في الكثير من أحايين انتشاء الأوهام تنتفخ البطولات بأشكالها المتعددة والمتفاوتة الكتل العضلية/الدهنية/الذهنية. تنزل إلى حلبة الصراع والتصارع شتى أنواع البطولات. تكبر صعلكة الضعيف في عين المتوهّم، فيأخذه على حين مكمن ثأري، مزوداً بعنصرية متجذرة.. أو تصغر تلك البطولات في أعين نسور لا تقتات إلا على مسرح الخراب والمآسي. هناك حلبة مخصصة للحناجر تتحيّن الفرص لتدوزن أوتارها، ولتطلق ما يتراكم في أليافها من نتوءات بالونية. هناك أيضاً مكبرات الوهم/الصوت، وما يتسرّب من ثقوبه من احتشاءات الانتشاء. وعندما تتسرّب هذه الشظايا من احتشاء الانتشاء يكون المرض قد شارف على تشكيل الأوهام بصيغتها البطولية، وبالصيغ الافتراضية.
لا أوقات محددة لمسرح الانقضاض على الفرائس. فاللعب مفتوح، والجدران متكسرة، والأوهام عظيمة الانتفاخ. فرائس لا تعدو كونها ضعيفة، ولا تفارق واقعها المأزوم بقوة إنتفاء الفرص والبدائل وقلة الحيلة. فرائس ضعيفة ولا تطيق توصيفات الآخرين لقواها الذاتية أو المحمولة على رماح الطرد. كما أنها لا تقوى على تفسير ما يجود به المنقضّون المُزّودون بأوهامهم لتقوم بواجب الرد على رد التفسيرات. فلا حول لها ولا مكان سوى الخيمة أو الرصيف أو الزقاق. أو لا مكان لها سوى القهر، ومحاولة التغلب على القهر، ومحاولة تفويت الفرصة على القهر المُتعاقِب. أما ما تحت التراب فليس في بال هؤلاء المطرودين من خيمتهم، المُتجلببين بألم الضعف، وفقدان الحيلة.
لا أوقات محددة لمسرح الانقضاض على الفرائس. فاللعب مفتوح، والجدران متكسرة، والأوهام عظيمة الانتفاخ. فرائس لا تعدو كونها ضعيفة، ولا تفارق واقعها المأزوم بقوة إنتفاء الفرص والبدائل وقلة الحيلة
في حكايا الزمن المحفور على سراب الدهر أن جماعات ذوي الأنياب والأظافر والمخالب لم يتفرقوا يوماً، ولم يتناحروا إلا على وقع تناتش ضعيف ما، متألم العيش هنا وهناك، متأرجح ما بين الموت والموت. تَصُوغُه اليوميات، ولا يصوغَها. تنبري عليه الأقلام المسنونة والأفلام المسمومة دونما استئذان. وعليه تتفتق الأوهام بالحيل، وشتى الاتهامات.
ولأن القابض على الأوهام المنتفخة غير قادر على التفلت من شباكها، ولا الواقع تحت نير المتوهّمين بالحلول يقوى على التفلت من قبضتهم، فإن الساحة هي المكان الحاضن للكلام، ولنزوح الكلام، ونزوع التكلم حول القسري، والممكن، والتداول، وعبور الأسيجة، وطرْق الأبواب العالية، وووإلخ..
وتبقى الخيمة مكاناً غير صالح لكل الكلام وأنواع الأوهام، لأن للخيمة سقف حريتها، بانتظار الإذن بالكلام.