إنّه الصباح الأول لمسعود بزشكيان وقد أتمّ مراسم التنصيب وأداء اليمين الدستورية. أي كرة نار هذه التي رُميت إلى صدره وهو الذي لم يصحُ بعد من مفاجأة فوزه بالرئاسة الإيرانية؟
هول الصدمة لم يدع للقيادة الإيرانية على اختلاف مستوياتها فرصة لهضمها. فقبل أقل من ثلاثة أشهر عاجلتها فاجعة خطفت رئيس الجمهورية الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان بتحطم مروحيتهما شمالي البلاد، بعد رحلة عمل إلى الحدود مع أذربيجان.
إنّه عام الأحزان النوعية في طهران التي كانت في نيسان/أبريل الماضي قد واجهت أولى لحظات الحقيقة باغتيال إسرائيل قائد قواتها في سوريا محمد رضا زاهدي في قنصليتها بدمشق. ضاقت المساحات الرمادية المفضلة بالنسبة لطهران في صراعها مع إسرائيل، فأطلقت صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل في ما وصف حينها بـ”أكبر استعراض بصري عسكري بالنيران الحية في تاريخ المنطقة منذ حروب الخليج”. كان الظن حينها أن إيران فرضت معادلة جديدة في الصراع، ورفعت ولو شكلياً من مستوى الردع، لكن اغتيال إسرائيل لقائد غرفة عمليات الحرب في حزب الله فؤاد شكر مساء، واغتيال إسماعيل هنية فجراً بعث لإيران والمحور الذي تقوده برسالة جرأة عنوانها: “لا مكان آمنا”، وطهران هنا كبيروت ودمشق وبغداد لم تعد خطاً أحمر، إذا ما افترضنا أنها كانت بالأصل كذلك، وهي التي شهدت منذ سنوات اغتيالات لعلماء نوويين إيرانيين وعمليات ذات طابع أمني ليس آخرها قبل أربع سنوات قتل كبير العلماء الإيرانيين محسن فخري زاده بسلاح رشاش جرى التحكم به عن بعد.
من الخميني إلى خامنئي
الصاروخ الإسرائيلي الذي قتل إسماعيل هنية لم يُحلّق كثيراً، بالتالي فهو انطلق من منطقة بام طهران المطلة على المجمع. هو احتمال من اثنين: مُسيّرة حملته وأطلقته، أو عناصر إسرائيليين تسلّلوا إلى المكان وتموضعوا فيه وأطلقوا صاروخاً صغيراً “برأس لا يتعدى وزنه السبعة كيلوغرامات ونصف”، وفق بيان الحرس الثوري.
يبدو المشهد وكأنه استعارة لسيناريوهات تمثيلية عُرضت في المسلسل الإسرائيلي المسمى “طهران”، والذي صُوّر منه الجزء الثالث مؤخراً وأعلنت منصة “آبل” تأجيل عرضه لأجل غير مسمى، ربما لاستلهام مشاهد أكثر واقعية من الأحداث الجارية حالياً.
مسؤول إيراني رفيع المستوى: “إيران بحاجة إلى الحفاظ على سيادتها، وعلى هذا الأساس تُناقش مراجعة عقيدتها، إذا لم يتم إزالة الأسلحة النووية من إسرائيل، فسيكون هناك تنافس على امتلاك الأسلحة النووية في المنطقة، وستعيد إيران تقييم استراتيجيتها بشكل مطلق”
أدركت طهران بعد الحادثة أنها أمام فعل يوازي بحجمه المعنوي احتلال العراق لأراضيها عام 1980، وأنها تماماً كما في ذلك الوقت تقف وجهاً لوجه أمام حرب جديدة مفروضة. صدّام حسين احتل مساحة جغرافية محدودة ما دفع إيران حينها للدخول في حرب امتدّت لثماني سنوات، انتهت بإعلان مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني الالتزام بقرار وقف إطلاق النار، واصفاً قراره بـ”تجرع كأس السم”. لكن الخميني لم يتجرعه سوى بعد ثماني سنوات، وبعدما كانت الجغرافيا الإيرانية قد استعيدت ولم يبق سوى نقاط تحفظ جرى التفاوض عليها، لكن الكأس المسموم بالنسبة له كان الفشل في اسقاط صدام حسين وحزب البعث.
