لبنان ينحدر من أزمة الى أخرى. الطبقة الحاكمة بقوة إتفاق الطائف فقدت المقدرة على وقف الانهيار وراعيها الإقليمي إما يقف مأزوماً أكثر منها (سوريا) أو متفرجاً (الخليج) أو منتظراً (الولايات المتحدة) حتى يكتب الله أمراً كان مفعولاً مع آيات الله.
لبنان ينحدر من أزمة الى أخرى. الطبقة الحاكمة بقوة إتفاق الطائف فقدت المقدرة على وقف الانهيار وراعيها الإقليمي إما يقف مأزوماً أكثر منها (سوريا) أو متفرجاً (الخليج) أو منتظراً (الولايات المتحدة) حتى يكتب الله أمراً كان مفعولاً مع آيات الله.
دخل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن البيت الأبيض، وارثاً واقعاً سياسياً بالغ التعقيد في الشرق الأوسط. خريطة سياسية تبدّلت فيها الأدوار والمواقع. في صورة أشبه برجل ورث ملكية عقار من دون أن يملك مفتاحه.
بين الصحافة والسياسة والثقافة خيط رفيع. قد يختلف البعض في ترتيب أولوية هذا إلى ذاك، لكن الأرجح، من وجهة نظر شخصية، أن السياسة هي الأصل، فإذا حلّقت تزدهر الصحافة والثقافة وإذا هبطت يهبطان معها.
بعد حادثة إقتحام مبنى الكابيتول، لا يمكن أن يستمر النقاش عن مصير الدولة العظمى من زاوية الصراع بين اليمين واليسار، متمثلاً بالحزبين الجمهوري والديموقراطي. ولا يمكن التكهن بمستقبل صناعة القرار في واشنطن من دون وقفة تأمل إستراتيجية عند مآلات هذا الحدث.
في 14 تموز/يوليو 2015، وقعت إيران الإتفاق النووي مع مجموعة (5+1) بعد مفاوضات إستمرت 21 شهراً. بعد خمسة أسابيع من هذا الحدث، تسنت لي فرصة مرافقة ثلة من الأصدقاء اللبنانيين، في زيارة تكاد تكون تاريخية، بزمانها ومكانها وظروفها، إلى مقر إقامة الكاتب العربي محمد حسنين هيكل في الساحل المصري الشمالي بين الاسكندرية ومرسى مطروح.
ينتظر اللبنانيون الفرج. يبحثون عن معجزة تسقط من السماء لتزيل الغمة من على صدورهم القلقة. يحلّلون كل كلمة وكل حرف وكل حركة لأي مسؤول عربي أو غربي على أساس أن الفرج قد يأتيهم من الخارج، كما كان يحصل في أزمنة وأزمات سابقة. هذه المرة، طال الانتظار اللبناني، وحال لبنان ينحدر من سيء الى أسوأ. فماذا بعد؟
ما زلت محتفظاً بعادة صباحية لا تفارقني منذ الصغر: قراءة الأخبار ومتابعة آخر الإصدارات الموسيقية. استيقظ يومياً بحماسة وشغف كبيرين لمعرفة ما يدور في هذا العالم. عادة لم يغيرها زمن كورونا، بل ضاعف وتيرتها. جلسة صباحية تليها جلسة مراجعة بعد وجبة الغداء. بعد استراحة العصر، تبدأ جلسة المغرب التي تتصل بالعشاء ومن بعدها المساء مروراً بالدجى وحتى الغسق أحياناً.
أعجبتني فكرة "خبرونا عنكن" التي أطلقها موقع 180 للتعبير عن تجاربنا في زمن الحجر الصحي الإلزامي في مواجهة فيروس كورونا، فكان هذا النص.
في مقابلة لمجلة Q الأميركية عام 1992، تحدث قائد فرقةREM الغنائية عن مصدر الهامه لكلمات أغنيته بعنوان "انها نهاية العالم كما نعرفه" (It’s the End of the world as we know it )، التي حصدت أعلى المراتب عند جمهور الروك. شرح كيف جاءه الإلهام من كل مكان. في المنام وفي زياراته وعند ممارسته هواية التنقل بين أقنية التلفاز. فجأة، وبينما كان يتنقل من محطة تلفزيونية إخبارية إلى أخرى سمع الأغنية، وقال "عندها، أدركت أن نتيجة ما يحصل في حياتنا هو أن العالم الذي نعرفه قد تغير". السؤال هو الآتي: أية حياة ستتغير؟ وما هو العالم الذي سنعيش فيه بعد مرور فيروس كورونا بجميع مراحله؟
تبدو رحلة البحث عن تفسير لما يجري من أحداث سياسية مُثقلة بتفاصيل محلية وإقليمية متداخلة. حكومة عالقة في بيروت. مظاهرات تتسع في شوارع بغداد وأزمة سياسية عراقية تتفاقم. المعركة في إدلب معقل الإرهاب تحتدم. ملف الغاز في شرق المتوسط عنوان خطوط تماس جديدة. مؤتمر برلين. تفجيرات اليمن. ضجيج إعلامي عالي السقف يرافق الأحداث المتسارعة. أما الرؤية، فهي أسيرة الحيرة والتشتت.