
انتماء الأستاذ طلال سلمان للعروبة كان ثابتاً بالرغم من كل التحديات. وما أكثر التحديات التي تعرّض لها في حياته. كأنه اتخذ من مقولة الفيلسوف الإنجليزي أرنولد تويمبي "الحياة تحدٍ.. واستجابة للتحدي" مذهباً له.
انتماء الأستاذ طلال سلمان للعروبة كان ثابتاً بالرغم من كل التحديات. وما أكثر التحديات التي تعرّض لها في حياته. كأنه اتخذ من مقولة الفيلسوف الإنجليزي أرنولد تويمبي "الحياة تحدٍ.. واستجابة للتحدي" مذهباً له.
"الأرشيف استدعاء وليس تخزيناً". هكذا يُلخّص دبلوماسي عربي عمل في عواصم عربية وغربية، حوارنا في السياسة والاجتماع والاقتصاد. طبعاً لم يخلُ الحوار من السؤال اللازمة في كل حديث عن دور الصحافة في نشر المعرفة. غير أن جرس الجملة ظلّ عالقاً في ذهني. تلخيصه الذكي فتح الباب واسعاً أمام رصد العلاقة بين التاريخ والجغرافيا. ولأن حوارنا أخذ يمتد إلى موضوعات تدور كلها حول ثنائية التاريخ والجغرافيا، تذكرت لوهلة أننا لم نأتِ على ذكر كلمة جيوبوليتيك. كأننا كنا نبحث عن معنى أكثر عمقاً من سطحية بعض التحليلات المتداولة في عالم السوشيل ميديا.
في لبنان بلد اللا أسرار، تسعى "دولة الظل" القابضة على قرار الدولة الرسمية إلى صياغة مفردات تتماشى مع اللحظة السياسية. لتضيف الى شطارتها الخلاّقة في تدوير الزوايا مهارة "السطور الستة" الشهيرة، فما هي قصتها؟
شرّع الاتفاق الثلاثي بين الصين والسعودية وإيران أبواب التأويل والتفسير لمصير كرسي الرئاسة الأول في لبنان. البعض ذهب الى إعلان موت المحاور الإقليمية.. وآخرون الى قرب صدور كلمة السر الرئاسية.
قبل ثلاثين عاماً يوم كانت واشنطن تُصنّع السياسات وتُصنّع أنظمة إقليمية حول العالم، صاغت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب أحد أهم السياسات في تاريخ العلاقات الدولية، وهي سياسة "الإحتواء المزدوج" لصاحبها ريتشارد هاس، مدير السياسات ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "عالم في حالة من الفوضى: السياسة الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم".
في شهر أيار/مايو من ربيع العام 2008، انتشر خبر لقاء عُقِدَ بين عرّاب إتفاق الطائف رئيس مجلس النواب اللبناني السابق حسين الحسيني ووزير عدل الحقبة الحريرية الدكتور بهيج طبارة لمناقشة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. جاء هذا اللقاء غداة أحداث السابع من أيار/مايو المؤلمة التي شهدتها العاصمة اللبنانية، وبالتزامن مع غرق لبنان في حال من الفراغ الرئاسي وتعطيل مجلسي النواب والوزراء.
لو كان الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو صاحب نظرية العقد الاجتماعي حياً يُرزَق لوقف حائراً أمام اتفاق الطائف. في بلد العجائب لبنان، يبدو اتفاق الطائف كأنه كُتب بعقل وحبر المهاتما غاندي ولُزّم تنفيذه إلى "أبو عبد البيروتي" البارع في تدوير الزوايا وإبرام التسويات.
فى تحول ملحوظ حقّق الجيش الأوكرانى تقدماً عسكرياً كبيراً فى حربه مع الجيش الروسى على أرض أوكرانيا. تقدمٌ لا يقلب موازين القوى بل يجعل المعركة أكثر عرضة للمفاجآت واستنزاف إمكانات البلدين.
مع اقتراب نهاية عهد الرئيس ميشال عون، تُطوى صفحة من تاريخ لبنان السياسي. لا يمكن الحديث عن صفحة رئاسية جديدة من دون مراجعة للواقع الإقليمي والمحلي، مع أرجحية طاغية للعامل الخارجي. هذا ما علمنا إياه تاريخ لبنان الحديث على الأقل.
على مرمى حجر من نهر النيل العظيم، التقينا مجموعة أصدقاء من أجيال مختلفة. الدبلوماسي المصري السابق الذي لم يغادر يوماً متعة الكتابة الدقيقة المتماسكة؛ الصحافي اللبناني جامع المتناقضات والأصدقاء، وثلة من رجال الأعمال من جنسيات عديدة، بينهم المثقف و"الثائر الجديد" و"الساداتي"، إضافة الى ناصري تقليدي جعل لنفسه مسافة من طاولة الحيرة والقلق. لم تستمر القطيعة الطوعية له حتى أقحمه أحدنا على انفراد في الحوار. بادره سائلاً ما إذا كان قد تغيّر جريان نهر النيل؟ فأجاب "النيل لم ولن يتغير.. العالم العربي يتغير".