
من يرصد التطورات الإقليمية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/ يناير 2021، حتى يومنا هذا، يستنتج أن الولايات المتحدة تسعى إلى ترميم النظام الإقليمي لإستثماره في سياق إستراتيجي مستقبلي. كيف؟
من يرصد التطورات الإقليمية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/ يناير 2021، حتى يومنا هذا، يستنتج أن الولايات المتحدة تسعى إلى ترميم النظام الإقليمي لإستثماره في سياق إستراتيجي مستقبلي. كيف؟
"أهم مائة يوم منذ الرئيس فرانكلين روزفلت"؛ هكذا عنونت مجلة "الفورين بولسي" عددها الأخير. غير أن أول مائة يوم للرئيس جو بايدن تكاد تضاهي في الأهمية، بحسب المجلة، باقي أسلافه من الرؤساء. وهو ما شدد عليه الكاتب مايكل هيرش في عدد المجلة ذاتها قائلاً "مثل روزفلت، على بايدن أن يثبت أن الدولة لا تزال تعمل".
الأردن مأساة إغريقية لها من إسمها نصيب. وادي الأردن هو المنحدر السحيق الذي أطلق عليه سكانه اليونان والرومان لفظ "ثيم الأردن" للمقاطعة العسكرية آنذاك، ما يُجسد المأساة المستمرة منذ مائة عام. مأساة تصنعها حقائق الجغرافيا والتاريخ في هذه البقعة القلقة من الشرق الأوسط.
لبنان ينحدر من أزمة الى أخرى. الطبقة الحاكمة بقوة إتفاق الطائف فقدت المقدرة على وقف الانهيار وراعيها الإقليمي إما يقف مأزوماً أكثر منها (سوريا) أو متفرجاً (الخليج) أو منتظراً (الولايات المتحدة) حتى يكتب الله أمراً كان مفعولاً مع آيات الله.
دخل الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن البيت الأبيض، وارثاً واقعاً سياسياً بالغ التعقيد في الشرق الأوسط. خريطة سياسية تبدّلت فيها الأدوار والمواقع. في صورة أشبه برجل ورث ملكية عقار من دون أن يملك مفتاحه.
بين الصحافة والسياسة والثقافة خيط رفيع. قد يختلف البعض في ترتيب أولوية هذا إلى ذاك، لكن الأرجح، من وجهة نظر شخصية، أن السياسة هي الأصل، فإذا حلّقت تزدهر الصحافة والثقافة وإذا هبطت يهبطان معها.
بعد حادثة إقتحام مبنى الكابيتول، لا يمكن أن يستمر النقاش عن مصير الدولة العظمى من زاوية الصراع بين اليمين واليسار، متمثلاً بالحزبين الجمهوري والديموقراطي. ولا يمكن التكهن بمستقبل صناعة القرار في واشنطن من دون وقفة تأمل إستراتيجية عند مآلات هذا الحدث.
في 14 تموز/يوليو 2015، وقعت إيران الإتفاق النووي مع مجموعة (5+1) بعد مفاوضات إستمرت 21 شهراً. بعد خمسة أسابيع من هذا الحدث، تسنت لي فرصة مرافقة ثلة من الأصدقاء اللبنانيين، في زيارة تكاد تكون تاريخية، بزمانها ومكانها وظروفها، إلى مقر إقامة الكاتب العربي محمد حسنين هيكل في الساحل المصري الشمالي بين الاسكندرية ومرسى مطروح.
ينتظر اللبنانيون الفرج. يبحثون عن معجزة تسقط من السماء لتزيل الغمة من على صدورهم القلقة. يحلّلون كل كلمة وكل حرف وكل حركة لأي مسؤول عربي أو غربي على أساس أن الفرج قد يأتيهم من الخارج، كما كان يحصل في أزمنة وأزمات سابقة. هذه المرة، طال الانتظار اللبناني، وحال لبنان ينحدر من سيء الى أسوأ. فماذا بعد؟
ما زلت محتفظاً بعادة صباحية لا تفارقني منذ الصغر: قراءة الأخبار ومتابعة آخر الإصدارات الموسيقية. استيقظ يومياً بحماسة وشغف كبيرين لمعرفة ما يدور في هذا العالم. عادة لم يغيرها زمن كورونا، بل ضاعف وتيرتها. جلسة صباحية تليها جلسة مراجعة بعد وجبة الغداء. بعد استراحة العصر، تبدأ جلسة المغرب التي تتصل بالعشاء ومن بعدها المساء مروراً بالدجى وحتى الغسق أحياناً.