فاسيلي كولوتوشا: كم تساوي حياة سفير محسوبة بمادة “TNT”؟

من قلب الخطر في بيروت الثمانينيات، يجول فاسيلي كولوتوشا في رحلة ذكرياته اللبنانية، متعرّجاً بين السواتر الترابية الفاصلة بين شطري العاصمة الشرقي والغربي، وسالكاً حقول الألغام السياسية في واحدة من أكثر حقبات الحرب الأهلية خطورةً ودقّةً وعبثيةً، ليرصد، بعين الدبلوماسي الشاب، ولكنّ "الحرّيف"، الكثير من المحطّات الحساسة المتّصلة بالوضع الداخلي اللبناني، والتي انعكست بشكل مباشر على الاتحاد السوفياتي الذي كان قد حدّد توجهاته اللبنانية بهدفين: حماية المواطنين السوفيات بعد "أزمة الرهائن"... ومساعدة اللبنانيين على المصالحة الداخلية.

“كم تساوي حياة سفير سوفياتي فوق العادة محسوبة بمادة تي أن تي؟”.. ليس ترفاً أن يختار فاسيلي كولوتوشا (توفي في صيف العام 2020) هذا السؤال عنواناً لمذكراته الدبلوماسية في لبنان (منشورات أكاديمية العلاقات الدولية – موسكو 2013).

فاسيلي كولوتوشا الدبلوماسي السوفياتي، الذي اشتهر في النصف الثاني من ثمانينيات القرن العشرين، أي في السنوات الأخيرة من الحرب اللبنانية، بنظاراته السوداء المميّزة، وإتقانه الأكثر تميّزاً للغة العربية، كان طوال سنوات عمله في لبنان، كسفير مفوّض فوق العادة، في قلب المخاطر المتصلة بالصراع الأهلي، وتشعباته الاقليمية والدولية، لا بل أن الخطر كان قد سبقه إلى لبنان، يوم تعرّضت الدبلوماسية السوفياتية لواحدة من الانتكاسات الأمنية غير المسبوقة – خطف الرهائن!

ليست التفاصيل المرتبطة بالعمل الدبلوماسي وحدها مصدر أهمية مذكرات آخر سفير سوفياتي في لبنان – إذا ما أخذنا في الحسبان أن خلفه غينادي فيكتوروفيتش إيليتشيوف قد مثّل الاتحاد السوفياتي في لبنان لمدة عام واحد (1990-1991)، قبل أن يتحوّل إلى سفير لروسيا الاتحادية، أو روسيا الجديدة حتى العام 1996) – فبين عبوات الـ”تي أن تي”، يجول فاسيلي ايفانوفيتش في كواليس العلاقات اللبنانية، متنقلاً عبر “الخط الأخضر” بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية، ناسجاً علاقات سياسية، وروابط صداقة، مع كافة الفرقاء اللبنانيين، حتى أولئك الذين كانوا على خلاف مع السياسة السوفياتية عموماً.

بجانب التفاصيل اللبنانية، ينقل كولوتوشا، في كتاب مذكراته باللغة الروسية(*)، القارئ الروسي إلى كواليس العلاقات الداخلية للدبلوماسيين، سواء داخل السفارة السوفياتية، أو على مستوى الاتصالات والاجتماعات “التنظيمية” بين الممثلية الدبلوماسية في بيروت ومركز القرار السياسي في موسكو، بكل أجوائها المتأرجحة بين القلق على حياة الموظفين، والمؤامرات الوظيفية بين الحرس القديم والجيل الغورباتشوفي الجديد، وبعدّتها السوفياتية الأكثر شهرة – التقارير الكيدية.. وصولاً إلى مساحة الفرح التي وجدت مكاناً لها في ملعب للكرة الطائرة في “المجمّع” السوفياتي في مار الياس (وطى المصيطبة).

تعليمات شيفرنادزه

مهمّتان أساسيتان حددهما وزير خارجية الاتحاد السوفياتي حينها ادوارد شيفرنادزه للدبلوماسي الشاب الذي وقع عليه الاختيار ليكون سفيراً في لبنان خلفاً لعملاقين دبلوماسيين، هما الكسندر الكسندريفيتش سولداتوف (1974-1986)، وسلفه سارفار عليمجانوفيتش عظيموف (1969-1974): “حماية شعبنا” و”تعزيز دور الاتحاد السوفياتي في لبنان”.

