لماذا رشّحت مصر نبيل فهمي لجامعة الدول العربية؟

من هو نبيل فهمى المرشح؛ من قبل مصر؛ لمنصب الأمين العام الجديد للجامعة العربية، خلفاً للأمين العام الحالى السفير أحمد أبوالغيط الذى تنتهى فترة ولايته نهاية شهر حزيران/يونيو المقبل؟

المهتمون بالشؤون العربية والدولية يعرفون السفير نبيل فهمى جيداً، ويعرفون سيرته منذ تعيينه سفيراً فى واشنطن، ومن ثم تعيينه عميداً لكلية العلاقات العامة فى الجامعة الأميركية فى القاهرة عام 2009، وصولاً إلى توليه منصب وزير الخارجية، في حزيران/يونيو 2013.

يُذكر أن والد نبيل فهمي كان أيضاً قد تولّى منصب وزير الخارجية، فى عهد الرئيس الأسبق أنور السادات، عام 1973، لكنه استقال احتجاجاً على الطريقة التي أدار بها السادات المفاوضات مع الإسرائيليين، وعلى الزيارة التي قام بها إلى القدس فى تشرين الثاني/نوفمبر 1977، ومشاركته في مفاوضات “كامب ديفيد” التي أفضت إلى توقيع “اتفاق السلام” فى آذار/مارس 1979.

بتقديرى، أن من يريد التعرف على نبيل فهمى بصورة جيدة عليه أن يقرأ سيرته الشخصية، ومذكراته التى صدرت عن “دار الشروق”، فى شباط/فبراير 2022، بعنوان “فى قلب الأحداث”. عندما صدر الكتاب، ذهبت أنا وأشرف البربرى (مدير تحرير صحيفة “الشروق”، الذي تولّى ترجمة وتحرير الكتاب) لمحاورة الوزير نبيل فهمى فى شقته فى الزمالك. يومها لم تكن المنطقة قد وصلت للحالة التى وصلت إليها الآن، كنَّا نظنُّ وقتها أن إسرائيل متعنتة ومراوغة وتتهرب من عملية السلام.

فى هذا الحوار قال لنا نبيل فهمى: “ادخل المفاوضات بحسن نية، لكن لا تفترض حُسن النوايا عند الآخرين حتى تتأكد من وجودها”.

اليوم، وبينما يتهيأ نبيل فهمى لتسلم منصبه المرشح له، ليكون الأمين العام القادم لجامعة الدول العربية، صارت إسرائيل أكثر توحشاً. فقد دمرت قطاع غزة بصورة شبه كاملة، وتمضي في مشاريع تهويد الضفة الغربية، واحتلت المزيد من الأراضي السورية بعد أن كان لها دور فى إسقاط نظام بشار الأسد . كما دمرت جنوب لبنان واغتالت معظم قادة حزب الله، وشنَّت هجوماً شرساً على إيران بدعم أميركى سافر.

سيتسلم نبيل فهمى منصبه المرتقب، وبنيامين نتنياهو يدعي أنه مُلتزم بتحقيق “رؤية إسرائيل الكبرى- من النيل إلى الفرات”، ما يعنى أن فهمى سيدخل في معركة من اللحظة الأولى، لأن “خريطة نتنياهو” تعنى السيطرة على المزيد من أراضي العديد من الدول العربية.

قال فهمى يوماً “إن اعتماد العرب على الغير لتوفير الحماية أتاح لجيرانهم التفوق عليهم والسعى لفرض نفوذهم على المنطقة”.

حينما صدر كتاب فهمى، عام 2022، كانت نُذر الأزمة الروسية الأوكرانية تتجمع، وهى اندلعت بالفعل بعدها بايام قليلة، وماتزال مستمرة وتُلقى بظلال قاتمة على مناطق كثيرة فى العالم. لكن فهمي تنبأ يومها أيضاً بأن سيناريو الحرب الشاملة بين روسيا والغرب مُستبعد.

وحينما صدر الكتاب لم تكن الحرب الأهلية فى السودان قد بدأت، لكن الأزمة الليبية كانت كما هى، وكذلك الحرب فى اليمن.

فى حوارنا مع الوزير فهمى، بمناسبة صدور كتابه، قال لنا إنه يمكن تحويل التغيرات الإقليمية إلى فرص للنجاح إذا تم التفاعل معها وليس التنازع حولها. وقال أيضاً: “إن مصر تحتاج إلى مصارحة جميع الأطراف المعنية بالسد الإثيوبى وبالمخاطر التفصيلية لتجاوز حقوقها المائية، وإن الخلاف ليس على كمية المياه، بل على من له حق في إدارتها”.

لا أعرف إذا كان هذا المنطق ما يزال صالحاً الآن فى ظل هذا التوحش الإسرائيلى والبلطجة الإثيوبية والتمدّد التركى فى المنطقة؟!

حينما صدر الكتاب، قال نبيل فهمى فى حوار مهم على فضائية “سكاى نيوز” العربية، إن العلاقات المصرية الأميركية فى عهد الرئيس جورج بوش كانت باردة، وأن مشكلتنا أن معظم قضايا الشرق الأوسط تتم من دون مشاركة عربية.

وعن علاقته بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، قال إنها كانت إنسانية، وإنه قَبِلَ منصب وزير الخارجية عام 2013 بعد أن رفضه مرتين، لأن البلد في ذاك العام كانت فى خطر. ويرى فهمي أن ثورة 25 كانون الثاني/يناير كانت ثورة حقيقية، لكنها لم تنجز ما سعت إليه.

مرة أخرى، من يريد معرفة من هو نبيل فهمى، ويطلع على سيرته وآراءه وحياته الشخصية، عليه أن يقرأ كتاب “فى قلب الأحداث” لأنه يُلخص مسيرة حياته حتى الآن.

كل التمنيات الطيبة لنبيل فهمى، وكان الله فى عونه فى المهمة التي تنتظره- الشديدة الصعوبة.

(*) بالتزامن مع “الشروق

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  "ألمانيا تستيقظ".. لكن بلا "هتلرها"!
عماد الدين حسين

كاتب وصحافي مصري

Download WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  الحرب الباردة تنتهي.. مسار أوسلو يبدأ