرْهُ لنا وللنّاس، وسنكون لهُ إن شاء اللهُ منَ الشّاكرين. إنّ أهمّيّةَ استذكار خطاب وحركة هذا الإمام في هذه المرحلة بالذّات تكمن في هذه النّقطة تحديداً: لم يتحرّك السّيّد موسى الصّدر يوماً بما يوحي بأيّ انفصامٍ بين قناعته بضرورة العمل المقاوم لمواجهة إسرائيل، وبين قناعته بضرورة البناء السّليم للفرد-المواطن اللّبناني والبناء السّليم للدّولة اللّبنانيّة. المقاومة قناعة لا لبس فيها عند الإمام الصّدر، وبناء عقليّة المواطن وتشييدُ الدّولة المعاصرة.. قناعة لا لبس فيها عندهُ أيضاً.

ولذلك، يبقى من غير المفهوم عندي بتاتاً انحباسُ بعض جمهورِ ونُخَبِ المقاومة في وضعيّة الدّفاع كلّما طُرح موضوع بناء دولة المواطنة أو موضوع إصلاح النّظام اللّبناني بشكل عام. لماذا نصرّ على وضع أنفسِنا في موقعِ الدّفاع؟ نعم، لقد جرّنا العقلُ السّياسيّ والأمنيّ الأميركيّ إلى مواجهة في هذا الميدان، أي ميدان الاقتصاد والمؤسّسات والدّولة ومكافحة الفساد، بسبب فشله أمام محورنا في الميدانَين العسكري والسّياسي. وليس هناك قطّ ما يمنعنا من الانتقال إلى الهجوم والمبادرة على هذه الجبهة أيضاً، متسلّحين بمواردنا البشريّة والفكريّة الهائلة، ومتسلّحين أيضاً بتجربة هذا الإمام المؤسِّس والقائد اللّبناني الاستثنائي، الذي “ظَهرَ” على الشّيعة واللّبنانيّين في خضمّ المواجهة العالميّة بين اليسار الاشتراكي-الشّيوعي واليمين اللّيبرالي-الرأسمالي، والمواجهة اللّبنانيّة بين المقاومة الفلسطينيّة والعدوّ الإسرائيلي (وحلفائه المباشرين وغير المباشرين).. ثمّ، “غابَ” بمشيئةِ النّورِ الذي أظهرهُ، حتّى أصبحَ الإمامَ الحاضرَ-الغائبَ بامتياز في وعي شيعته الباطنيّ.

ولو عاصرَ الشيخُ الأكبرُ لمدرسةِ “سيكولوجيا الأعماق”، كارل غوستاف يونغ (ت. ١٩٦١ م)، هذا الظّهورَ-الغيابَ، وسمِع بهِ، لجعله ربّما مثالاً حيّا وتجربةً نموذجيّةً ضمن دراسته للّا-وعي الفردي والجماعي عند البشر. فتأثيرُ الإمام موسى الصّدر على بيئته المباشرة يتخطّى دائرة الوعي إلى دائرة اللّا-وعي الفردي والجماعي بالتأكيد، وهذا ما لم يفهمه خصومه أبداً، ممّا يفسّر انهيار مشاريعهم ـ اليساريّة منها واليمينيّة، اللّبنانيّة والفلسطينيّة، على السّواء – سريعاً أمام حركته.

وبعيداً عن هذه الفرضيّة السّيكولوجيّة المثيرة فكريّاً، فلنتوقّفْ عندَ بعض الإضاءات الاستقرائية حول خطاب وحركة “الإمام المُغَيَّب”، والتي تدعم الفكرة الأساسيّة لهذا المقال، وهي التي تقوم، إذن، على الاعتقاد بعدم تعارض فكرة المقاومة غير التّقليديّة للعدوّ الإسرائيلي (في لبنان وفي الإقليم) ـ عند الإمام – مع فكرة بناء الفرد-المواطن وبناء الدّولة المعاصرة.

