“درون” لإستهداف السفارة الأميركية في عوكر.. بتوقيع “داعش”

مع تعيين زعيم جديد لتنظيم "داعش" هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، خلفاً لأبي بكر البغدادي، تعمل مجموعات هذا التنظيم الإرهابي، وفق صيغة "الذئاب المنفردة" للوصول الى اي هدف، ومحاولة بث الروح في ما تبقى من "خلايا نائمة".

كشف الامن العام اللبناني مؤخرا عن احباط عملية ارهابية كان تنظيم “داعش” ينوي تنفيذها ضد السفارة الاميركية في بيروت، وذلك في خضم الاشتباك الايراني الاميركي الذي أعقب العملية العسكرية الاميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد مطلع السنة الحالية.

وفي الوقائع التي ذكرها مصدر امني لبناني معني لموقع “180” ان بيانا صدر عن المديرية العامة للامن العام في 15 كانون الثاني/ يناير 2020، اعلن فيه الأمن العام عن تنفيذ عملية استباقية احبط بنتيجتها مخططا ارهابيا كان يستهدف سفارة دولة غربية، وانه تم توقيف الارهابي الذي اعترف بانتمائه إلى تنظيم “داعش” الارهابي، وقد صُودرت من مكان اقامته مواد متفجرة وخرائط ومعدات كان يستخدمها في الاعداد للعملية الارهابية.

مع صدور هذا البيان، نشطت سفارات غربية لطلب مواعيد من قيادة الامن العام لحصول على ما أمكن من معطيات، خصوصاً وأن توقيت العملية، لو نجحت، كان سيتسبب بخلق إلتباسات كثيرة، ليس أقلها توجيه الإتهام إلى حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، ربطاً بخطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي أعقب إغتيال سليماني والمهندس مطلع هذه السنة.

وكشف المصدر ان المديرية العامة للامن العام، “وبعد استطلاع واستعلام ورصد للشاب (ابراهيم س.)، وهو من مواليد 1999 من بلدة عربيد في ريف مدينة حلب السورية، تبين أنه دخل لبنان مع عائلته بطريقة شرعية في العام 2013 واقاموا في أحد الأحياء القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت، وتبين أن (إبراهيم س.) قد عمل في شركة لتجارة الادوات الكهربائية الى حين توقيفه وكان يتقاضى راتبا شهريا مليون ليرة لبنانية”.

وفق إعترافات (إبراهيم س.)، فإنه قد عاد بمفرده الى سوريا في العام 2015 بهدف زيارة اقاربه في بمسقط رأسه عربيد التي كان يسيطر عليها، في حينه، تنظيم “داعش”، وهناك التقى بعدد من رفاقه وتبين له أن معظمهم بايع البغدادي وكانوا يحملون السلاح ويرتدون اللباس العسكري من ضمن ما كان يعرف بـ”اشبال الخلافة”، وحاولوا اقناعه بالانضمام الى التنظيم والخضوع لدورة عسكرية، لكنه، وحسب زعمه، رفض وعاد الى لبنان بعدما أمضى في بلدته قرابة شهر.

بدأ (إبراهيم س.) بتجميع الطائرة واستحصل على مواد اولية لتصنيع المتفجرات عن طريق صيدلية قريبة من مكان سكنه، وفي موازاة ذلك، قام بأكثر من زيارة إلى محيط السفارة الأميركية في عوكر، إستطلع خلالها الطرق والمباني، وحدد نقطة لإطلاق الطائرة لا تثير الشبهات

بعد عودة (إبراهيم س.) الى لبنان، أنزل تطبيق “التلغرام” على هاتفه الخلوي، وبدأ يتواصل مع رفاقه في سوريا، وبعضهم كان يخضع للمراقبة الدقيقة من الأجهزة الأمنية اللبنانية. لوحظ في البداية، أن إبراهيم صار يتلقى من رفاقه كل اصدارات “داعش” من توجيهات وفيديوهات وتسجيلات صوتية. تطور الأمر، فصارت تصله عن طريق هذا التطبيق فيديوهات حول كيفية اعداد وتصنيع المتفجرات من مواد متوفرة في الاسواق وموجودة في الصيدليات والمحال التجارية ولا يثير الحصول عليها أية شبهات.

