جدعون ليفي: لا تنخدعوا، الاحتجاج عسكري قيادةً وشعارات
Israelis wearing protective masks and dressed mainly in black, take part in a demonstration on April 25, 2020, in Rabin Square in the coastal city of Tel Aviv, to protest what they consider threats to Israeli democracy, against the backdrop of negotiations between Prime Minister Benjamin Netanyahu and his ex-rival Benny Gantz. - The protesters stood two meters apart from each other, thereby respecting the social distancing measures in force to fight the COVID-19 pandemic. (Photo by JACK GUEZ / AFP)

Avatar18025/07/2023
في مقالة له في صحيفة "هآرتس"، يقول الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إن الإحتجاج "الديموقراطي" ضد قانون الإصلاحات القضائية على يد حكومة بنيامين نتنياهو يقوده الجنرالات الذين لطالما كانت عقيدتهم القتل والتنكيل والتصفيات والإعتقالات.
“هاكم قصة عن جيش كانت له دولة. جاءت حكومة عملت على قلب ترتيبات الحكم في دولة الجيش. عندها قام الجيش بالاحتجاج ضد الحكومة. حتى بعد المسيرة الشعبية المدهشة التي سارت، أول من أمس (السبت)، نحو القدس، التي هي غير مسبوقة، لا يمكن طمس طبيعة الاحتجاج العسكري (…). هذا الاحتجاج ملون باللون الكاكي الفاتح والأزرق الذي هو لون زي الطيارين. لغته عسكرية ومعظم قادته هم من رجال الجيش والأمن السابقين، ورفض الخدمة في الجيش هو سلاحه الناجع، وهدفه النهائي هو الحفاظ على الدولة كما كانت في السابق.
بعد أن أصبح من الواضح أن إسرائيل قد نضجت وتم فطامها من أمراض طفولتها العسكرية وعن تقديس الجنرالات وعبادة الخدمة العسكرية، جاء الاحتجاج وأظهر أن العسكرتارية لم تضعف ولم تتلاشَ، بل على العكس، هي في الذروة. لا يوجد أي دليل دامغ على ذلك اكثر من قيام حركة احتجاج ديموقراطية أخيرا في إسرائيل تستند إلى أسس عسكرية.
لا توجد تناقضات كبيرة أكثر من التناقض بين الجيش، وهو تنظيم غير ديموقراطي بشكل واضح، وبين الديموقراطية. لا توجد ديموقراطية مع الجيش، والجيش غير ديموقراطي بالضرورة. هل الآن الجيش هو حارس عتبة الديموقراطية؟ هل أصبحنا نشبه تركيا؟ أين بالضبط تعلم الجنرالات لدينا الديموقراطية، في الثكنات؟ هل في قصبة نابلس؟ هل من خلال فرض الديكتاتورية العسكرية على شعب آخر، التي هي أساس نشاطاتهم منذ عشرات السنين؟ ذهبت إسرائيل أبعد من ذلك أيضا. حتى رؤساء التنظيمات السرية السابقون هم الذين يدافعون عن ديموقراطيتها.
لا يمكننا الهرب من الوجوه العسكرية في قيادة الاحتجاج: إيهود باراك ودان حلوتس والأولاد القدامى، “أخوة في السلاح” بالقمصان باللون البني، وأيضا جمعيات وعرائض لخريجي وحدات، هي إشارة التشخيص المهمة والمثيرة للانطباع أكثر من أي شيء آخر، فكل الاحتجاج هو عسكري
الأشخاص الذين كان التنكيل عقيدتهم، وروتين حياتهم اليومي هو التصفيات والاعتقالات السياسية وابتزاز وحشي بشكل جماعي واستغلال الضعف والتحقيق تحت التعذيب واختطاف بدون أي رقابة قضائية، الآن هم رؤساء الاحتجاج الديموقراطي. نداف ارغمان، يورام كوهين ويوفال ديسكن، يقفون الآن في واجهة النضال الديموقراطي بعد أن وقفوا على رأس جهاز يعمل في “المناطق” بطرق “الستازي” (وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية (سابقاً) حيث كان في الوقت ذاته جهاز المخابرات والشرطة السرية (…) وهم الذين يشرحون لنا كم هي ثمينة الديموقراطية.
اصغوا أيضا للمصطلحات العسكرية: “جبهة الاحتجاج” و”مقر قيادة النضال” و”ائتلاف المتهربين من الخدمة” (ائتلاف نتنياهو)، احتجاج الطيارين، وكان أول من أمس (السبت) مؤتمر صحافي “دراماتيكي” لجميع أجهزة الاحتياط.
لا يمكننا الهرب من الوجوه العسكرية في قيادة الاحتجاج: إيهود باراك ودان حلوتس والأولاد القدامى، “أخوة في السلاح” بالقمصان باللون البني، وأيضا جمعيات وعرائض لخريجي وحدات، هي إشارة التشخيص المهمة والمثيرة للانطباع أكثر من أي شيء آخر، فكل الاحتجاج هو عسكري. حتى المخلص القديم – الجديد الذي بزغ في نهاية الأسبوع، يوآف غالانت، الجنرال وقائد عملية “الرصاص المصبوب” (العدوان على غزة 2008). أين تعلم غالانت قوانين الديموقراطية؟ في حي الزيتون، الذي كان فيه، عندما كان قائد المنطقة الجنوبية، والمسؤول عن قتل 23 شخصاً من عائلة سموني؟ وعن قتل بنات عائلة أبو العيش؟ ربما أن غالانت قد غير صحبته والآن هو ديموقراطي مشهور، بل أصبح جون لوك الإسرائيلي. وربما أن تحويله إلى أمل الاحتجاج الليبرالي يحكي كل القضية. وممتعة أيضا حقيقة أن معظم فعاليات الاحتجاج تنبع من طابعه العسكري.
ليوقف الأطباء عملهم، وليجتمع رؤساء فروع الاقتصاد، وليشارك المحاضرون في المسيرة، وليهدد رجال الهايتيك، وليوقع الكتاب والشعراء – في النهاية من سيوقف الانقلاب هم الجنرالات.
وإذا لم يكن هذا كافياً ليُدلل على المجتمع الإسرائيلي فما الذي سيُدلل؟ يجب علينا تأدية التحية للمحتجين، لا سيما بعد نهاية الأسبوع الأخير، على المشاهد المثيرة. ولكن يجب التذكر بأن أداء التحية نفسه هو إشارة عسكرية واضحة.
“يوجد لي ابن في حوارة وهذا ما يفعلونه بنا”، صرخ أحد المتظاهرين الذي كان يضع على جسمه علم إسرائيل إزاء المياه التي أمطرتها عليهم سيارة رش المياه في تل أبيب. له ابن يمارس الاضطهاد في حوارة، يتفاخر. ولذلك هو يناضل من أجل الديموقراطية”!
Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  الدفع بإيران نحو "القنبلة".. لمصلحة من؟
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
free online course
إقرأ على موقع 180  مراوغات باسم "حل الدولتين".. لا تمنع الإنفجار مجدداً