وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
-ثمة أمور شهدت تحولا أو حصلت في لبنان منذ فترة، لا تشبه ما جرى في السنوات الثلاث الماضية. هل لك قراءة خاصة بشأنها، وهل ترى أن هناك مشهدا سياسيا ما تحول على الساحة اللبنانية، وهل سيتحول أكثر، وكيف؟ ومن هي القوى الخارجية الأقوى اليوم على الساحة اللبنانية؟ ومن هي تلك التي تتوقع أن تكون الأقوى؟
-ما تزال التحولات التي حصلت على الساحة اللبنانية ابتداء من شهر مايو (أيار) الماضي (7 أيار/مايو 2008) يلفها كثير من الغموض، ولا يمكن الجزم بما حصل وراء الكواليس.. لقد تغيرت الساحة الدولية الى حد ما، وانعكس ذلك على الساحتين العربية واللبنانية.. لا شك أن سياسة الرئيس بوش (الإبن) وصلت إلى طريق مسدود في المنطقة، بدءا من الطموحات الكبيرة حول إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، إلى تغيير الأنظمة وتفكيك بعض الدول، وهذا لم يحصل، ومشكلة هذه الإدارة، التي كانت تعيش أحلاما جنونية الطابع، واستعملت القوة بلا عقلانية، أنها تريد تغيير الساحة الدولية بمشاريع لم يكن فيها أي نوع من الواقعية، من حرب أفغانستان إلى العراق ثم إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد، وصولا إلى قرار كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الأميركية) المؤسف جدا، حين وصفت آلام اللبنانيين من جراء الهجوم الإسرائيلي الشرس على لبنان في صيف 2006، بأنها مجرد مخاض لولادة الشرق الأوسط الجديد.. صحيح أن مستوى العنف في العراق تقلص نوعا ما، إنما المشاكل العراقية ما تزال عالقة.. اهتزت دولة إسرائيل اهتزازا شديدا، معنويا وعسكريا في صيف 2006.
في روسيا، أعاد الرئيس فلاديمير بوتين هيبة الدولة الروسية، ووقف أمام طموح التوسع لدى حلف الأطلسي، وشهدنا ذلك في أحداث جورجيا الأخيرة.. وفي الصين، وبرغم أحداث منطقة التيبت، والهجوم الكلامي المتواصل ضدها من قبل الدول الغربية، فقد نجحت في التنظيم الرائع للألعاب الأولمبية، وحافظت على هدوئها وتنظيمها. لذلك أعتقد أن ما حصل هو نوع من تعب ما يمكن أن نسميه المعسكر الغربي وحلفائه العرب، أي ما يسمى بأنظمة الاعتدال، لأن هذه السياسة الأميركية لم تؤدِّ إلى نتيجة.
في لبنان، صمدت المعارضة أمام كل الضغوط وكل الحصار الإعلامي، وأزيد عنصرا أيضا، ربما حصل عند الانظمة العربية الخليجية نوع من الوقوف ضد حدية السياسة السعودية إزاء لبنان، وهذا ما لمسناه في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في يوليو (تموز) الماضي، وهذا ما يفسر أن دولة قطر تمكنت من أخذ المبادرة فحصل اجتماع الدوحة. وفي اعتقادي أن الصراع والعدائية التي ظهرت من المملكة العربية السعودية إزاء سوريا وإزاء المعارضة اللبنانية، ربما أثارت حفيظة دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فهذا ليس من تقاليد الدبلوماسية السعودية، ولا الدبلوماسية الخليجية التي هي دبلوماسية هادئة وتعمل وراء الكواليس، وهي دبلوماسية لا يطلق فيها المسؤولون السياسيون تصريحات حادة الطابع، إذن، ماذا يحصل في السعودية؟ هناك تغيير كبير جدا في التقاليد السعودية، ويبدو أن هناك اتجاهين متناقضين في إدارة المملكة: اتجاه حاد واتجاه أكثر هدوءا وأكثر اعتدالا. ثم إن الولايات المتحدة دخلت فترة الانتخابات الرئاسية، وأعتقد أن الدول الأوروبية أيضا أصبحت تشكو من السياسة الأميركية. كل ذلك ربما خلق جوا مناسبا لتهدئة الساحة اللبنانية أخيرا.
