جميل مطر, Author at 180Post - Page 13 of 23

سلادير.jpg

عشت فى مدن كثيرة ومررت بمدن أكثر. أحياء بعينها فى كل هذه المدن تحتل النصيب الأكبر من ذاكرتى وتهيمن على حساب بقية الأحياء. أتوقف فى مطار مدينة زرتها فى سابق أيامى أو عشت فيها. أول ما أفعله فور خروجى من المطار الطلب إلى سائق السيارة اصطحابى إلى حى بعينه. هناك أتعرف إلى ما آلت إليه المدينة بعيون عاشق لهذا الحى. نادرا ما أخطأت التقدير أو خاننى العشق. بيروت ليست استثناء.

who___andrey_klimov.jpg

لا يخفى على أحد، بعيداً كان عن دهاليز السلطة السياسية أم قريباً منها أم محشوراً فيها، أن العالم على وشك أن يشهد تدشين نظام دولي جديد أو الإعلان عن إدخال تعديلات جوهرية على جوانب معينة في هياكل النظام القائم ومبادئه.

96905-مراكب-النيل.jpg

عزيزى؛ عدت إلى بيتى بعد رحلة رائعة قضينا أغلب أيامها فوق النيل وعلى ضفافه. أنا واثقة من أنك تستطيع تقدير ما أحس به الآن وأنا فى بيتى بعد هذه الرحلة. تعرف بيتى ولعلك تذكر تفاصيله من الداخل وتفاصيل الخارج الذى تراه من وراء نوافذه المطلة على القنال الإنجليزية.

59413242-BC1F-4DC1-9F5F-BAC65A857C83.jpeg

مياه كثيرة تدفقت تحت الجسور في الأيام الأخيرة. تدفقت بسرعة وبتدافع غير عادي مخلفة مشهداً غير مألوف. لست متأكداً على كل حال إن كان الجديد في المشهد ثابت الأركان وأن المياه لن تعود إلى مجاريها. لست متأكداً ولا أحد أقنعني بأن ما تغير باقٍ معنا وأن الأمل عاد كبيراً في نهاية قريبة لفوضى كادت تدمّر كل ما هو قائم.

Lot_726.jpg

هو يتحدث إلى نفسه فى صمت: أحسنت صنعا عندما اخترت كعادتك المقعد على الممر. أنت هنا تحوز على حيز أوسع لتتحرك فيه إحدى ساقيك على الأقل بحرية. من هذا المقعد أنت، كعادتك، تهيمن على الحركة داخل الطائرة. لن يفوتك الكثير. تعلمت بالتجربة أن أكثر الركاب يتمنون أن تتاح لهم الفرصة ليتجولوا فى الطائرة. البعض يفضل قضاء بعض وقت الرحلة يمارس الدردشة مع المضيفين والمضيفات ومع الطيار أو مساعده، أيهما يخرج من سجنه فى كابينة القيادة ليحارب الملل، عدو كل طيار.

جميل-مطر.jpg

تأخر إصدار وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي عن موعدها المعتاد، وكان لهذا التأجيل صداه في التعليقات والتحليلات. صدرت الوثيقة بينما كان اهتمامنا مشدوداً إلى حدث له أهميته البالغة ألا وهو انعقاد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وبدوره ارتبطت به أحداث لا تقل أهمية مثل خطاب الرئيس شي جين بينج في نهاية جلسات المؤتمر. 

61265.jpeg

استأنفت ما كنت أفعل قبل زيارتها المفاجئة. مرت دقائق تيقنت فى نهايتها من أننى فقدت بعض لياقتى التأليفية. الكلمات تتعثر، والأفكار تتعنت، والسبب ليس صعب الفهم أو التخيل. أغلب ظنى أننى لمحت دمعة تحاول التفلت من أسر عين لتنساب حرة طليقة على خدٍ. هى واحدة من نساء اقتربن من طبيعة عملى واهتمامى إلى حد صارت تفاصيل حيواتهن جزءا من هذه الطبيعة. وحلت متابعة تطورات أحوالهن أمرا من أمورى العادية. أفراحهن من على البعد أفراحى، وأحزانهن أحزانى. فاجأتنى بضعفها فى وجودى. أحسست بمشاعرها تتضارب وتتدافع نحو أزمة تكاد تسيطر عليها وتهيمن وهى القادرة دائما على التغلب على الضعف أمام الغير وبخاصة أمام صنف الرجل.