وعبر “تلغرام” أيضاً، تواصل مع قياديين في التنظيم، بينهم عبدالله التونسي المقيم في تونس، الذي استفسر منه عن مكان اقامته في لبنان، فاخبره انه منذ وصوله إلى لبنان، يقيم مع عائلته في جنوب العاصمة بيروت، فسأله التونسي عن سبب عدم اقامته في طرابلس او غيرها من “معاقل اهل السنة”، فبرر له (إبراهيم س.) ان عائلته إختارت المكان وأن لا قدرة لديه لان يقيم وحده، وتطور الحديث بينهما ـ وحسب المصدر نفسه ـ  فإن التونسي طلب من (إبراهيم س.) ان يحدد له موقع ومساحة السفارة الاميركية في العاصمة التونسية عبر (Google Maps) لانه غير قادر على القيام بذلك من العاصمة تونس نفسها، كون هذه الخدمة محجوبة هناك، فعمد (إبراهيم س.) الى تحديد مكان السفارة الاميركية في تونس عبر التطبيق الأخير، وارسل مجموعة من الصور والمعلومات عنها الى التونسي، فعمد الاخير الى سؤاله ان كانت السفارة الاميركية في لبنان قريبة من مكان اقامته، فاجابه بالنفي، فطلب منه ان يقوم بعملية بحث عبر التطبيق نفسه، ففعل ذلك، واخبره ان موقعها في شرق العاصمة بيروت، وارسل له الصور، وسأله التنوسي: هل تستطيع استهدافها؟ فرد (إبراهيم س.) بالقول: أنا جاهز”.

ووفق المصدر نفسه، “حصلت مداولات بين التونسي و(إبراهيم س.) حول إمكان الحصول على (درون) وخريطة تجميعها، وبالفعل بدأ الثاني بتجميع الطائرة واستحصل على مواد اولية لتصنيع المتفجرات عن طريق صيدلية قريبة من مكان سكنه، وفي موازاة ذلك، قام بأكثر من زيارة إلى محيط السفارة الأميركية في عوكر، إستطلع خلالها الطرق والمباني، وحدد نقطة لإطلاق الطائرة لا تثير الشبهات. في هذه الأثناء، كانت تجري عملية رصده وبينما كان قد قارب على الانتهاء من تجميع الطائرة واعداد المتفجرة بداخلها، كانت اليد الامنية متربصة به وصولاً إلى توقيفه، وضبط كل المواد والوثائق التي عثر عليها في منزله، حيث تبين ان تواصله لم يقتصر على الارهابي عبدالله التونسي، انما شمل عناصر أخرى في الجزائر ومصر وسوريا ودول اوروبية، كما تبين أن إبن بلدته عربيد المدعو “أبو يوسف الاوروبي”، تواصل معه لأجل تأمين المال الذي يحتاجه للعملية، لكن (إبراهيم س.) زعم في التحقيقات أنه لم يتمكن من التواصل مع “الأوروبي” بسبب موضوع اللغة”. وأورد (إبراهيم س.) في إعترافاته أن “التونسي” سأله عن حزب الله ومراكزه وبعض كوادره في محيط سكنه.

إقرأ على موقع 180  من جورج فلويد إلى خيري علقم.. ازدواجية معايير الغرب

وقد احيل (ابراهيم س.) البالغ من العمر 21 سنة، مع إعترافاته الأولية الى النيابة العامة العسكرية في بيروت، للتوسع في التحقيق تمهيدا لمحاكمته أمام المحكمة العسكرية.

Print Friendly, PDF & Email
داود رمال

صحافي لبناني

Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  فلسطين تكتب مستقبلنا بدماء غزة هاشم