تتصاعد من وقت لآخر التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة تطال هذه المرة لبنان بشعبه ومؤسساته وبناه التحتية.. وثمة وفود آتية وأخرى مغادرة، وهذه وتلك تزعم بأنها تسعى لمنع حصول تلك الحرب أو على الأقل تأخيرها!
تتصاعد من وقت لآخر التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة تطال هذه المرة لبنان بشعبه ومؤسساته وبناه التحتية.. وثمة وفود آتية وأخرى مغادرة، وهذه وتلك تزعم بأنها تسعى لمنع حصول تلك الحرب أو على الأقل تأخيرها!
ليس من حق أي مسؤول رسمي لبناني، خصوصاً عندما يتولى حقيبة سيادية أساسية، تُعبّر عن سياسة بلده، أن يجعل المعيار الذاتي، سواء أكان طائفياً أم مذهبياً أم حزبياً أم سياسياً، أساس تعامله مع حكومات الدول، ذلك أن الموقع الإقليمي لأي بلد في معادلات الصراع أو التسويات أو التوازنات، هو قرار سياسي بامتياز يتخذه أهل الدولة مجتمعين. ما هي مناسبة هذه المقدمة؟
كنتُ يومها خارج المنزل ولفت انتباهي زحمة سيارات الإسعاف بأبواقها وأضوائها وأعدادها وكلها تُنذر بحدث كبير. عدتُ إلى المنزل لأُصعق بخبر تفجير أجهزة "البيجرز" التي يستخدمها آلاف العاملين في قطاعات حزب الله المدنية والعسكرية بما فيها الطبية والتمريضية والإنقاذية.
لم تجف دمعتي بعد لكثرة ما ودّعتُ من أحبة في العام الماضي وبداية العام الحالي؛ تلك الدمعة ذرفتها أيضاً عند وداع زياد الرحباني الذي لا أعرفه شخصياً، برغم حضوري أغلب مسرحياته، وأكاد أجزم أنّي لم أرهُ خارج الخشبة، إلا مرّات قليلة رأيته خلالها ماشياً في شارع الحمرا.
في مطلع هذا العام فقدت أختي التي تسكن حي السلم ابنها البكر الذي قضى وحيداً في غرفته في أبيدجان حيث كان يعمل بعيداً عن زوجته وأطفاله وأهله.
ماذا يعني أن تكون من إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، ومن عائلة تنتمي إلى بيئة المقاومة وأن يكون كل أخوتك، ذكوراً وإناثاً يسكنون قريتك الرابضة على حدود فلسطين المحتلة أو في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
في الأسابيع الأولى التي تلت 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عاش سكان الجنوب اللبناني ولا سيما أبناء القرى الحدودية، حالة من الترقب، لكنهم قرّروا البقاء في بيوتهم وممتلكاتهم وأرزاقهم قبل أن يشتد أوار العنف الإسرائيلي الممنهج، لتبدأ حركة نزوح تدريجية شملت معظم القرى الحدودية.
في إطار مادة المجتمع اللبناني التي أُدرّسها في الجامعة اللبنانية، تعمدتُ هذه السنة أن أطرح موضوع هوية لبنان. وبرغم وضوح مقدمة دستور ما بعد اتفاق الطائف التي نصّت على أن "لبنان عربي الهوية والانتماء"، إلا أننا نسمع من حينٍ إلى آخر آراءً تقول بغير ذلك.
يعاني لبنان من أزمة اقتصادية انفجرت في خريف العام 2019 وتزداد حدتها سنة بعد سنة مترافقة مع أزمات سياسية تعيق انتظام الحياة السياسية في البلد، ما أدى إلى إنهيار أغلب القطاعات وتعطل الخدمات العامة الأساسية وإنهيار قيمة العملة الوطنية وتراجع القدرة الشرائية للبنانيين وارتفاع معدلات البطالة والفقر.
تسمر مئات الملايين يومياً لمشاهدة مونديال قطر الذي أقيم بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر 2022. هذا الحدث الذي يخلو عادةً من السياسة، وفقاً لقواعد "الفيفا"، المنظم للمونديال، خُرِقَ من قبل "الفيفا" ذاته عندما علّق مشاركة منتخب روسيا في نهائيات كأس العالم 2022 دعماً منه لأوكرانيا.