غريبٌ عجيبٌ أمرُ لبنان، البلد الصغير مساحة والكبير سياسة. بقدرة قادر ووسط كل هذه الفوضى المحلية والإقليمية والدولية، أبصرت حكومة نجيب ميقاتي الثالثة النور.. وهذا هو الأساس. نعم صار للبنان وللبنانيين حكومةٌ.
غريبٌ عجيبٌ أمرُ لبنان، البلد الصغير مساحة والكبير سياسة. بقدرة قادر ووسط كل هذه الفوضى المحلية والإقليمية والدولية، أبصرت حكومة نجيب ميقاتي الثالثة النور.. وهذا هو الأساس. نعم صار للبنان وللبنانيين حكومةٌ.
سقطت هيبة الولايات المتحدة الأمريكية في مستنقع هزيمة استراتيجية في أفغانستان لم ينتج عنها عودة طالبان إلى السلطة وحسب بل إستشعار كل حلفاء أمريكا في شتى أنحاء العالم بالعراء والبرد. هزيمة لا بد وأن تَستدرج لاعبين دوليين أو إقليميين لملء الفراغ. ربما نكون أمام إعادة صياغة نظام دولي وإقليمي جديد مع الانسحاب الأمريكي من كابول.. والشرق الأوسط حتماً لن يكون بعيداً عنه أو خارجه.
لا يمكنك أن تفصل المكان عن الناس. المكانُ مُجرداً هو جغرافيا. مجرد هياكل. عندما يحضر الناس يتغير مفهوم المكان. كل حجر له حكاية. كل حكاية تستولد حكايات. يغيب الناس، تغيب الحكاية.
أطلنا الغياب عن بيروت. لؤم الفيروس التاجي ليس صحياً. التباعد بين البشر. بين الشعوب. بين الأحبة، وهل من حبيبة أغار عليها من أمها وأبيها أكثر من بيروت؟
برغم أن وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر قال عن أنور السادات لحظة توليه السلطة محل جمال عبد الناصر "إنه أحمق ومهرج وبهلول"، إلا أن الوقائع التي إكتشفها الثعلب الأميركي بيّنت له أن الرئيس المصري الراحل كان رجلاً مناوراً وداهية سياسية بإمتياز.
لبنان أصبح مدعاة يأس. تأليف الحكومات في لبنان أصبح أعقد من صياغة نظام عالمي جديد. ما بين لبنان البلد ولبنان الدولة، لا بد من محاولة تلمس المخارج.
لا صوت يعلو فوق صوت النهر. ولا سياسة مصرية أو عربية أو ميديترانية (نسبة الى البحر المتوسط) تدخل خزائن التاريخ من دون الختم الأزرق لنهر النيل العظيم. من يتجرأ بالتمرد عليه، عقابه الويل والثبور وعظائم الأمور. هذا ما تعلمناه من مؤرخين فكوا شيفرة الجغرافيا وجعلوها تتكلم وتتحرك كأي كائن مكتمل الوظائف والمواصفات.
من يرصد التطورات الإقليمية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/ يناير 2021، حتى يومنا هذا، يستنتج أن الولايات المتحدة تسعى إلى ترميم النظام الإقليمي لإستثماره في سياق إستراتيجي مستقبلي. كيف؟
"أهم مائة يوم منذ الرئيس فرانكلين روزفلت"؛ هكذا عنونت مجلة "الفورين بولسي" عددها الأخير. غير أن أول مائة يوم للرئيس جو بايدن تكاد تضاهي في الأهمية، بحسب المجلة، باقي أسلافه من الرؤساء. وهو ما شدد عليه الكاتب مايكل هيرش في عدد المجلة ذاتها قائلاً "مثل روزفلت، على بايدن أن يثبت أن الدولة لا تزال تعمل".
الأردن مأساة إغريقية لها من إسمها نصيب. وادي الأردن هو المنحدر السحيق الذي أطلق عليه سكانه اليونان والرومان لفظ "ثيم الأردن" للمقاطعة العسكرية آنذاك، ما يُجسد المأساة المستمرة منذ مائة عام. مأساة تصنعها حقائق الجغرافيا والتاريخ في هذه البقعة القلقة من الشرق الأوسط.