“معاريف”: شريكان نوويان لإسرائيل في الشرق الأوسط!

Avatar18020/08/2023
يقول الكاتب "الإسرائيلي" جاكي خوجي، في مقالة له في صحيفة "معاريف" إنه إذا وافقت الولايات المتحدة على طلب السعودية تزويدها بشبكة مفاعلات نووية للطاقة، فإن أي سيناريو متطرف، يُبيّن أنه في غضون عقد او اثنين، سيكون لإسرائيل شريكان في الشرق الأوسط  يملكان القدرة على انتاج قنبلة ذرية أو يسعيان الى هذا الهدف: إيران والسعودية!
“غنّى جون لينون قائلاً إن الحياة هي ما يحصل لك في الوقت الذي تخطط فيه لأمور أخرى. وأدخل لينون هذا البيت في اغنية شهيرة سجلها في 1980 وأهداها لابنه جون. ولاحقا تبين ان البيت السائد الذي لا ينسى لم يكتبه لينون نفسه. فقد نشر لأول مرة في مجلة أميركية في نهاية الخمسينيات، لكن من يهمه هذا؟

بعد بضعة اشهر من إنهائه العمل على البومه، اغتيل لينون. وأصبحت أغنية “Beautiful Boy” كلاسيكية، واصبح البيت فيها مثالاً كونياً على أوضاع العمى. واقع ما، من شأنه ان يؤثر بشكل حاسم على الانسان يحصل تماما في الوقت الذي يكون فيه غارقاً في شؤون بديلة.
في هذه الأيام نكثر من الاهتمام بفرص السلام مع السعودية. فاذا ما نجح الجهد بالفعل، فستشهد المنطقة كلها هزة. مهما كانت مفاجئة، فان السلام المنشود سيكون بنداً ثانوياً في حديث اكبر بكثير يرتبط بالعلاقات بين الرياض وواشنطن. فالسعودية تعلق موافقتها على تسخين العلاقات مع إسرائيل بشرطين أساسيين تطرحهما على البيت الأبيض: الشرط الأول يتضمن رزمة نووي. فالرياض تطلب من الأميركيين ان يقيموا لهم شبكة مفاعلات في ارجاء المملكة، وان يساعدوها على أن تنتج منها الكهرباء. الطلب الثاني هو حلف دفاع عسكري. في اطار هذا الحلف، تبيع الولايات المتحدة للسعوديين افضل أسلحتها وتوفر لها الدفاع في حالة تعرضها للهجوم.

بكلمات بسيطة، تعرض السعودية على الأميركيين ان تكون بالنسبة لهم ما هي إسرائيل منذ عشرات السنين. صديقة قريبة وابنة مفضلة في قلب العالم العربي. لقد حظيت إسرائيل بالشراكة الاستراتيجية أساسا على قاعدة قيم مشتركة. اما السعوديون فيقترحونها مقابل المال. إضافة الى ذلك، فانهم يلوحون بالورقة الصينية، ويهددون بكياسة بأنه اذا لم تكن واشنطن، فانهم سيطلبون الرزمة المنشودة من بكين. إسرائيل، الحليفة التقليدية، تخفف عن واشنطن. فهي تؤشر لها بان القيم الديمقراطية التي قامت عليها باتت ملحة لها بقدر اقل، وهكذا تجعل الحاجز القيمي الذي كان امام ناظري الأميركيين مرنا اكثر مما كان في أي وقت.
يعرف القانون الدولي المسموح والممنوع لقوة عظمى نووية تصديره للآخرين. فهي من حقها أن تقيم مفاعلاً نووياً في أراضي الزبون، وتساعده على انتاج طاقة نووية. من المسموح لها أن تمنحه العلم أيضا، بقدر وبعمق ما تجده صواباً، لكن عليها أن تراقبه بتشدد. الزبون من جهته ملزم بأن يعمل بشفافية كاملة خشية أن يرغب في أن يستخدم هذا العلم لأغراض عسكرية أو خشية أن يتسرب الى دولة غير مسموح لها. وهنا يكمن الخطر. اذا عرف الزبون كيف ينتج الكهرباء بوسائل نووية فانه يمكنه وان كان بجهد كبير وبالسر ان ينتج مادة مشعة لقنبلة. اذا ما واجهت مؤامرته المصاعب او كان ينقصه علم ما فمن شأنه أن يبحث عنه في الخفاء لدى مصدر ثالث.

