كويّا.. بطولة أهل الجنوب السوري وكلُ جنوبٍ

كويّا، تلك القرية الوادعة في حوض اليرموك الخصب والغنيّ بالمياه، والتابعة لمحافظة درعا، أبى شبابها على أنفسهم الكريمة والعزيزة مشاهدة استباحة أرضهم، فواجهوا العدو الصهيوني المتوغّل بالنار من بنادقهم البسيطة، التي رفضوا تسليمها برغم تهديدات العدو لهم: السلاح هو الذي يدافع عن الأرض والحياة في جنوبنا الغالي، في حال التهديد الاحتلالي والإحلالي!

سرعان ما أتى الجواب. لم يجد العدو بُدّاً من إرسال مُسيّرة لاغتيال هؤلاء الشباب الأبطال، الذين وقفوا كالطود في مواجهة جبروته، لأنه لا يجرؤ على مواجهتهم رجلاً لرجل! فاستشهد هؤلاء الشباب السبعة معاً، رحمهم الله، وجُرِحَ بعض المدنيين، وأنا أتمنّى لهم الشفاء العاجل والتام.

هكذا إذن انطلقت المقاومة في الجنوب السوري، ولم يكن ما جرى في كويّا هو الأول من نوعه في رفض أهلنا في الجنوب للاحتلال ولاستباحته لأرضنا الطاهرة، فقد تصدّى له أهل الجنوب بصدورهم العارية، فجُرِحَ بعضٌ منهم!

انطلاقة مقاومة العدو من الجنوب تطوّرٌ هام وملفت للانتباه، ومن خلال معرفتي بأهلي في سورية، فهذا الحدث سوف يتكرّر وعلى نطاق أوسع، طالما أن العدو يستبيح أرضنا، فأهل الجنوب لن يستسلموا لهذا الواقع!

لله درّكم يا أهلي في جنوب سورية ويا أهلي في جنوب بلاد الشام.. إنها الكرامة وعزة النَفس والأنَفة ما ميّز تاريخكم على طول الأيام، فما اعتاد أهل سورية وبلاد الشام السكوت على الضيم وعلى العدوان.

إنه لغز الجنوب، في سورية وفي لبنان وفي غزة، جنوب الجنوب و”روح الروح”!

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  قطار إسطنبول الصين.. وقطار المصالحات معاً
ريم منصور سلطان الأطرش

كاتبة عربية، دمشق

Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  قطار إسطنبول الصين.. وقطار المصالحات معاً