
لا يعترف أحد بالفشل. قرن تام من الانهيارات. لا أحد يسأل. ثقافتنا لغو وكلام وأحلام دونكيشوتية. استهلكنا شعارات سكنت في الكلمات والخطب والتمنيات. سقطت كورق يابس. ولا أحد يأسف عليها او يتذكرها أو يحن اليها.
لا يعترف أحد بالفشل. قرن تام من الانهيارات. لا أحد يسأل. ثقافتنا لغو وكلام وأحلام دونكيشوتية. استهلكنا شعارات سكنت في الكلمات والخطب والتمنيات. سقطت كورق يابس. ولا أحد يأسف عليها او يتذكرها أو يحن اليها.
أخشى أن يعيدوا إلينا لبنان، كما كان. غودو لن يأتي. كل ما يقال، قيل من قبل. مجرد ثرثرة سياسية. سخافات وتفاهات. سقطت لغة التفاؤل. وبرغم ذلك، لا تزال الكلمات. الكلمات صفر، تكذب، خلص. غودو لن يأتي، ولا معجزات في زمن العجز التام.
هذه الكتابة تحاذر المؤمنين. الإيمان لا نقاش فيه. هناك قبول وخضوع ودفاع دائم، عما جاء في الكتب. هنا الله، أولاً وأخيراً.. غير ان هناك فسحات واسعة للنقاش. تأسيساً على وقائع وحيثيات، فلا يكون الايمان والدين مرجعاً. في الدين، المرجع هو الآيات "الأبدية السرمدية".
كلمات، لا شيء غير الكلمات. نباح لا أكثر. أصوات تعوي كذباً. عتمة فاجرة. أيام متآكلة. الأمكنة كلها تعيش اختناقها. لا حياة إلا لنباح سياسي وأصوات تشبه غارات الذباب. حرام. اللبنانيون لا يستحقون هذا الجحيم.
صندوق النقد الدولي حاضر. الأرضية اللبنانية جاهزة. ستمتثل حتماً. التوقيع ضروري. الانهيار حصل. هو ليل جحيمي. العتمة أبجدية النهارات. مؤلم جداً أن تعيش في خطر، وأن تشهد نهاياتك، وأن تكون لياليك كوابيس، وأن تنتظر الحطام.
التاريخ يقطر دماً. بشرية مدمنة على القتل. منذورة للتوحش. والغريب جداً، اننا لا نلتفت الى الماضي، إلا للتزود بعنفه.
"ليكن خريفاً/ أين بأس الريح/ ولتتأهب الحشرات/ وليجلس على عرش الجبل/ هذا الغراب/ لأنه، حقاً، ولي العهد". (من قصيدة "الدردارة" للشاعر اللبناني الراحل حسن عبدالله).
خلصت قمة المناخ إلى الفشل. الكرة الأرضية مهددة. حدث ذلك من زمن غير بعيد. التلوث هو نتاج قرن واحد، إنتقل فيه الإنتاج من جهد يدوي وآلي بدائي، إلى صناعة بنت قلاعها على اكتشافات العلم. لم يكن العلماء في ذلك القرن، على معرفة ودراية، بأن العلم، سيكون منصة للرأسمال، وسيكون خطراً كبيراً على الكرة الأرضية.
إيمي سيزار، شاعر المارتينيك الشهير، قارن النازية بالاستعمار. والنازية، إبنة أوروبية بالتمام والكمال، فكراً وتطبيقاً. يقول سيزار "جريمة هتلر أنه طبّق الأساليب الإستعمارية على الإنسان الأبيض. وهكذا اتهم فرانكو، لأنه طبق أساليب الإستعمار على شعبه". هذا كان لإدانة العنصرية الغربية.