في زاوية ساخرة تُدعى "النظارة السوداء"، نشر موقع "فرارو" الإيراني مقالاً ساخراً بقلم محسن صالحيخواه، قد يكون أبسط وأبلغ من كل التحليلات الجادة عن الجولة الأولى من المفاوضات الأميركية الإيرانية التي جرت أمس (السبت) في مسقط، على أن تعقد الجولة التالية السبت المقبل في العاصمة العُمانية.
وسط اهتمام عالمي واقليمي كبير، بدأت في العاصمة العمانية مسقط، أمس (السبت)، أول جولة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية غير المباشرة بوساطة عُمانية تولاها وزير الخارجية بدر البوسعيدي الذي خصّصت بلاده قاعتين منفصلتين في فندق "قصر بستان" في العاصمة مسقط للوفدين الإيراني برئاسة وزير الخارجية عباس عراقجي والأمريكي برئاسة المبعوث الرئاسي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ينتظر العالم، بحذر وترقب شديدين، ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية الإيرانية التي ستعقد في سلطنة عمان غداً (السبت) ويتمثل فيها الجانب الإيراني بوزير الخارجية عباس عراقجي والجانب الأميركي بالمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف..
فجأة إنتقلت إيران من الموقع الأميركي إلى الموقع النقيض. حصل ذلك في الحادي عشر من شباط/فبراير 1979. أسقط الثوار الإيرانيون الشاه محمد رضا بهلوي وأمسكوا بزمام السلطة لكن بلا خبرات في إدارة الحكم، داخلياً وخارجياً، ولا في كيفية الحفاظ على مصالح إيران الوطنية.
أثارت الحشود العسكرية الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط الكثير من اللغط علی خلفية التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران والتي عبّرت عنها الرسالة التي أرسلها للقيادة الإيرانية ويبدي فيها رغبة بلاده بفتح باب المفاوضات بشأن قضايا تهم الجانبين، وهي رسالة لم تستبعد الخيارات الأخری في حال فشل الخيار التفاوضي.
عاد ملف المفاوضات الأميركية الإيرانية إلى واجهة الأحداث الدولية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منذ العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي، وما أعقب تلك العودة من دينامية ضغط أميركية تهدف إلى فرض اتفاق نووي جديد بين الجانبين بشروط مختلفة عن التي أدت إلى إبرام اتفاق العام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة وكان يُفترض أن تنتهي مفاعيله في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
تترقب الأوساط الإقليمية والدولية باهتمام كبير ما ستؤول إليه العلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة والقيادة الإيرانية علی خلفية البرنامج النووي الإيراني وذلك في أعقاب الرسالة التي وجّهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران وتولى نقلها إلى طهران المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات العربية المتحدة أنور قرقاش.
لم تمضِ ساعات على اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أرسل رسالة إلى إيران من أجل التفاوض على برنامج أسلحتها النووية، حتى سارعت طهران بلسان وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى نفي ذلك، فيما قال المرشد السيد علي خامنئي إن إيران لن تفاوض تحت ضغط من أية دولة "تمارس البلطجة". ورداً على الرد قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة يُمكنها التعامل مع إيران إما عسكرياً أو من خلال إبرام اتفاق نووي جديد.
يترقب المجتمع الدولي قمة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين المقررة في الرياض من دون تحديد موعد نهائي حتى الآن، وعلى جدول أعمالها مناقشة امكانية اخماد الحروب والأزمات والتوترات بين البلدين.