المهمة الأولى، أملتها أحداث أيلول الدبلوماسية السوفياتية الأسود في لبنان عام 1985، حين كان للاشتباكات في طرابلس بين الجيش السوري، والفصائل الموالية لسوريا من جهة، وبين المتشددين الإسلاميين (حركة التوحيد الإسلامي بقيادة سعيد شعبان) المتقاطعين حينها مع “حزب الله”، صدى مدوّياً في بيروت، بحسب ما يروي كولوتوشا: “بالقرب من السفارة السوفياتية في حي مار الياس، اعترض شخصان مجهولا الهوية سيارتين رسميتين تحملان لوحة سفارة الاتحاد السوفياتي، وتم خطف الموظفين الأربعة الذين كانوا يستقلونها، ليتم نقلهم إلى مكان مجهول”.

أُطلق سراح ثلاث من الرهائن بعد قرابة شهر، فيما قُتل الرابع متأثراً بطلقة نارية، عند عملية الخطف. لا تزال ملابسات تحرير الدبلوماسيين السوفيات من “أسرار الدولة” في روسيا، حتى يومنا هذا، وقد نُسجت حولها الكثير من الأساطير في وسائل الإعلام الروسية، وهو ما يجعل الرواية الأقرب إلى الواقع هي تلك التي يرويها كولوتوشا بحكم انخراطه المباشر في الاتصالات العابرة للحدود لتحرير الرهائن، حتى قبل تسلمه مهامه كسفير في لبنان.

الأساطير حول “أزمة الرهائن” ظلّت أقوى من رواية كولوتوشا الواقعية

ولكنّ الأساطير كانت أقوى من روايته، وهو ما لمسه حين استضيف ذات يوم في برنامج تلفزيوني للحديث عما جرى: “فجأة شعرتُ بأنّهم لم يصدقوني، ذلك أنني لم أكرّر أو أسرد الأساطير الثابتة”!

رائحة بيروت المختلفة!

هكذا وصل كولوتوشا إلى بيروت، التي صارت “رائحتها” مختلفة عن تلك التي عرفها في مطلع السبعينيات، حين عمل مترجماً، ثم سكرتير أولاً لسفارة بلاده. يروي كولوتوشا: “كانت لبيروت قبل الحرب رائحة فريدة، أو بالأحرى، رائحة القهوة والتوابل وبساتين الصنوبر والنباتات التي تزهر على مدار السنة عند سفوح الجبال”، أما خلال الحرب، فصارت “للمدينة رائحة مختلفة، فبسبب جبال القمامة المتعفنة المتراكمة في كل شارع… بدأت رائحتها تشبه رائحة شخص غير مغتسل، غير مهذب… رجل توقف لفترة طويلة عن رعاية نفسه”.

حتى أن اللبنانيين تغيّروا بين الحقبتين فقد “استبدلوا حياة البهجة بالقلق على الحياة”، وأكثر ما يتذكره كولوتوشا بدهشة ومرارة في آنٍ واحد، هي طريقة رد اللبنانيين على سؤال الواجب عندما يلتقون” “كيف حالك؟”.. يجيب الجميع، بصرف النظر عن العمر والوضع الاجتماعي “بعدنا طيبين”.

الخطر في كلّ مكان

برغم أن عملية اختطاف الرهائن السوفيات قد جرت في حقبة السفير سولداتوف، إلا أنها رسمت مسار حقبة كولوتوشا، فامتداداً للحادثة الأصلية، تفرّعت مخاطر جديدة على جبهات متعددة:

من جهة كانت “التهديدات” المحتملة، والتي لم يتم تحييدها إلا بعد لقاء “متأخر” أجراه السفير السوفياتي الشاب مع المرجع السيد محمد حسين فضل الله، وصلت بعده معلومة إلى السفارة مفادها أنه “خلال اجتماع العمل الدوري لقيادة حزب الله، كان الشيخ فضل الله يشارك انطباعاته بشأن اللقاء مع السفير السوفياتي، وقال ما معناه: لا بأس! هو (كولوتوشا) شخص مثير للاهتمام”.

ومن جهة ثانية، كانت التهديدات من السوريين، حلفاء السوفيات أنفسهم، وخصوصاً من قبل العميد غازي كنعان، منسق أنشطة الاستخبارات السورية في لبنان، لا سيما بعد توتر العلاقات بين الجانبين على خلفية قيام كولوتوشا بتهريب أحد المطلوبين للسوريين، إبان “حرب العلمين” (1987)، بسيارته الدبلوماسية إلى الجبل (قصر المختارة في الشوف)، تسديداً لـ”دين” يعود إلى دور ما قام به الرجل المطلوب في تحرير الرهائن السوفيات، قبل أن تنتهي الأزمة غير المعلنة مع كنعان في مزرعة انطوان الهراوي في بلدة عنجر البقاعية.. على كأسين من العرق اللبناني!