اليوم، يُثبّت بنيامين نتنياهو بالنار استباحته للجغرافيا الإيرانية، فاغتيال هنية ليس سوى رأس جبل جليد غاطس من العمليات التي تخطت الخطوط الحمراء مراراً، ولم تجد ردعاً إيرانياً كافياً يمنعها، بالتالي لم تكلّف إسرائيل ثمناً حقيقياً يجعلها تُفكّر في اللحظة التي ستلي قيامها بأي فعل على امتداد المنطقة. ولعل ما حدث ليل 14 نيسان/أبريل 2024 عدّل ميزان الردع نسبياً، وساهم في ذلك الدخول الأميركي على خط الأزمة لضمان هبوط آمن، إلا أن فعالية تلك الجرعة لم تستمر طويلاً، وانهارت بحكم التحولات في المعركة الكبرى على مستوى المنطقة. وأثّرت في ذلك أيضا رغبة نتنياهو الشخصية في جرّ إيران إلى الصراع تدريجياً، ليصبح عنوان اليوم الذي يلي حرب غزة الحالية، بناء تحالف لمواجهة طهران النووية.
ربما هذا الذي يدفع البعض في طهران للنصح باتجاه ما يشبه تجرع السم عبر الامتناع عن الرد. طرحُ هؤلاء نابع من الخشية من الدخول في نفق بلا أفق، قد يؤدي لاستنزاف إيران واضعافها والمحور الذي تقوده حال تورطها في حلقة مفرغة من الاستهدافات المتبادلة مع إسرائيل. ولا يزال أصحاب هذه النظرية يعولون على تسوية مع أميركا تُجنّب المنطقة هذه المواجهة بالحد الأدنى من الخسائر. في بال هؤلاء أن السكوت الآن يمكن الإستثمار فيه مع الأميركيين لبناء اتجاه جديد في العلاقة، وهو ما سيكون أمضى رد على مغامرات نتنياهو “غير المحسوبة”. أصحاب هذا الرأي سمعوا الرد على كلامهم بشكل واضح من خامنئي، الذي ربط أي تراجع غير تكتيكي، أي في مساحة الإستراتيجيا، بـ”الغضب الإلهي”، وفق تعبير القرآن الكريم، يستتبع التراجع غير التكتيكي، في أيّ ميدان عسكري، أو سياسي، أو إعلامي، أو اقتصادي، “الغضب الإلهي” قال خامنئي الذي يتهمه البعض بالإفراط في ضبط النفس، وأن حساباته الكثيرة أرخت بظلال الضعف على ميزان الردع الإيراني.
خامنئي والكؤوس المرة
منذ أن أصبح قائداً لإيران، تعامل خامنئي مع العديد من التحديات الكبرى التي طالت بلاده والإقليم. هو من زعماء قلائل في العالم شهدوا التحولات الكبرى، من الحرب الباردة إلى سقوط الإتحاد السوفياتي ومن ثم الأحادية القطبية ودخولها في حروب يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق ولاحقاً الصراع حول برنامج بلاده النووي واقتراب الحرب، ومن ثم الإتفاق مع الأميركيين ومن ثم تطوير البرنامج بشكل مضطرد. كما كان عرّاب مأسسة توسع التأثير الإيراني في المنطقة وبناء جيوش من المقاتلين العقائديين الموالين لفكرة ولاية الفقيه، في لبنان وسوريا والعراق وباكستان وأفغانستان، وتحالفات مع الفلسطينيين واليمنيين.
ويمكن بموضوعية القول إن خامنئي هو كتاب نصف قرن من تاريخ إيران والمنطقة والعالم، ثائراً ورئيساً وقائداً. لذلك، يبدو الرجل، وقد تخطى من العمر الخامسة والثمانين، كمن يريد أن يختار الكأس المرّة الأكثر نجاعة والتي يمكن لتجرعها أن يحافظ على مكتسبات النظام.
المسألة لم تعد بالنسبة للقائد الإيراني الأعلى مناورة في صراعات الحيز الرمادي، التي تحمل تعريفا أكاديميا يضعها في المنتصف بين الحرب والسلام. هي المساحة التي يلجأ إليها الطرف الأقل قوة من الدول أو الجماعات غير الدولتية الفاعلة، في المعارك غير المباشرة، لبناء ضغط على الطرف الآخر واستنزافه إلى أبعد حد حيث يكون الثمن مرتفعا لدفعه للإنكفاء. منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ومع دخول إسرائيل أكبر حروبها وأطولها على الإطلاق يبدو أن مساحة الإيرانيين المفضلة تنكمش تدريجياً حتى تكاد لا تُرى.
بخلاف الصورة النمطية، خامنئي ليس صانع القرار الوحيد في إيران. هو صاحب صوت تفضيلي عندما يحتدم الخلاف، وبيده الصوت اللاغي على القرارات الكبرى، ومع ذلك هناك مؤسسات تحكم صناعة القرار وهي التي تؤثر في اتجاهاته بناء على المعطيات والدراسات والتداعيات. يختزل هذه المؤسسات المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يضم تحت مظلته ممثلان للقائد الأعلى، رئيس الجمهورية ورئيسا السلطتين القضائية والتشريعية (مجلس الشورى)، وزير الداخلية، وزير الخارجية، وزير الأمن، قائد القوات المسلحة، قائد الجيش، قائد الحرس، ورئيس مؤسسة الموازنة والتخطيط، إلى جانب الوزير المرتبطة قضية البحث به.
