في التفاصيل، أن رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري أبلغ الرئيس اللبناني ميشال عون وكلا من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وقيادة حزب الله، في الساعات الأخيرة، أنه يرغب بتحمل المسؤولية في هذه اللحظة وأنه لا يمانع ترؤس الحكومة الجديدة وأن تكون ذات طابع تكنوسياسي، وأن تضم أصحاب خبرات وكفاءات حتى لو كانوا من الحزبيين، مشددا على أهمية أن تحدث هذه التشكيلة بأسمائها ووجوهها وخبراتها الصدمة الإيجابية المطلوبة في الشارع اللبناني، وأن تكون الأولوية للإنقاذ المالي والإقتصادي وتدارك الإنهيار المصرفي والمالي.
وجاء موقف الحريري بعد سلسلة من التطورات، كان أبرزها الإعلان عن مقابلة تلفزيونية سيجريها الرئيس اللبناني ميشال عون مساء اليوم (يحاوره فيها الزميلان سامي كليب ونقولا ناصيف)، ويعلن خلالها عن موعد الإستشارات النيابية الملزمة قبل نهاية الأسبوع الحالي، وتجاهل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله موضوع الأزمة الحكومية والتكليف والتأليف في خطابه أمس (الإثنين) بمناسبة “يوم الشهيد”، فضلا عن رصد حركة مشاورات بين بيروت وعدد من العواصم تمحورت حول تسمية شخصية سنية من الكفاءات المالية العالية لترؤس الحكومة اللبنانية الجديدة (طرحت أسماء محددة وبعضها يقيم خارج لبنان).
وبينما كان الحريري ينتظر، أمس، أفكارا جديدة أو أجوبة محددة من كل من المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل حول آخر الأفكار التي قدمها إليهما، فوجىء رئيس الوزراء المستقيل بتأخر تواصل “الخليلين” معه. وتزامن ذلك مع وصول مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، إلى بيروت ليل أمس (الإثنين) في زيارة يغلب عليها الطابع الإستطلاعي (لا رسالة ولا مبادرة فرنسية محددة يحملها الموفد فارنو حسب أوساط أوروبية متابعة).
وعلم موقع 180 أن الحريري تبلغ من الفرنسيين، قبيل وصول الموفد الفرنسي إلى بيروت أن الإتحاد الأوروبي يربط بين تبوئه رئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة وبين تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” الدولي لدعم الإقتصاد اللبناني بمقويات (قروض بقيمة نحو 11 مليار دولار)، وبالتالي، لن يتجاوب الأوروبيون (صناديق ومؤسسات مالية) مع طلبات الحريري المتتالية لوضع وديعة في مصرف لبنان، ولن يبدأوا بتنفيذ مقررات “سيدر” إلا بعد أن تتبلور هوية رئيس الوزراء اللبناني الجديد والحكومة التي سيترأسها.
علم موقع 180 أن الحريري شدد على إبعاد الوجوه الإستفزازية، وذلك في إشارة مبطنة ومتجددة إلى عدم رغبته بتوزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في أية حكومة برئاسته
في هذا السياق السياسي، قرر الحريري فتح إعادة فتح خطوط التواصل بينه وبين قيادات حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل، حيث جرت مشاورات بعيدة عن الأضواء، فجر اليوم (الثلثاء)، أفضت إلى إعادة تعويم فكرة أن يترأس الحريري الحكومة اللبنانية الجديدة.
وعلم موقع 180 أن الحريري شدد على إبعاد الوجوه الإستفزازية، وذلك في إشارة مبطنة ومتجددة إلى عدم رغبته بتوزير رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في أية حكومة برئاسته، وهي النقطة التي يرفض حزب الله ورئيس مجلس النواب الخوض فيها تاركين للحريري أن يحسمها مع باسيل نفسه.
وعلم أن الوسيط علاء الخواجة الذي كان يتولى في مرحلة ما إدارة المفاوضات غير المباشرة بين الحريري وباسيل قد قرر الإنكفاء عن المسرح السياسي، في هذه المرحلة، فغادر إلى باريس فالعاصمة البريطانية، فيما تردد أن مدير مكتب رئيس الحكومة الاسبق نادر الحريري عاد إلى بيروت في الأيام الأخيرة.
تمنى عون تشكيل حكومة لبنانية قريبا، قائلا بالحرف الواحد: “ان شالله قريبا بيكون في حكومة”
يذكر أن الرئيس اللبناني، وقبيل ساعات من مقابلته المتلفزة، أعلن أمام وفد مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان وسفراء المجموعة العربية أنه ستكون هناك حكومة للبنان “قريبا جدا”.
وتضم مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان كلا من الامم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وايطاليا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية بالإضافة إلى الاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية، وقد تم إطلاقها في أيلول/سبتمبر 2013 “من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته وتحديداً من أجل تشجيع الدعم للجيش اللبناني واللاجئين السوريين في لبنان والمجتمعات اللبنانية المضيفة والبرامج الحكومية والخدمات العامة التي تأثرت بالازمة السورية”، كما جاء في النبذة التي أوردها موقع المفوضية الأوروبية في لبنان.