وإذا كانت المهمة الأولى (الأمنية)، قد شكلت الهاجس الأكبر للسفير كولوتوشا، ولتنفيذها تطلب الأمر إقامة نظام حماية صارم، لحظ في بعض جوانبه تنظيم تحرّك الدبلوماسيين والموظفين “المتمرّدين” في الكيانات السوفياتية المتعددة، علاوة على إقامة ملجأ جديد في مبنى السفارة القديم واستقدام سيارة “مرسيدس” مصفّحة من ألمانيا، فإنّ المهمة الثانية (السياسية) كانت أكثر تعقيداً.

يشبّه كولوتوشا تعليمات شيفرنادزه بالعبارة العسكرية السوفياتية المعروفة: “إلى الأمام مع النشيد!”. لكن “إلى الأمام” بأية سرعة؟ وبأية خطوة؟ هل ينبغي الحذر أو التسرّع؟ لو عاد الزمن بالسفير الشاب إلى إلى تلك المرحلة من حياته لاختار “الحذر”، ولكنه، كما يقول كان “صغيراً”، وتصرّف على هذا النحو: لماذا أقطع ذيل الكلب أسبوعياً، إذا كان من الممكن القيام بذلك بضربة واحدة؟

إقرأ على موقع 180  دراسة إسرائيلية: الأولوية لسلاح الجو أم للصواريخ الدقيقة؟

بناءً على ذلك، كان سلوك السفير السوفياتي الشاب غير اعتيادي في الدبلوماسية السوفياتية التقليدية، فاتصالاته السياسية ذهبت “في كل الاتجاهات” المنتاقضة على الساحة اللبنانية، برغم الانتقادات “الرفاقية” التي جاءته من قيادة الحزب الشيوعي اللبناني على خلفية لقاءاته “العلنية” بسمير جعجع، لا بل أن نطاق تحرّكه راح يغطي على سبيل المثال: داني شمعون، جوزيف الهاشم، جورج سعادة، وليد جنبلاط، نبيه بري، سليمان فرنجية… وصولا ً إلى منصور الرحباني و”معبودة اللبنانيين” السيدة فيروز.

صداقات.. ومآسٍ

يتحدث كولوتوشا في مذكّراته اللبنانية عن أسماء كثيرة: عاصم قانصوه “المدخن” و”شريب القهوة”، وزير الإعلام جوزف الهاشم، كريم بقرادوني “الزعيم الديناميكي لقطاع الشباب في حزب الكتائب”، جوزف أبو شرف نجل النائب لويس ابو شرف، الذي لعب أدوارا أمنية بين شطري العاصمة… بجانب صداقاته مع الرئيسين سليم الحص وحسين الحسيني، كما مع “الجيل السياسي الجديد” في لبنان، وفي “المقام الأول” وليد جنبلاط، فيما يتحدث بود كبير عن داني كميل شمعون وإبنته “ترايسي” التي إكتشف، بعد سنوات طويلة، أنها كانت منجذبة إليه.

يروي قصة “علاقة ودية” مع زعيم حركة أمل نبيه بري، شرارتها بندقية قناص حركي راح يرمي رصاصاته على نوافذ المبنى السكني للموظفين في السفارة السوفياتية في وطى المصيطبة (قرب مطعم “الجندول” الشهير الذي أقفل أبوابه مؤخراً)، ويشيد بوجوه قيادية في الحزب الشيوعي اللبناني ويخص بالذكر علاقته المميزة منذ السبعينيات نديم عبد الصمد، يليه جورج حاوي وكريم مروة ويوسف مرتضى.

ثمة شخصيات يتذكرها كولوتوشا بكثير من الحزن، وقد خصص لها في ذهنه “نصباً تذكارياً” لتخليد كبار رحلوا في ظروف تراجيدية، سواء بمادة الـ”تي أن تي” المشؤومة، أو بأشكال الاغتيال الأخرى: كمال جنبلاط الذي
“ذهب في يساريته أبعد مما يتحمله الواقع اللبناني”؛ الإمام موسى الصدر الذي أثار اختفاؤه “في رمال الصحراء الليبية” سؤالاً عند الدبلوماسي السوفياتي” حول ما الذي كانت ستؤول إليه دورة الأحداث في لبنان لو لم يختفِ الإمام؟”؛ رشيد كرامي “الشخصية ذات سمعة لا تشوبها شائبة، والذي لم يسرق، ولم يسمح بإساءة استخدام السلطة، ولم يحصر نفسه في إطار المؤامرات الضيقة اللبنانية”؛ الشيخ حسن خالد الذي صادق كولوتوشا على نحو قد يثير سؤالاً من قبيل “ما الذي يمكن أن يتحدث فيه السفير الملحد مع المفتي السامي؟”.

“كأس عرق” حلّ أزمة مع غازي كنعان.. وآخر أثار غضب ميشال عون!