هؤلاء جميعا يؤثرون في قرار خامنئي النهائي، صحيح أنه يرسم الإطار العام للفعل، تماماً كما فعل في يوم اغتيال هنية عندما قال إن العقاب يجب أن يكون قاسياً وأن الرد واجب على إيران، لكن المجلس مجتمعاً هو الذي يحاول مقاربة التوجيهات بناء على مصلحة الجمهورية الإسلامية، وقدراتها، والخيارات المتوفرة أمامها.
باختصار، هناك كؤوس مرة توضع على الطاولة أمام خامئني والمجلس وعليهم اختيار أحدها. ولأن الأولوية بالنسبة لخامنئي في هذا المقطع الحسّاس تحضير النظام لمرحلة جديدة، فإن التأقلم مع الشكل الجديد للمعركة وإمكانية تحول الرد إلى مواجهة طويلة لن تتوقف بضربة وضربة مضادة، وربما تستدعي ما هو أكثر، فإن الأصل قبل قرار الذهاب نحو الخطوة ترتيب الأدوات اللازمة لها.
الرد وخيارات إيران الكبرى
وكما أن النظام الإيراني لم يكن صفرياً بالكامل سابقاً أو انتحارياً، فهو ليس كذلك في هذه اللحظة. لذلك فهو يستنفد كل الوسائل الممكنة قبل ولوج البوابة الجديدة، إدراكا منه أن اللحظة التي سيتخطى فيها العتبة لن تكون كما قبلها، وأن الأثمان المترتبة على خطوة كهذه ستفرض تكلفة إضافية عليه وعلى المحور الذي يقوده. بالتالي، فإن انتظار محادثات وقف اطلاق النار وفرصة تحقيق خرق جدي ليس خياراً ثانوياً على جدول أولويات النظام، لكنه أيضاً يتعامل مع الرد على أنه “حق مشروع في الدفاع، وهذا لا صلة له بوقف إطلاق النار في غزة”، على حد تعبير البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة التي أملت أن يكون الرد “في التوقيت والطريقة التي لا تضر بوقف إطلاق النار المحتمل”.
مسألة الرد من عدمه تبقى في مساحة الفعل المباشر والملموس، لكن ما ليس كذلك هو خيارات إيران الكبرى. لعل أهمها السؤال النووي والضغط المتزايد داخل أروقة النظام لاعادة تعريف عقيدته، بما يتناسب مع التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد. وليس سرّاً أن فتوى خامنئي حول تحريم صناعة وتخزين واستخدام السلاح النووي باتت موضع سؤال على مستويات عالية جداً، حول ما إذا كانت تخدم متطلبات الأمن القومي الإيراني وقوة الردع في ظل التهديدات المتزايدة منذ خروج الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الرئاسي الحالي، دونالد ترامب من الإتفاق النووي في أيار/مايو 2018.
“في العنوان العريض لا تندرج سياسة إيران النووية حتى اللحظة تحت تصنيف الغموض النووي كما في حالة إسرائيل”، شرح لي مسؤول إيراني رفيع خلال زيارتي قبل الأخيرة لإيران، مُفصّلاً أن الركائز الأساسية لهذه العقيدة هي:
- أـ فتوى الإمام الخامنئي تحريم تصنيع واستخدام وتخزين الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
- ب ـ الحق في إمتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.
- ج ـ منطقة خالية من الأسلحة النووية.
مسألة الرد من عدمه تبقى في مساحة الفعل المباشر والملموس، لكن ما ليس كذلك هو خيارات إيران الكبرى. لعل أهمها السؤال النووي والضغط المتزايد داخل أروقة النظام لاعادة تعريف عقيدته، بما يتناسب مع التحديات الجديدة التي تواجهها البلاد. وليس سرّاً أن فتوى خامنئي حول تحريم صناعة وتخزين واستخدام السلاح النووي باتت موضع سؤال على مستويات عالية جداً
لكن هذا المسؤول الرفيع عاد ليشرح أن نقاشاً على مستوى عالٍ يجري في البلاد، حول جدوى العقيدة الحالية، وأن الدافع الرئيسي وراء ذلك هو القيود التي تفرضها العقيدة الحالية في الحفاظ على مصالح إيران.