المشهد الإقليمي الضبابي
-هل يمكن القول إن واحدة من ثمار المشهد الذي رسمته هو الاستقرار والهدوء على الساحة اللبنانية، أم أن له تداعيات أوسع وأشمل؟
-أعتقد أننا في حالة هدنة عربية وإقليمية ودولية، في انتظار أن تستعيد إسرائيل عافيتها، إذا تمكنت من استعادتها مستقبلا، وفي انتظار ان يأتي رئيس جديد للولايات المتحدة.. طبعا هذه الهدنة أصيبت بنكسة في أحداث جورجيا، لأننا رأينا في تلك الأحداث أن المحور الأميركي-الإسرائيلي سبب الأزمة التي جلبت التدخل الروسي في جورجيا.. واليوم الاستقرار الذي نشهده يتسم بالهشاشة، لأنه ليس استقرارا عميقا مبنيا على عوامل مهمة. إنه مجرد هدنة هشة غير مستقرة. وأحداث جورجيا تهدد هذه الهدنة، وربما ستؤدي الى انقسام ما في المجموعة الأوروبية داخل الحلف الأطلسي، والمشهد الدولي والإقليمي ما يزال ضبابيا جدا.
-في مثل هذه الحال الموزعة بين الضبابية ونوع من تكسير الأحادية القطبية التي كانت تمثلها الولايات المتحدة، هل يستطيع من يكون قويا أن يفرض إرادته ويستمر في حضوره وقدرته، وبالتالي فالأضعف تنعكس عليه آثار هذه الضبابية والهشاشة بمزيد من التشرذم؟
– ما يحصل في الساحة اللبنانية من أحداث أمنية متفرقة، ليس إلاَّ انعكاسا لهشاشة الهدنة الإقليمية والدولية. وإذا ما عدنا إلى جو الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن، فإني أخاف من اشتداد هذه الحرب بين الأنظمة العربية. نحن كعرب عانينا كثيرا انقسام المجموعة العربية أيام الحرب الباردة. وأعود إلى أبعد من ذلك في التاريخ، وكأن الأنظمة السياسية العربية لا يمكن ان تجتمع على كلمة واحدة. حتى قبل الاستقلال، رأينا في أواخر أيام السلطنة العثمانية كيف كان العرب منقسمو الأهواء سياسيا، بين من كان يود أن يستمر في الولاء على أساس الرابطة الدينية، ومن كان يريد موالاة بريطانيا وفرنسا، ومن كان ينظر إلى الولايات المتحدة بوصفها ضيفا جديدا على الساحة. وعندما أتت موجة الاستقلال لم نكن متحدين، ثم بعد الاستقلال عندما بدأت الحرب الباردة انقسمنا ثانية، فذهبت أنظمة عربية في اتجاه الولاء للسياسة الأميركية في المنطقة، في ظل محور عربي آخر كان محور الممانعة للسياسات الغربية في المنطقة ولأميركا، فتقرّب إلى الاتحاد السوفييتي. وبعد أن زالت الحرب الباردة، لم يجتمع العرب لسوء الحظ.
الأميركيون أعادوا استعمال مصطلحي الاعتدال والممانعة، مع إدارة الرئيس بوش بقوة، من غير أن يسأل أحد من العرب: الاعتدال إزاء ماذا؟ طبعا الاعتدال باللغة الأميركية هو الولاء.. ونحن العرب، إن كنا معتدلين، بغض النظر عن الولاءات الخارجية، فهل نحن معتدلون إزاء إسرائيل مثلا؟ أنا لا أرى كيف يمكن أن نكون معتدلين إزاء إسرائيل، فالعرب تقريبا أعطوا كل شيء لإسرائيل، ولم يأخذوا شيئا منها، ولا سيما الفلسطينيين الذين هم الضحية الرئيسية، وكذلك اللبنانيون. هناك مشكلة في المنظومة الثقافية السياسية العربية تولد الانقسامات باستمرار.
التعاطي الفوقي
-إذا كان المشروع الأميركي قد شهد وما يزال تعثرا، وإذا كانت روسيا قد استعادت هيبتها وحضورها في المنطقة، وشيئا من القوة الذي يجعلها تقف على قدميها، عكس السنين التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي، وإذا كانت هناك دول إقليمية أثبتت حضورها كإيران وتركيا، في هذا الذي يسمى المفصل التاريخي واللحظات التاريخية والتحولات التاريخية، أين يكون العرب؟
ـالحرب الباردة ستزيد الانقسامات العربية. أنا لا أرى خيرا من هذا المنظور للعرب. نعم لقد تعثر المشروع الأميركي، لكن هل تغيرت العقلية السياسية للأنظمة الغربية؟ يفشل مشروع ويأتي مشروع آخر بشكل مغاير، إنما في الجوهر لم يتغير، ونحن نرى تعاطي الدول الغربية، بما فيها أوروبا، ولا سيما مع العالم الخارجي غير الأوروبي. إنه تعاط فوقي، تعاط فيه تعالٍ وانتقادات متواصلة (…).
