مالك أبو حمدان, Author at 180Post - Page 3 of 12

IMG_8814.jpeg

مع تكاثر المصائب وانتشار البلاء، ومع تزايد الظّلم والاثم والعدوان، ومع سيطرة الجَور والفَساد.. ومع سكوت أغلب النّخب في العالم عن القتل والنّهب والاستضعاف والتّلاعب بالوعي الفرديّ والجماعيّ.. ومع اباحة الابادات الجماعيّة وسرقة الأرض من أهلها.. ومع محاولات اذلال الانسان واذلال الحضارات "الأخرى".. ومع استباحة حقوق الشّعوب، واستباحة حقوق بيئتنا الطّبيعيّة وحقوق أمّنا الأرض.. ومع سقوط الكثير من قيم عصر الأنوار الأوروبيّ والحضارة الغربيّة عمليّاً، لا سيّما من الزّاوية الأخلاقيّة؛

de.jpg

فجر أو صباح ٨ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٤: هل سقط "نظام الأسد" حينَها.. أم أنّ "الشّام" هي التي سقطت في حقيقة الأمور ومضمونها؟ هذا ما ستُبيّنه لنا الأيّام، مع رجائي الصّادق بأن يكون ما حصل هو مُجرّد سقوطٍ لنظام ولطبقة حاكِمة.. لا سقوط لشامِ "المَجْدِ لم يَغِبِ" على حدّ تعبير الرّاحل الزّحليّ الكبير الأستاذ سعيد عقل.

Teamwork.png

علينا، بالطّبع، أن نُقارب القضيّة بموضوعيّة صارمة في هذا التّوقيت. فالمعنيّ، في نهاية المطاف، هو شعبنا ومستقبل شعبنا، كما ومستقبل هذا البلد.. بل ومستقبل هذه المنطقة برمّتها، وفي قلبِها قضيّتها المركزيّة بامتياز، ذاتيّاً وموضوعيّاً: أي قضيّة فلسطين وكلّ ما يتعلّق بهذه القضيّة الكُبرى.

friday.jpg

بعد ما رأيناه، طوال أيام هذا الأسبوع، على المستوى الشّعبيّ بالذّات، ضمن بيئة المقاومة اللّبنانيّة، ولا سيما تلك الاندفاعة الإستشهادية للنازحين إلى مدنهم وقراهم وبلداتهم، هل لم يزلْ هناك من يُشكّك، وبأي شكل من الأشكال، بالثقافة المؤطرة والمُحركة لظاهرة "المقاومة" اللبنانية ككلّ؟

slider-2.jpg

لا شكّ في أنّ هناك فئة وازنة من اللّبنانيّين صُدمت وتُصدم، في هذه المرحلة من الحرب الإسرائيلية على لبنان بالذّات، من تلقّي أغلب زوايا خطاب ما نسمّيه عادةً بـ"اليمين المسيحيّ"، ولا سيّما منه خطاب الحزب الذي يُمثّل اليوم باعتقاديّ "دينامو" هذا اليمين الرّاديكاليّ: فكريّاً، واجتماعيّاً، وتنظيميّاً، وسياسيّاً.. ألا وهو حزب "القوّات اللّبنانيّة". أمّا سؤال لماذا نعتمد تسمية "اليمين المسيحيّ"، فنتركه لسياقات أخرى، مع دعوة قارئنا إلى التّركيز على المقاصد والمعاني بَدَلَ التّعلّق بالألفاظ والمباني.

slider-1.jpg

عند كلّ ظهور لمسؤول العلاقات الاعلاميّة في "حزب الله"، الحاج محمّد عفيف، يتفاجأ البعض في الدّاخل اللّبنانيّ من هذا الخطاب ذي المعنويّات العالية والثّبات غير المشروط (أقلّه في ما يظهر لهم).. ويعترض آخرون متهمين الحزب بالمضي في درب المبالغات، ومطالبين المقاومة اللّبنانيّة بالاستسلام سريعاً تحت مسمّيات مختلفة، ومبرّرات متعدّدة.

heads_up_from_greece_with_love___manos_symeonakis.jpg

ليست القضيّةُ متعلّقةً أبداً بمسألة التّضحيات الجسام، النّاتجة عن حروبنا مع العدوّ الإسرائيليّ تحديداً، لا بالأمس ولا اليوم ولا في الغد القريب أو البعيد. أبداً. ولا القضيّة نفسها متعلّقة بسقوط شّهداء وجرحى أو بتهدّم منازل، ولا متعلّقة بالتّهجير ولا بالخسائر المادّيّة الكبيرة جدّاً وما إلى ذلك. ليس جوهر الموضوع هنا أبداً. لا لحُبّي للبلاء، لا سمح لله، ومن ذا الذي يُحبُّ البلاء على أنّه مُجرّد بلاء؟

e-rotated.jpg

يتّفق مُعظم الحُكماء حول العالم ربّما، على فكرةٍ مركزيّةٍ مفادُها أنّ خوفَ الإنسان من "الموت" وقلَقه من حتميّة هذا الأخير واقترابِه التّدريجيّ في كلّ يوم هو أصل أصول كلّ المخاوف عنده، وأصل أصول كلّ مظاهر القلق لديه.

who-hamas-sinouar.jpg

يكثرُ في هذه المرحلةِ الحديثُ عن أنّ "حزب الله" قد "ورّط" لبنان في هذه الحرب المفتوحة مع العدوّ الإسرائيلي، لا سيّما من خلال اتّخاذ قرار مساندة غزّة يوم ٨ تشرين الأوّل/أكتوبر ٢٠٢٣.. أي غداة عمليّة "طوفان الأقصى". ومنهم من يذهب، بشكل أقلّ حِدّيّة وعِدائيّة إن شئت، أقلّه في الظّاهر، إلى الادّعاء باختصار: بأنّه كان بالإمكان، عند انطلاق "الطّوفان"، تجنّب الحربِ وما كَان!

090139019310930931093.jpg

كثيرٌ ممّا يحدثُ في هذه الأيّام يُشبه لحظات محاولات الانقلاب السّياسيّ الكبرى التي عرفها لبنان منذ عام ١٩٤٨ عموماً، وتحديداً لمصلحة الأميركيّ وحلفائه وأدواته في المنطقة.. وعلى رأسها الكيان الإسرائيليّ.