عبدالله سليمان علي, Author at 180Post - Page 5 of 9

249538-01-05.jpg

رسميّاً، وحتى الآن، لا وجود لفيروس كورورنا (كوفيد - 19) في سوريا. لكن خلوّ البلاد من الضيف الثقيل الذي بات يطوف في معظم دول العالم، لم يمنع الحكومة من تحريك عجلة الوقاية بأسرع ما تملك من قوة. وفيما تهدف الإجراءات الحكومية إلى تأخير الزيارة الأولى للفيروس منعاً لتداعياتها المحتملة على القطاع الصحي بالدرجة الأولى، بدأت تسود تساؤلات كثيرة حول الانعكاسات العسكرية والسياسية التي يمكن أن تترافق مع تدشين عصر كورونا في سوريا.

WYPPpylsVG7ucS0RnisE.jpg

باعتصامٍ متواضع على طريق M4الرئيسي الواصل بين محافظتي اللاذقية وحلب، أجهض أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة" الموعد الأول لانطلاق الدوريات الروسية-التركية المشتركة تنفيذاً لاتفاق موسكو. هذه الخطوة التي كشفت مدى هشاشة الاتفاق الثنائي بين الدولتين وافتقاره لآليات التنفيذ الحاسمة، حملت في طياتها أيضاً رسالة ابتزاز واضحة للجانب التركي وسط أنباء عن مساعي أنقرة لإقناع الفصائل المسلحة بإعادة هيكلة نفسها.

1058494954_0-161-3229-1977_1200x0_80_0_1_59acf846a6d0d3f663226ba405c15439.jpg

من الانعكاسات غير المحسوبة للهدنة الجديدة التي أعلنها الرئيسان الروسي والتركي في الشمال السوري، بدء تراجع أزمة المحروقات التي كانت تعيشها مناطق سيطرة الجولاني منذ عدة أشهر، فمع توقف العمليات القتالية، سرعان ما انتعش قطاع النفط الذي تحتكره شركة "وتد للبتروليوم" جراء وصول شحنات من المازوت والبنزين والغاز من مناطق شرق الفرات التي تهيمن الولايات المتحدة على حقول النفط فيها. فهل تبيع واشنطن النفط إلى تنظيم ارهابي؟

Syria-1280x854.jpg

حطّ وفدٌ أميركي رفيع المستوى في معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا في خطوة لم تتكرر منذ عام 2011. توقيت الزيارة لم يخلُ من دلالات ورسائل موجهة بمعظمها إلى اللاعبين الرئيسيين - موسكو وطهران ودمشق وأنقرة، غير أن بعض هذه الدلالات والرسائل قد يتسرّب إلى أقنية "جبهة النصرة" المصنّفة على قائمة الارهاب العالميّة والتي يُعتبر معبر باب الهوى بمثابة العمق الاقتصادي وشريان الحياة لإمارتها الاسلامية.

syria-jabhat-al-nusra-nusra-front.jpg

يبدو أن الرسائل المتبادلة بين واشنطن من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة ثانية وصلت إلى نقطة متقدمة على صعيد حسم طبيعة العلاقة بين الطرفين. ثمّة مرونة أميركية واضحة في توصيف "الهيئة" في حين يكثّف الجولاني جهوده لتلبية الشروط المطلوبة من أجل إعادة تلميعه ونزع صفة الارهاب عنه. فهل ينجح الأخير في استنساخ نموذج "طالبان" أم أن التطورات الميدانية ستفوّت عليه هذه الفرصة؟

1038891685.jpg

تسود في أوساط الفصائل المسلحة حالةٌ من الخواء الاستراتيجي نتيجة التقدّم المتسارع للجيش السوري في جبهتي إدلب وحلب. وقد زادت مواقفُ أنقرة الأمورَ تعقيداً بسبب ما يصدر عنها من إشارات متناقضة. كذلك، لم يؤد نزول الجيش التركي إلى الميدان السوري إلى تصحيح الخلل الحاصل.

1553724257_1-1239680-1130x580-1.jpg

تعمّق المأزق التركي في سوريا مع خروج مدينة حلب بالكامل عن دائرة تأثير الفصائل المسلحة المدعومة من قبل أنقرة. وتشير المعطيات إلى أن التداعيات المترتبة سيكون لها تأثير الدومينو على السياسة التركية التي طوّقت نفسها بسقوف مرتفعة من التهديدات والمطالبات. وفي خضمّ ذلك، لا يبدو أن أمام أنقرة سوى العمل على إغلاق ملف هيئة تحرير الشام، إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

47660627_403.jpg

تزايدَ نشاطُ المفارز الأمنيّة التابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في مناطق شرق الفرات في الآونة الأخيرة. ولا يحمل ذلك مؤشراً على مراكمة التنظيم قدرات وإمكانات جديدة أتاحت له رفع مستوى عملياته وحسب، بل على الأرجح أن هذه الاستفاقة الأمنية تضرب جذورها عميقاً في تربة "الصفقات القذرة" و"الانتصارات الملتبسة" بقيادة وإشراف التحالف الدولي، والمحصّلة أن قيادة "داعش" الجديدة وجدت نفسها أمام هامش واسع يتيح لها العزف على وتر الفوضى الإقليمية.

000_1OX7F1-1280x720.jpg

وصل مأزق السياسة التركيّة في إدلب إلى نقطة الذروة واضعاً حكّام أنقرة أمام خيارات صعبة لا يحسدون عليها. وما كان حتى الأمس القريب مناورات مكشوفة لشراء الوقت بانتظار متغيرات إقليمية ودولية، تحوّل بفعل التطورات الميدانية إلى انهيارات متسارعة اضطرت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وضع ملف إدلب على رأس قائمة اهتماماته.

al-nusra-front-fighters-1.jpg

نجت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من تهديد هيئة الأركان الروسيّة بأن يكون عام 2018 هو عام القضاء على هذا الفصيل الإرهابي. سنتان تعزز خلالهما وضع هذا التنظيم،  خلافاً لتنظيم داعش، وتعززت معه سيطرة مكانيّة لافتة الإنتباه، لا تحجب حقيقة أن أبا محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" سيواجه في العام 2020 سلسلة تحدّيات داخلية وعسكرية وأمنية وسياسية.