-الى حين مجيء إدارة أميركية جديدة ديموقراطية أو جمهورية، هل ستكون الأيام المقبلة ساخنة أم ستشهد تسويات مع عقلية هذا الغرب المتعالي؟
– العقلية ستستمر، والحل بالنسبة لي يجب أن يكون بتضامن الأنظمة العربية، واتخاذ الموقف الحاسم من إسرائيل، وليس تعامل بعض الأنظمة بهذا الشكل الذي نراه مع إسرائيل.
مفهوم الكرامة المركزي
-يعني سنبقى سوقا للأزمات المفتوحة؟
-طبعا ولسوء الحظ، نحن لا نستطيع حماية أنفسنا من هذه العقلية الغربية، وهناك شعور قوي بضعفنا، لأنه في غياب المنظومة السياسية الفكرية الفلسفية الدينية، التي يطمئن إليها كل العرب، لا نشعر بأننا أقوياء. بالعكس أنا في بعض الأحيان أقول إننا أدخلنا أنفسنا في غوانتانامو فكري، لأن كل الإشكاليات الفكرية التي تذوب فيها هي عذاب ولا تبني شيئاً. مثلي على ذلك العنصر العربي الذي لا يتعصب إزاء ما يمكن أن نسميه الحلم والحضارة والفنون الغربية التي غيّرت وجه العالم كله، وترك القومية وذهب إلى ثقافة ديمقراطية سطحية لا تعالج عمق المشاكل التي نعانيها، وأصبح الكلام القومي كله في أيدي حركات تؤمن بالقومية الدينية عبر القوميات، بالإسلام السياسي، يعني هذا هو الإسلام السياسي لأسباب مختلفة، وهذا هروب إلى الأمام. لم يعد كافيا أن نقول باستمرار نحن مسلمون، ونشارك المسلمين في العالم كل القيم وكل العادات وكل التقاليد.
-هل تلاحظ أن هناك عوامل دخلت على شكل الصراع العربي الإسرائيلي، بمعنى إنه أصبح إسلاميا-إسرائيليا، أكثر مما هو عربي-إسرائيلي؟
-لا أعتقد، سواء عند حركة «حماس» أو «حزب الله». صحيح أن الخطاب له صبغة دينية، إنما الواقع هو واقع تحرير قومي، تحرير أرض. الآن ما هي الأيديولوجيا والعقيدة التي تلبس تضحيات الشباب الذين يضحون بأرواحهم، أو الشعب الذي يتحمل الانتقامات الإسرائيلية من شعب غزة، أو شعبنا في جنوب لبنان أو البقاع؟ في نهاية الأمر هو البحث عن الكرامة، حتى في خطابات السيد (حسن) نصرالله، يشكل مفهوم الكرامة مفهوما مركزيا. لا يجوز أن تستمر الجيوش الأجنبية، منذ 200 عام، بغزو المنطقة، من نابليون بونابرت حتى اليوم، وتحتل وتترك الشعب الفلسطيني مشردا ولبنان محتلا. هناك توق لاستعادة الكرامة من هذه الناحية.. إذن، هناك النضال على الأرض مع بطولات متكررة، وهناك النضال السياسي، وهو ضعيف لسوء الحظ.
الخوف الوسواسي
-هناك من المستجدات التي تحمل طابعا ثقافيا ذا خلفية سياسية، نراها أكثر فأكثر على الساحة العربية، وهي تبدي مخاوفها من التغلغل الإيراني في نسيج الواقع العربي، بما يطل على الصراع مع إسرائيل، أكثر من المخاوف من الصراع مع إسرائيل، هل تلمسون ملامح هذا المشهد؟
-إذا أخذنا بنية الخطاب المعادي لإيران، والذي يعبر عن خوف وسواسي، لدرجة أن الخطر الإيراني أصبح في مخيلة البعض من العرب أكبر من الخطر الإسرائيلي، نرى أنه يمثل بنية الخطاب نفسها التي تطوّرت أيام الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي وضد الماركسية والشيوعية. دائما أعود وأستذكر كم كانت الأنظمة العربية قاسية ضد الأحزاب الشيوعية العربية. فمع أن عبدالناصر مثلا، كان يتلقى مساعدات من الاتحاد السوفييتي، لكنه سجن الآلاف من الشيوعيين، برغم أنه سجن أيضا الإخوان المسلمين أيضا.. نحن في معمعة فكرية لها أول وليس لها آخر، حتى أننا لم نتمكن، برغم كل ما نمثله من وسائل إعلام ومال ونفوذ، أن نفصل بين الإرهاب بالمعنى العبثي الذي يقتل المدنيين المسلمين الأبرياء قبل الغربيين، وبين المقاومة الشرعية، ولو لبست لباس الدين.