وبالطّبع، لا ندّعي بتاتاً الإحاطةَ بكل جوانب شخصيّة وخطاب وحركة هذا القائد الرّوحي والسّياسي والاجتماعي اللّبناني، ولا ندّعي الصحّة الكلّيّة لما نقولهُ، ولا انغلاقَه على النّقد الحضاري البنّاء. بل إنّنا، على عادتنا إن شاء الله، نستجلبُ هذا النّقدَ عن قصدٍ في سبيل تطوير أفكارنا أوّلاً وفي سبيل تطوير أفكار الآخرين ثانياً.

إنّ حركة موسى الصّدر، حسب فهمنا، هي دينيّة وثوريّة-إسلاميّة في باطِنها، وهي عرفانيّة-صوفيّة كونيّةٌ وعالميّةٌ في باطنِ باطنِها

الجانب العرفاني والفلسفي:

لا يمكنُ فهم خطاب وحركة الإمام السّيّد موسى الصّدر، لا سيّما في لبنان، من غير إدراكٍ لأبعادهما الرّوحية والعرفانية والفلسفية والثّورية. فالسّيّد موسى الصّدر هو ابن العالم القُمّي الجليل السيّد صدر الدّين الصّدر (ت. ١٩٥٤ م) وسليلُ عائلة شهيرة ورفيعة من علماء الإماميّة. ومن الواضح أنّ لخطابه ولحركته جذوراً إسلاميّة إثني-عشريّة قمّيّة (ونجفيّة) واضحة. ولكنَّ الأهمَّ هو تطوّر هذه الجذور ـ بما باتَ لا يقبل الشّكّ عندي – ضمن سياقَين أساسِيَّيْن لا بدّ من التّشديد عليهما في هذا المقال لقلّة الالتفات إليهما من قبل الأكثرين.

السياق الأوّل هو سياقٌ روحي-عرفاني متأثّرٌ إلى حدّ بعيد بالتموّجات الهائلة لأعمال العلّامة الفيلسوف الجليل، صاحب تفسير الميزان وابن مدرسة “القرآن والعرفان والبرهان”، السّيّد العارف محمّد حسين الطّباطبائي (ت. ١٩٨١ م)، وبنهج أستاذه في العرفان العملي، الزّاهد العارف الإماميّ الكبير، السّيّد علي القاضي الطّباطبائي (ت. ١٩٤٧ م). ومن أساتذة ومنظّري هذه المدرسة، بالطّبع: السيّد الإمام الخميني والشيخ مطهّري وغيرهما من كبار الشّخصيّات العُلمائيّة والقياديّة، خصوصا في إيران المعاصرة. ولا يلزمُ الباحثَ الكثيرُ من الجهد حتّى يُدرك انتماء هذه المدرسة إلى مذهب العلّامة والفيلسوف والعارف-الصّوفي الشّيعي، شيخ العارفين صدر الدّين الشّيرازي، أو “صدر المتألّهين” (ت. ١٦٤١ م)، صاحب فلسفة الحكمة المتعالية، والمتأثّرة بدورها بشكل مباشر وعميق بمدرسة الشّيخ الصّوفي الأكبر محيي الدّين ابن عربي الطّائي الأندلسي[1]. وفلسفة الحكمة المتعالية متأثّرةٌ بشكل كبير أيضاً بمدرستَي: شيخ الإشراق السّهروردي “المقتول[2]“، و”الشّيخ الرّئيس” الطّبيب الفيلسوف ابن سينا.