طبيعة العقود لانتاج طاقة نووية يسري مفعولها لعشرات السنين الى الامام. الخطة ستغير الشرق الأوسط، وستجره الى سباق تسلح نووي. ستعزز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وبوسعها أن تؤثر مباشرة على العلاقات بين إسرائيل والعرب

خطة القرن
حسب المؤشرات والتسريبات التي تأتي من واشنطن، يطلب السعوديون من الأميركيين ان يعلموهم النظرية. ان يقيموا نيابة عنهم المفاعلات وبعد ذلك ان يرشدوهم كيفية تخصيب اليورانيوم. وافق الاميركيون مبدئيا على العرض السعودي، وهم يجرون الآن مفاوضات حول ذلك. ما الذي سيعطى بالضبط للسعوديين وما الذي لن يعطى. يكمن التخوف في أماكن الظلال تلك التي تميزت بها السعودية على مدى السنين بل واجادت في التميز بها جارتها إيران. الرياض من شأنها ان شاءت ان تأخذ العلم لانتاج الكهرباء وان ترفع مستواه بالتدريج وبالسر لإنتاج قنبلة. هذا لن يستغرق يوماً واحداً او حتى سنة او سنتين، بل سنوات طويلة.
يحتاج القصر السعودي حقا لبرنامج نووي كي ينتج الكهرباء. هذه الطاقة، فضلا عن انها خضراء واقل كلفة، يفترض ان تحل محل النفط وتخدم خطة النمو الطموحة لديهم المسماة “رؤية 2030”. لكن لا يكفي السعودية في عصر محمد بن سلمان ان تقف في جبهة التكنولوجيا المدنية. فهي تسعى لأن تكون ضمن الصف الأول من القوى العظمى. وفي عالمنا هذا لاجل اكتساب مكانك الى جانب الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، المانيا، الصين وروسيا، خير أن تملك سلاح يوم الدين.
إضافة الى ذلك تنظر السعودية يمينا ويسارا، فتجد إيران وإسرائيل. كلتاهما دولتان نوويتان، احداهما عدوها والثانية كانت كذلك حتى امس ومن يدري اذا لم تعد. كل من له عينان في رأسه ينبغي أن يفترض بان القصر السعودي قد يرغب بموعد ما ان ينضم الى النادي الضيق للدول ذات السلاح النووي. لهذا الغرض يتعين على الأميركيين منذ هذه المرحلة ان يحددوا حدود العلم الذي سيمنحونه للسعوديين وان يتفقوا على آلية رقابة تتأكد من ذلك.
طيلة هذا الزمن، الذي تنشغل فيه إدارة بايدن في مفاوضات محملة بالمصير تتعلق بمسألة النووي السعودي، تلح إسرائيل عليهما بالسؤال: متى ستتعانقان أخيرا. إسرائيل قد تعلم قريبا بان الهدية جاءت بالفعل. وافقت الرياض على ان تسخن علاقاتها مع القدس، اذ انها تلقت ما ارادته من العم سام. لكن النتيجة الجميلة ستأتي في غلاف متفجر خفيف. سنحصل على علاقات مع السعودية، وفي غضون بضع سنوات ستنبت هذه الأرضية خطرا جسيما. في سيناريو متطرف، في غضون عقد او اثنين، سيكون لإسرائيل شريكان في الشرق الأوسط ذوا قدرة انتاج قنبلة ذرية أو يسعيان الى هذا الهدف: إيران والسعودية. مع الأولى تصارعت وفشلت؛ اما الثانية فشجعتها دون وعي. وعليه فخير تفعل إسرائيل اذا عملت ما الى جانب توقعاتها للسلام مع السعودية في واشنطن كي تؤمن ضمانات حقيقية.
في كانون الثاني 2020 اطلقت إدارة ترامب خطة سلام للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني اسمتها “خطة القرن”. رفض الفلسطينيون هذا العرض باحتقار. فقد كان جزئيا، ويميل لصالح إسرائيل، ومفروضا عليهم. شيء واحد جيد كان فيه من اللحظة الأولى – الاسم. في هذا سبق ترامب زمنه، إذ لا يوجد عنوان انسب منه لمحادثات النووي بين الرياض وواشنطن. طبيعة العقود لانتاج طاقة نووية يسري مفعولها لعشرات السنين الى الامام. الخطة ستغير الشرق الأوسط، وستجره الى سباق تسلح نووي. ستعزز مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، وبوسعها أن تؤثر مباشرة على العلاقات بين إسرائيل والعرب. استعدوا لخطة القرن”.

إقرأ على موقع 180  صين ما بعد كورونا: طموحة، صريحة في إدعاء الريادة (2)

(*) المصدر: صحيفة “الأيام” الفلسطينية.

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
online free course
إقرأ على موقع 180  رحلة "حماس" من غزة إلى مرج الزهور (80)