لبنان والباسيفيك
-هذا المشرق العربي الذي كتبت عنه في إحدى مؤلفاتك «انفجار المشرق العربي من السويس إلى غزو العراق»، وأشرت إلى خصوصية مشتركة بين دوله وأزماته المترابطة، هل يعني أن لا فكاك لترابط هذه الأزمات من فلسطين إلى العراق إلى لبنان وسوريا إلا بحلول متقاربة؟
-طبعا، هناك ترابط كبير ويستحيل أن يتمكن لبنان من أن يكون بمعزل عن كل هذا الصراع. لسوء الحظ هناك بعض اللبنانيين من الذين يحلمون بأن لبنان هو جزيرة نائية في الباسفيك، نفتح فيه كازينو حيث يأتيه الأثرياء، وبالتالي تسير الأمور جيدا.. أولا موقع لبنان الجغرافي هو موقع إستراتيجي على مداخل فلسطين وسوريا. ولكن فلنبقَ عند العرب من دون فتح ملف لبنان، فالعرب عليهم إعادة تكوين هويتهم التاريخية. نحن ضائعون بالنسبة إلى الهوية. في النهضة العربية التي انطلقت في بدايات القرن التاسع عشر، وفي نظري انتهت مع زوال جمال عبدالناصر والمفهوم العروبي الحضاري عن الساحة، عُدنا إلى ضياع كامل في الهوية، ولا سيما في التناقض في الإجابة عن السؤال: هل هويتنا الدينية أساسية أم هويتنا قومية ثقافية لغوية.
-وإذا ما بُنيت هذه الهوية على فهم متبادل للمصالح فأين الخطأ؟
-لا يوجد خطأ، ولكن هناك قوميات قطرية وهناك قومية دينية متأججة تنكر العروبة، وترى أن الرابط العضوي مع ابن باكستان أو اندونيسيا أقوى من الرابط العضوي مع مسيحي عربي، وبين القومية القطرية التي تتمسك بنظرة ضيقة إلى مصالح القطر، كما هي ممثلة في نظام هذا القطر، وبين أنظمة ملكية بُنيتها ما تزال بُنية غير متكيفة مع مقتضيات العصر، وجمهوريات أخذت الطابع العسكري، وأيضا أخذت الطابع الملكي مع سلالات عسكرية تحكم، أرى أن الأفق مسدود عند العرب. ثم ماذا نرى؟ نرى أن العرب على برغم كل نظراتهم السلبية إلى الغرب، ولا سيما الفئات الشعبية، فإنهم يتوقون للهجرة إلى الدول الغربية، يغامرون بحياتهم حتى يعبروا المتوسط، وكم من ضحية من جراء هذا العبور! عندما أتكلم عن «غوانتانامو» عربي فكري واجتماعي، هناك تمركز ثروات خيالي، يقابله استمرار الأمية بهذا الشكل الكبير المفجع، مع كل هذا العائد النفطي، أرى في ذلك فضيحة كبيرة. وهذا الشيء لا يدخل في عقلي.
إسرائيل وقابليتها للحياة
-بدأت كتابات تتحدث عن احتمالات قيام نوع من الحلف أو التقارب الإيراني- السوري- التركي- العراقي. هل ترى هذا المشهد قريب التحقق، أم أنه ما زال في مرحلة هذا الغموض الذي يلف المشهد الإقليمي والدولي الذي أشرت إليه؟
-لم يزل هناك غموض ما، حاليا ماذا حصل؟ ضعف نظام جورج بوش فأصبحت المنظومة الأميركية توكّل آخرين. وكّلت فرنسا بإعادة الحديث مع سوريا، حتى الأدبيات المعادية لإيران تراجعت، ولا أعتقد أن لهذا الأمر دلالة بعيدة المدى، فهذه تكتيكيات ظرفية. ماذا سيحصل بعد الانتخابات الأميركية؟ لا نعلم سواء كان في الحكم ديمقراطيون أم جمهوريون، لأن التغيير في سياسات الدول الخارجية يتطلب ثورات داخلية، ونحن أبعد ما نكون في الدول العربية حاليا عن الثورات.
-ما هي قراءتك للمشهد الإسرائيلي اليوم؟
-إن قابلية إسرائيل، سواء اليوم أو أمس، على الاستمرار في الحياة، مرتبط فقط بتأييد أميركا الدول الغربية، فلو لم يكن هذا التأييد موجودا، لما وُجِدت دولة إسرائيل. بعد ضربة العام 2006، كان يمكن أن يكون الوضع أكثر سوءا في إسرائيل. إن إسرائيل أصبحت جزءا جوهريا من المنظومة الفكرية السياسية الغربية، ولهذا السبب هناك جزء كبير من العرب، الذين لا يودون محاربة إسرائيل أو الدخول حتى في مواقف كلامية حادة ضدها، معتبرين ذلك عداء للغرب!