
فخامة الرئيس جوزف عون؛ لا شكَّ في أنـَّكم تنتظرونَ ما هو أكثرُ منَ التهنئةِ بانتخابكم. نحنُ اللبنانيينَ مثلكُم. نُهنِّىءُ وننتظرُ أكثرَ.
فخامة الرئيس جوزف عون؛ لا شكَّ في أنـَّكم تنتظرونَ ما هو أكثرُ منَ التهنئةِ بانتخابكم. نحنُ اللبنانيينَ مثلكُم. نُهنِّىءُ وننتظرُ أكثرَ.
ليست رئاسة الجمهورية هي المشكلة في لبنان، ولا انتخاب رئيس الجمهورية هو الحل. هذه الحقيقة جارحة وحارقة. يعرفها كثيرون. ويتجاهلها الأكثرون.
عامَ 2006، بعد عُدوانِ الثلاثةِ والثلاثينَ يوماً الإسرائيليّ - الأميركيّ على لبنان، جدَّدتْ كوندوليسا رايس [وزيرة الخارجية الأميركية السابقة بين 2005 و2009] عبارة "الشرق الأوسط الجديد"، وأضافتْ بِدعتَها "الفوضى الخلَّاقة".
لبنان مرةً جديدةً أمام الارتهان. كارثةٌ تتكرَّرُ منذ ما يُسمَّى "الاستقلال". الاستقلالُ وهمٌ ولعبةٌ. قطعةُ "أكسسوارْ" في دستورٍ لم يُطَبَّقْ وإنْ بِعوْراتِهِ. كان مجرَّدَ هُلامةٍ في بياناتٍ رئاسيّةٍ ووزاريّةٍ.
غليانٌ استراتيجيٌ يُحيط بلبنان.. هذا أقلُّ ما يُوصَفُ به وضعنا الراهن. لا يخدعنَّ وقفُ إطلاق النار أحداً. ولا يتوهمَّنَ أحدٌ أنَّ الصدفةَ وحدَها تكمُنُ خلف تزامنِ وقفِ إطلاق النار هنا، والعودة إلى إطلاق النار في سوريا. وبين هذين الحدَّينِ وحدة سوريا في خطر، ووحدة لبنان في خطر.
أيامٌ قليلة ٌمضتْ على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. إنه زلزالٌ حقيقيٌ. ربّما يُقالُ إنَّ هذه التسمية أكبرُ من المسمَّى. هذا صحيح إذا قيستِ الأمور بالراهن فحسبُ. أمّا إذا قِيستْ بالاحتمالاتِ المستقبلية، وبالجذور التاريخية فتختلف الصورة. وعندئذٍ يبدو الوصف بـِ"الزلزالِ" واقعياً.