إقرأ على موقع 180  الدين يتحرر من الرأسمالية.. بانتصاره للإنسان

أمّا السّياق الثّاني المقصود في ما سبق، فهو سياقٌ فلسفي-ثوري-إسلامي متأثّر إلى حدّ عميقٍ أيضاً بالحركة الإصلاحيّة الإسلاميّة المعاصرة لأعلام مثل الشيخ محمد حسين النّائيني (ت. ١٩٣٦ م) والعلّامة الطّباطبائي والشّيخ مطهّري والإمام الخميني المذكورِين آنفاً، بالإضافة إلى (قريبِ السّيّد موسى الصّدر المباشر) السّيّد النّجفيّ الشّهيد، مؤسّس حزب الدعوة الإسلاميّة، المرجع والفيلسوف العراقي محمّد باقر الصّدر (ت. ١٩٨٠ م). وفي السّياق عينه، لا بدّ من ذكر اسمَين وعَلَمَين ثوريَّين أساسيَّين أثّرا كثيرا على خطاب وحركة الإمام الصّدر، وأقصد: الشّهيد محمّد بهشتي (ت. ١٩٨١ م) وهو أحد أعمدة الثّورة الإسلاميّة في إيران، والفيلسوف الوجودي-الإسلامي، الشّهيد المُصلِح والمجدّد، الدّكتور علي شريعتي (ت. ١٩٧٧ م).

ولا بدّ كذلك من الإشارةِ هنا إلى غرابة الرّأي القائل ببُعد حركة الإمام الصّدر عن سياق ثورة الإمام الخميني في إيران، وهذا رأي ذو نزعة سياسيّة واضحة أتى في لحظة سياسيّة-تاريخيّة بامتياز. وهو عندنا رأيٌ لا يُعوَّل عليه بالطّبع، مع قبولنا بفكرة خصوصيّة حركة السّيّد موسى الصّدر وتكيُّفها ـ الذّكي جدّا – مع السّياق اللّبناني.

المهمّ إذن هو صعوبة فهم خطاب وحركة الإمام الصّدر في لبنان، من دون إدراك تأثّرهما الجذري والعميق بالسّياقَين المذكورَين: الرّوحي-العرفاني الشّيرازي-الأكبري من جهة، والفلسفي-الإصلاحي-الثّوري (الإسلامي الطّابع) من جهة أخرى. كثيرٌ من الباحثين والمراقبين والنّاشطين لا يلتفتون إلى هذه النّقطة، ممّا يوقعهم في أخطاء جليّة وخطيرة، من قبيل اعتبار حركة الإمام الصّدر منفصلة عن سياق حركة الإمام الخميني أو حركة حزب الدّعوة الإسلاميّة في العراق. أو من قبيل اعتبار بعضهم أنّ السّيّد الصّدر كان يميلُ إلى العلمانيّة الفلسفيّة والسّياسيّة (أو يكاد)! أو من قبيل اعتبار بعضهم بأنّ أبا صدر الدّين الصّدر لم يكن إسلاميّاً! أو أنّه كان “نجفيّاً” أكثر من كونه “قُمّيّاً”.. وما إلى ذلك من مقولات خاطئة بالتّأكيد برأينا.

من هنا، علينا الانتباه إلى أنّ ميلَ الإمام موسى الصّدر الصّريح والمتكرّر والصّادق ـ على ما يبدو للباحث والمراقب – صوبَ شعار التّقريب بين الأديان والمذاهب، وباتّجاه مفهومَي العيش الواحد والمواطَنة.. ليس وليد صدفة ولا وليد سياقٍ مؤقّت وعابر؛ وإنّما ينبثقُ من جذورٍ روحيّة-عرفانيّة أكيدة، وقواعد فلسفيّة قويّة ومتينة. حسب رأيي، إنّ طروحات الصّدر حول التّقارب بين الأديان هي نتيجة لإيمان عميق عندهُ بوحدة هذه الأديان في باطنها وجوهرها، وهذا ما صرّح به في مناسبات عديدة. لم يطرح الصّدر مفاهيم الحوار بين الطّوائف والعيش الواحد والمواطنة إلّا عن قناعة صادقة وصلبة ومتجذّرة.