يقول: “التهديدات الإسرائيلية الأخيرة تعطي إيران الكثير من الأسباب لإعادة التفكير في استراتيجيتها، لكن هذا ليس السبب الوحيد”. (الحديث قبل اغتيال إسماعيل هنية في طهران). ويضيف أن خروج الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي هو أحد الأسباب لذلك، شارحاً أن قرار إيران بالدخول في محادثات نووية هدف في الأساس إلى تأمين رفع العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج، “ولكن ماذا حدث؟” يتساءل ويعود ليجيب على السؤال: “كان على إيران أن تواجه سياسة الضغوط القصوى الأميركية دون أن تفعل أي شيء، ماذا بعد”؟
يتابع المسؤول الإيراني في التأسيس لوجهة النظر بالقول إن الأمر الجديد الذي دخل على مساحة التحديات هو تكرار التهديد الإسرائيلي بضرب إيران بالأسلحة النووية. في هذا الإطار، يقول “التهديدات التي أظهرها الكيان الصهيوني والتحول من سياسة الغموض بشأن برنامجهم النووي إلى سياسة واضحة تتمثل في التهديد النووي ضد إيران في الأمم المتحدة، بما في ذلك ضرب رادار دفاعي يحمي المنشآت النووية الإيرانية رداً على هجوم أبريل/نيسان، مما يوحي بأنهم قد يستهدفوا لاحقاً المنشآت النووية نفسها”.
يسترسل المسؤول الرفيع في الشرح ليقول “بالإضافة إلى ذلك، أطلق الوزراء الصهاينة تهديدات بشأن استخدام الأسلحة النووية ضد غزة ودعوة أحد أعضاء الكونغرس لضرب المنشآت النووية الإيرانية، كما أن نتنياهو هدّد بأن إيران يجب أن تواجه تهديداً نووياً حقيقياً، قبل أن يتراجع لاحقاً عن تهديداته التي قيلت أمام العالم أجمع”. ويختم المسؤول المقدمات التي ذكرها بالقول، “إن إيران بحاجة إلى الحفاظ على سيادتها، وعلى هذا الأساس تُناقش مراجعة عقيدتها، إذا لم يتم إزالة الأسلحة النووية من إسرائيل، فسيكون هناك تنافس على امتلاك الأسلحة النووية في المنطقة، وستعيد إيران تقييم استراتيجيتها بشكل مطلق”.
سألته عما إذا كانت إيران في حال تغيير عقيدتها النووية ستتجه نحو تصنيع السلاح النووي، ولا سيما أن التقديرات الغربية والإسرائيلية تقول إنها على بعد أسبوع على أقل تقدير وشهر على أبعده من إنتاج رأس نووي. أجابني بالنفي، “أي تغيير في العقيدة النووية لا يعني بالضرورة التوجه نحو الأسلحة النووية، ربما يعني ذلك إزالة أحد العناصر الثلاثة في استراتيجيتنا الحالية أو إضافة عنصر رابع، وما إلى ذلك”، مؤكدا أن أي تغيير سيكون موجهاً نحو إسرائيل لأنها هي التي تُهدّد إيران.
أما عن القلق الذي يمكن أن ينشأ من تغيير كهذا على مستوى جيران إيران يؤكد المسؤول: “نحن منفتحون على أي أسلوب لطمأنة جيراننا بشأن قدراتنا النووية، ولكن يبقى السؤال ما إذا كان جيراننا على استعداد لطمأنتنا بشأن مشترياتهم من الأسلحة والتهديدات التي يفرضها وجود القواعد الأميركية على أراضيهم”.
ما لم يذكره المسؤول الرفيع بشكل واضح، لكنه ألمح إليه، هو أن أي تحول في العقيدة النووية الإيرانية سيدخل المشروع في مساحة غموض ستصعب من قدرة العالم، وتحديداً الولايات المتحدة، على تقفي مراحل التطور الذي يشهده، وهو ما قد يزيد من المخاطر على المستويين العسكري والأمني، ولا سيما إذا قررت إسرائيل سلوك طريق مختصر نحو إنهاء المشروع النووي الإيراني.
نعود إلى كؤوس خامنئي المرّة، إلى الخيارات التي يواجهها، إلى لعبة عض الأصابع التي يزداد إيلامها على الجميع. تقول القصة إن رجلاً تركياً مشهوراً بقوته يدعى كور أوغلو كاد أن يموت من الظمأ وسط الصحراء. ولأن اسمه كان سابقا له بالقوة والشكيمة، فإن جسمه الصغير لم يكن يدل على حقيقته. وبينما يبحث عن الطعام والماء قابل راع سأله من يكون، قال أنا كور أوغلو فضحك الراعي وقال له وأنا رستم. تحدّاه في لعبة عض الأصابع، وأن من يصرخ أولاً ينفذ أمر المقابل له. ثم وضعوا أصابعهم وبدأوا في القضم. بعد فترة من الوقت، صرخ الراعي من الألم وسحب إصبعه. عندها أظهر كور أوغلو إصبعه الممضوغ تمامًا والمطحون، بينما كان إبهام الراعي مصابًا بكدمات طفيفة فقط. فاز الذي تلقى ضربات أكثر، من دون أن يصرخ أولاً.
(*) يُنشر بالتزامن مع موقع “جاده إيران“.