
الثأر، هو الذي يخيفني. هو الذي لا أستطيع ان أكتب عنه بقلمي. تغيب عني الكلمات. أجد اللغة قاصرة. أدخل في صمت. أُصاب بذهول وعجز. ألم يشبه عتمة. موت مقيم، ونحيب عائلات تدخل في حزن مديد.
الثأر، هو الذي يخيفني. هو الذي لا أستطيع ان أكتب عنه بقلمي. تغيب عني الكلمات. أجد اللغة قاصرة. أدخل في صمت. أُصاب بذهول وعجز. ألم يشبه عتمة. موت مقيم، ونحيب عائلات تدخل في حزن مديد.
مئة عام أفَلت، وكان حظ العرب من الديموقراطية، بمقدار حرمانهم من الحرية. قرنٌ ترسّخت فيه العرقية والطائفية والمذهبية والديكتاتورية وساد فيه الفساد، من المحيط الى الخليج. جلجلة القمع حوّلت الكيانات الى قلاع من الصمت، والى منابر سخيفة ومحمية، تُبشّر بفضائل السلطة. لماذا كانت حصتنا من الديموقراطية بخسة، ولماذا تطورنا الى الوراء حتى بلغنا حافة الانعدام؟
الصمتُ عدو الشعوب. الصمتُ العربي إلزامي. ممنوعٌ التداول باسم فلسطين. السياسات العربية الرسمية، لا تعني شيئاً. الأنظمة هذه، كاتمة أصوات الناس. الصمت السياسي أفيون الأنظمة من المحيط إلى الخليج.
معتصماً بصمت يحميني من الكلام، دخلت المعرض. وجوه مضت. رجال غابوا وما عادوا. أمهات لم يسمعن استغاثات الدمع بعدهن. دخلت محاولاً تجنب الحضور. أريد أن استعيد المخطوفين. أريد أن أحدق بهم لأحفظ غيابهم وألم أمهاتهم وأولادهم وأصدقائهم. دسستُ حالي في المشهد البليغ.. والجارح.
أبدأ من حيث ستكون نهايتنا: الجحيم مستقبل البشرية. إنما لا بد من العودة إلى اليوتوبيات الفاحشة. عالم مُروَّض بأفكار وفلسفات وشعارات، وعالم يدب على جبهته، يتقدم إلى حتفه، والدليل الراهن، تنصيب الحروب في الأولويات..
لا شيء يمنع أن نولد كل يوم. الماضي مضى. الحاضر ولادة. الحرية في مرمى يومي. ليست الحرية مناسبة عابرة أو ماضية. إنها استحضار.
يحتاج القارئ إلى حصانة ما، إذ يتحدث عن الدين. مرتع الكتابة عنه وخيمٌ أحياناً، ضارٌ مرة أخرى، مصيبٌ لماماً، وقد يؤدي إلى عداء أو جفاء.
ليندا مطر، من مثلها؟ في ظني ويقيني، لا أحد. هي وحيدة ومتألقة وراسخ. نموذج، يصعب أن يحتذى.
من حقنا أن نغضب غضباً كثيراً. لم يتغير شيء أبداً. من حقنا أن نيأس. يئسنا. لا أمل ينبت في الهاوية. من حقنا أن نموت. متنا. ولكننا بقينا نتنفس. من حقنا أن نأمل أيضاً، وهذا صعب، بل ربما مستحيل. فلنراهن قليلاً على الأمل. نقول: لا بد إذاً من نهاية المأساة.
الفنانة الفلسطينية رائدة طه لا تخذلنا أبداً. تأتينا دائماً بفلسطينها الجميلة. فلسطين التي عرفناها سابقاً مع "ألاقي زيك فين يا علي" و"عائد إلى حيفا" و"80 درجة" ونعرفها الآن مع "شجرة التين" آخر أعمالها المسرحية التي قدمتها ليوم واحد على خشبة مسرح المدينة في الحمراء.