الواقع والتّاريخ يجبراننا على اعتبار أنّ الشّخصيّة اللّبنانيّة المعاصرة الوحيدة الجامعة لأغلب جوانب خطاب وحركة السيّد الصّدر، رضينا أم لم نرضَ، قبلنا أم لم نقبلْ، فرحنا لذلك أم لم نفرحْ: هي شخصيّة سماحة السّيّد حسن نصرالله

وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الطّريقة التي قرّر أن يتحرّك من خلالها في الدّاخل اللّبناني، فلا يمكن فصلها بتاتاً عن السّياق الرّوحي هذا، ولكن أيضا، لا يمكن فصلها عن السّياق الثّوري الإسلامي-الكوني الآنف الذّكر، والذي كان الإمام ينتمي إليه ظاهراً وباطناً. إنّ حركة موسى الصّدر، حسب فهمنا، هي دينيّة وثوريّة-إسلاميّة في باطِنها، وهي عرفانيّة-صوفيّة كونيّةٌ وعالميّةٌ في باطنِ باطنِها (وقد أسهبنا في الحديث عن هذه المفاهيم والمصطلحات العرفانيّة في مقالاتنا السّابقة، وعن معانيها بالنّسبة إلى العلاقة بين الإنسان وربّه، وبين الإنسان والإنسان).

بالإضافة إلى هذا الجانب الرّوحي والفلسفي والثّوري-الإسلامي، سنرى في الجزء الثّاني، بشكل مباشر أكثر، الكيفيّة التي قرّر الإمام الصّدر التّحرّك من خلالها ضمن السّياق اللّبناني خصوصاً، والتي تبيّن لنا، بشكل واضح، إيمانَه العميق بعدم تعارض البُعد الثّوري-الإسلامي (كما فهمه) والبُعد المقاوم-العسكري من جهة، مع مشروع قيام دولة المواطَنة (أيضا كما فهمها هو) من جهة أخرى. وسنرى أيضاً، كيف أنّ الواقع والتّاريخ يجبراننا على اعتبار أنّ الشّخصيّة اللّبنانيّة المعاصرة الوحيدة الجامعة لأغلب جوانب خطاب وحركة السيّد الصّدر، مع الأخذ بالأُطُر الآنفة الذّكر – رضينا أم لم نرضَ، قبلنا أم لم نقبلْ، فرحنا لذلك أم لم نفرحْ: هي شخصيّة سماحة السّيّد حسن نصرالله.. ممّا يجعلُ مشروع قيام الدّولة، برأيي، معلّقاً بالتأكيد على التّوقيت الذي سيختاره سماحةُ السّيّد، لاعتبارات متعدّدة سنعود إليها في مقالات لاحقة إن شاء الله تعالى.

وبالطّبع، ما نهدفُ إليه من خلال هذه النّقطة الأخيرة بالذّات حول الشخصيّة العلمائيّةـالعرفانيّة والدّينيّة والحركيّة-السّياسيّة.. و”العامِليّة” – لسماحة الأمين العام لحزب الله: ليس تمنّياً عاطفيّاً، ولا ترفاً ذهنيّاً، ولا شعاراً أيديولوجيّاً.. وإنّما هو، برأينا، توصيفٌ موضوعيٌّ للواقع اللّبناني والشّيعي والمقاوم بما هُو هُو.. وقد نخطئُ كثيراً، في الفكر وفي السّياسة على السّواء، إذا لم ننتبه إلى هذه النّقطة الجوهريّة حول مواصفات الرّجلين وفي العمق (أي الصّدر ونصرالله) وضمن ما سلف عن البُعدين الرّوحي والحركي-الإسلامي: أعجبتنا هذه الفكرة أم لم تُعجبنا، راقت لنا أم لم ترُق.

وقد يكون تجاهلُها أو الاختباءُ منها (من قبل خصوم “السّيّد” خصوصاً) خلفَ الكثيرِ من التأخير الحاصل في عمليّة بناء دولة جديدة في لبنان، وفي نقاش الصّفحات المقبلة من كتاب تاريخ هذا الوطن.. وللحديث تتمّة إن شاء الله.

[1] المذكور في مقالات عديدة لنا حول التّصوّف والعرفان، أيضاً على موقع 180post.

[2] المذكور أيضا في بعض هذه المقالات.

Print Friendly, PDF & Email
مالك أبو حمدان

خبير ومدير مالي، باحث في الدراسات الإسلامية، لبنان

Premium WordPress Themes Download
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  في غزة.. الموت يُنجب حياة