يتغيّر ويتحوّر ويتحايل. يمارس أفضل ألاعيبه التي أبقته بيننا منذ فجر الحياة حتى اليوم. كلّما تعرّف عليه جهاز المناعة وحفظ طريقة التعامل معه لبس وجهًا آخر. إنّه الفيروس.
يتغيّر ويتحوّر ويتحايل. يمارس أفضل ألاعيبه التي أبقته بيننا منذ فجر الحياة حتى اليوم. كلّما تعرّف عليه جهاز المناعة وحفظ طريقة التعامل معه لبس وجهًا آخر. إنّه الفيروس.
من المأساة أن يصبح خبر توقيع أمر الدفع للشركة الفائزة بورقة اللوتو اللبنانية، ونقصد بها "فايزر"، مُفرحًا وإيجابيًا، ومتى؟ الآن في كانون الثاني/ يناير 2021، أي بعد حوالي السنة من انطلاق صافرة كورونا في لبنان والعالم.
في لبناننا اليوم فوضى عارمة. لا معيار حاكماً حتى في أدقّ أمورنا: صحتنا. لو تابعت الأخبار الصحيّة في كلّ العالم للفت انتباهك دقة الجهات الصحية في رسم البروتوكولات العلاجية لفيروس كورونا المستجد، إلّا لبنان.
يقول المثل العامي "قد بساطك مد إجريك". بطبيعة، يعني ذلك في حالة لبنان المأزوم إقتصادياً ومالياً ونقدياً وصحياً إلى البحث عن الخيارات التي لا تكبده أعباء إضافية من جهة وتساعده في توفير اللقاحات ومن خلالها المناعة لأغلبية الشعب اللبناني في مواجهة فيروس كورونا، من جهة ثانية.
أول ما تستقبل الناس أمرًا جديدًا تأخذه على محمل الخوف والحذر، وكأنّ هذا الأمر مطبوعٌ في كلّ الأجناس التي تعيش على هذا الكوكب، أي الخشية من كلّ ما لا تعرفه.
ما كان متوقّعًا ومنتظرًا قد حلّ، لقد حصل تعديل على المادة الوراثية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، وهذه المرّة انطلق جرس الانذار من الغرب لا من الشرق، من بريطانيا بالتحديد حيث رُصدت هذه السّلالة الجديدة بعد زيادة كبيرة بالإصابات في جنوب لندن وجنوب شرق بريطانيا.
هي المعضلة الأصعب، أن تحاول معرفة آخر أفكار من قرّر أن يُنهيَ حياته، فترتبك في رؤية صورته عندك: أهو غاية في الشجاعة والحكمة أم هو على المقلب الآخر من الخوف والهرب واليأس؟
جال الوحش العالم قبل صراخ أحدهم أنّه رآه. أصاب عشرات الملايين وقتل الآلاف، وظننّا جميعًا أنّ موسم الانفلونزا سنة 2019 كان شديدًا، لكنّه كان الكورونا.
عند خط النهاية يتواجد الآن حوالي 10 لقاحات بين الغرب والشرق، منها من تخطى المرحلة الثالثة من التجارب من دون الترخيص للاستخدام العام، ومنها من حاز فعليًا موافقات للاستعمال الطارئ، ما يعني أننا لم نعد في مرحلة ترقب بل أسرى المرحلة الأخيرة من السباق بين كبريات شركات الدواء العالمية.
Polymerase Chain Reaction أو ما يعرف بفحص الـ PCR لم تكن هذه الأحرف الثلاثة تثير كل هذا القدر من الرعب سابقًا، وتجعلنا ننتظر لساعات أو أيام لمعرفة النتيجة، ثمّ نفرح بالسّلبية لا الإيجابية.