رسالة “سريّة للغاية” من عراقجي إلى ظريف!

في زاوية ساخرة تُدعى "النظارة السوداء"، نشر موقع "فرارو" الإيراني مقالاً ساخراً بقلم محسن صالحي‌خواه، قد يكون أبسط وأبلغ من كل التحليلات الجادة عن الجولة الأولى من المفاوضات الأميركية الإيرانية التي جرت أمس (السبت) في مسقط، على أن تعقد الجولة التالية السبت المقبل في العاصمة العُمانية.

كتب محسن صالحي‌خواه في موقع “فرارو”:

“بصفتي شخصاً لست خفيف الظل (أي ثقيل دم)، أعتمد في كتاباتي كثيراً على الأسلوب الساخر. لا أعلم لماذا! ربما هي آلية دفاعية ضد الإصابة بالجنون بسبب عالم السياسة في إيران، ثم في العالم. وأنا بصفتي كاتباً سياسياً، حتى لو أردت، لا أستطيع الهروب من هذا العالم الغريب العجيب. لذا أفضل أن أضحك على الكثير من الأمور بدلاً من الإستسلام للتشاؤم؛ أفضل أن أرى الأمور من خلال نظارتي السوداء.

وهذه الحلقة الأولى من “النظارة السوداء”. كنت أفكر فيما أكتبه، وإذا بي – صدفةً بحتة – أعثر على رسالة سرية للغاية من عباس عراقجي موجهة إلى محمد جواد ظريف. نص الرسالة يُنشر حصرياً في هذا الموقع، وحقوق النشر محفوظة لدينا.

رسالة سرية للغاية من (عباس) عراقجي (وزير الخارجية الحالي) إلى (محمد جواد) ظريف (وزير الخارجية الأسبق وعراب الإتفاق النووي عام 2015):

“جواد؛

يا عزيزي، سلامٌ عليك،

أتمنى أن تكون بخير. أما أنا، فلا يشغلني شيء سوى الحنين إليك، يا عزيزي. عدنا للتو من عُمان، وأستفقدك كثيراً. تعرف يا جواد، نحن الدبلوماسيين تعودنا على النوم السيء في السفر، لكن الحمد لله، عُمان كانت قريبة، ونومنا ما اختلّ كثيراً.

كنت قلقاً أن تفوتني مباراة برشلونة ضد ليغانيس الليلة، لكن الحمد لله، لم يحصل تأخير في الرحلة. طبعاً، لأن الطيارة كانت خاصة استطعنا العودة بسرعة من مطار مسقط، وهذا بحد ذاته إنجاز ديبلوماسي، إذا سألتني.

دعني أقولُ لك يا جواد، بلا لف ودوران.. وجودنا كله في عُمان كان توتر فوق توتر. تعرف واحد اسمه جواد لاريجاني؟ عسى أن يهديه الله، لكنه أطل علينا تلفزيونياً قبل أيام قليلة، وقال فجأة: “الأميركان مثل الأولاد المدللين، ممكن فجأة يفتحوا الباب ويدخلوا”. ومن وقتها كنا نرصد الباب بعين، والورقة التي يأتي بها الوسيط العُماني بالعين الثانية.

وكلما دخل علينا بدر البوسعيدي (وزير خارجية سلطنة عُمان)، كنتُ أتوقع أن يُطل من خلفه (المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف) وِيتكوف وكأنه في فيلم “أكشن”! ساعتان ونصف من المفاوضات الورقية فقط.. والبوسعيدي يروح ويجيء كأنه حكم في مباراة  ديبلوماسية. وفي كل مرة كان يخرج كنا نضع الكرسي وراء الباب حتى لا يدخل علينا وِيتكوف فجأة مع أصحابه! المسكين كان يدق الباب ويقول: “Abbas, it’s me” ونحن نفتح له الباب بشك وريبة! الله لا يسامحك يا جواد!

لا تفهمني غلط يا جواد، لا أقصدك أنت شخصياً. أنت حبيبي وعزيزي. أقصد “ذاك الجواد”… الذي نكّد علينا الأجواء العُمانية.

نسيت أن أقول لك أمراً عن وِيتكوف. يقولون عنده مكتب عقاري! يبيع، يشتري، يؤجر، يرهن. وأنا، عندما سلّمت عليه بعد الاجتماع، عددتُ أصابعي. تعرفني يا دكتور، أتوتر من سماسرة العقارات!

من الممكن أن تشتري منه بيت، تفرح فيه، تنقل أغراضك يوم الجمعة، وتقوم السبت الصبح على صراخ أولاد مدرسة ابتدائية، وتكتشف أن بيتك الفخم جنب مدرسة صبيان! طبعاً، ما شاء الله عليهم، طاقة خارقة. تعرف قصدي صح؟ ابتهل لله ألا يكتبها لنا!

ولكن يقولون (عن ويتكوف) إنه عادِلٌ في العمولات. دعنا ننتظر الأيام المقبلة ماذا تُخبىء لنا. وأنت بما أنك غُدت للجامعة وعندك وقت فراغ، لا بأس إن مررت علينا إذا سمح وقتك (…).

المخلص لك،

سيد عباس”.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  محادثات فيينا.. إرتفاع أسهم الإتفاق بعد الإنتخابات الإيرانية
طهران ـ علي منتظري

كاتب وصحافي ايراني مقيم في طهران

Download Premium WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  حفظ السر نوع من الخيانة؟