في المقابل، لم تكن علاقات فاسيلي ايفانوفيتش في لبنان على ما يرام مع الجميع، فعلاوة على الخصومة الثابتة مع “حزب الله” على خلفية خطف الرهائن ومقتل اركادي كاتكوف، لم يكن ممكناً بالنسبة إليه أن يصادق الرئيس امين الجميّل، الذي شعرَ تجاهه بخيبة أمل حين “حاول توريط الاتحاد السوفياتي في مؤامراته الصغيرة ضد سوريا”، أو العماد ميشال عون، الذي اعتبره ذات يوم سفيراً “غير مرغوب فيه” متسائلاً هل أن “كولوتوشا سفيراً لغورباتشوف أو لستالين؟”.

قصة التوتر مع عون جاءت بعد مأدبة غداء مع كأس عرق بلدي على مائدة الرئيس الياس الهراوي، خرج بعدها كولوتوشا للقول رداً على أسئلة الصحافيين إنه يمكن إستخدام القوة للإطاحة بالعماد عون، وهي الجملة التي إستدرجت ردة فعل عنيفة من “الجنرال”.

الصحافة اللبنانية: ودٌّ ودبابيس“.. وأساطير!

أمّا علاقة كولوتوشا مع الصحافة اللبنانية، فقصة أخرى. طلال سلمان، ناشر ورئيس تحرير جريدة “السفير” قدّمه على النحو التالي: “لا تعتقدوا أنه إذا كان سفيراً شاباً، فهذا يعني أنه عديم الخبرة.. بالنظر الى أنه يعمل في لبنان للمرة الثالثة، فهو يعرف عن هذا البلد ليس بأقل من أيٍّ من السفراء الأجانب المعتمدين في بيروت. وعلى الأرجح، أكثر من ذلك”. أما الراحل غسان تويني، فأرسل له أبرز صحافيي “النهار”، مي كحالة، لإجراء مقابلة شاملة علّق عليها كولوتوشا، حين قرأها بالقول: “حسناً، يبدو أنني أستطيع أن أقول أشياء منطقية ومثيرة للاهتمام!”. خلف هاتين الصحيفتين، نشرت مجلة “الصياد” مقابلة كبيرة مع كولوتوشا، ووضعت صورته على الغلاف.. و”بكل هذه فتحت كل الأبواب في لبنان” للسفير الشاب، على حدّ قوله.

يوماً بعد آخر، ارتفع منسوب الاهتمام بكولوتوشا، ليصبح، بمحض الصدفة، هو زوجته، “بطلين شعبيين”، يوم التقطت إحدى وسائل الإعلام واقعة ذهابهما إلى السوبرماكت، من دون حراسة، إلا “المرافق الشخصي”، لتتساءل: “ما الذي سيحدث في هذا المتجر لو جاء السفير الأميركي للتسوق؟”.

لكنّ الوضع لم يكن على هذا القدر من الوردية في العلاقة مع كل الصحافة اللبنانية، وهو ما يعكسه كولوتوشا في حديثه عن “دبابيس” مجلة “الشراع” التي كانت حينها لسان حال الاستخبارات السورية، على حد وصفه، والشائعات التي نسجتها حوله.

كيف حوّلت الصحافة اللبنانية كولوتوشا إلى جنرال في “كي جي بي”؟

أما أكثر المحطات الصحافية طرافة، فكانت “الخرافة” التي صدّقها اللبنانيون بشأن وجود اتفاق بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، على العبث بمصير لبنان، والتي كرّسها فنان كاريكاتوري (الراحل بيار صادق) برسم على شاشة التلفزيون، يظهر كولوتوشا وزميله الأميركي جون كيلي، يحمل كل منهما منشاراً يقطعان به أزرة لبنان.. مشفوعة بعبارة “كولو – كيلي – كولو – كيلي”!

ليست تلك “الخرافة” الوحيدة التي نسجتها الصحافة البيروتية حول كولوتوشا، فثمة أخرى لا تقل طرافة، وهي أسطورة “جنرال الكا جي بي” التي لاحقته، حتى إلى المغرب، لمجرّد أنه ارتدى الزي الدبلوماسي الرسمي الخاص بالسفراء السوفيات، الذي ما زال معتمداً حتى اليوم، في أول حفل استقبال أقامته السفارة السوفياتية في بيروت الغربية، بعد شعور نسبي بالارتياح والطمأنينة، على إثر تحييد عدد كبير من المخاطر الأمنية حينها.

(*) يعيد موقع 180 نشر بعض حلقات الفصول الكاملة لمذكرات السفير فاسيلي كولوتوشا مترجمة من اللغة الروسية بعدما كان قد نشرها في العام 2019.

Print Friendly, PDF & Email
وسام متى

صحافي لبناني متخصص في الشؤون الدولية

Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  جنوبٌ عالميٌ صاعدٌ.. وقارةٌ شماليةٌ مُهدّدةٌ بالتفكك